١٩_الفصل التاسع عشر (سكن روح)

6.9K 230 22
                                    

الفصل التاسع عشر
*سَكَن رُوح*
**********
ضُميني.. حرريني!
فُكي القيود واتبعيني!
سَأطالبك بِقلبك؛
سأطالبك بحبك؛
سأطالبك بالانتماء؛
وكوني لِروحي السكن؛
مثلما صرتِ لي المأوى؛
**********
قبل ساعة:
"ألم أطلب منكِ ألا تأتي إلى هنا؟ هيا اذهبي إلى أمك!"
صاح بها صلاح بِغيظ فوضعت دينا يدها على الباب كي لا يُغلقه بوجهها، ثم توسلته باكية:
_أرجوك أبي انتظر! أنا.. لقد طلقني تامر وطردني من الفيلا هو وأمه!
وبرغم الغُصَّة التي شعر بها كأب فإنه أبدى عدم اهتمامه وهو يهتف بها:
_وأنا ما شأني؟ كُنت مُتوقِعاً منذ البداية أنكِ لا تصلُحين لتأسيس حياة طبيعية، أنتِ وأمك لا تفلحان سوى في تدبير المكائد والافتراءات وظلم الغير.
ازداد انهمار دمعاتها وهي تكاد تُقَبِّل يده هاتفة:
_أرجوك أبي! أرجوك أنا ليس لدي مكان أذهب إليه، أنت لن تتركني وحدي بالشارع.
صاح بها بغضب:
_ولِمَ لا أتركِك وحدِك؟ لقد تركت ابنة أختي وحدها لشهور بسببك أنتِ وأمكِ، وأستطيع أن أفعلها معك أيضاً!
توسلته بنبرة مُتأسفة حرَّكت قلبه:
_أنا ابنتك أبي، أرجوك، سأفعل أي شيء تريده ودعني أدخل!
حدَّق بها بصمت للحظات شعرت هي بها بالرعب..
هل سيرفض إدخالها بيته؟
هل سيُلقيها بالشارع مثلما فعل تامر؟
أو مثلما فعلت هي بأمها؟
أو مثلما فعلت هي وأمها برهف؟
جاؤها سؤاله لينزعها من تساؤلاتها الداخلية المذعورة، بنبرة مُقلِقة:
_ستفعلين أي شيء أطلبه منكِ دينا؟
أومأت برأسها إيجاباً بسرعة والأمل عاد لينتعِش بصدرِها.
**********

عودة إلى الوقت الحالي:
"ماذا حدث تغريد؟"
دلف عَمَّار إلى غرفة زوجته بالمشفى مُلقِياً سؤاله القلِق على أخته التي ابتسمت ولم تُجبه وهي تخرج من الغرفة كلها، نظر إلى مَوَدَّة بقلق فوجدها تبتسم له بحنانها المعهود قائلة:
_يبدو عليك التعب حبيبي.
زفر بإرهاق واضح وهو يجلس بجانبها:
_لقد قُمنا بمُغامرات عديدة تلك الساعات الفائتة، لم أكن أتوقع مُطلقاً أن ينتهي بي الأمر بين حريق واختطاف ووثائق خطيرة وقسم شرطة في يوم واحد.
صمت قليلاً ثم أردف بغيظ:
_ ربما كنتِ على حق عندما أقنعتِني بضرورة زواج هذين الإثنين بأسرع وقت، وإلا سينتهي العالم قبل أن يجمعهما بيت واحد.
اتسعت ابتسامتها وهي تُربِّت على وجهه برقة مُغمغمة:
_أنت بطلي عَمَّار، حمداً لله على رُجوعها سالمة.
قبَّل يدها الموضوعة على وجنته ثم عاد القلق إليه وهو يقول:
_يجب أن تهتمي بتغذيتِك مَوَدَّة، الشحوب والدوار المُلازمين لكِ بالتأكيد بسبب سوء تغذِيتك.
ضحكت برقة وهي ترد بمكر:
_ربما أنت على حق، أنا يجب أن أهتم بتغذيتي جيداً، حتى لا ينشأ أخ أو أخت إياد ضعيفي البنية.
ظل مُحدِّقاً بها بابتسامته للحظات ثم ارتفع حاجبيه لأعلى دهشة بالتدريج، وعندما استوعب الأمر كاملاً عادت الابتسامة الذاهلة إليه وهو يسألها بلهفة:
_هل أنتِ حامل مَوَدَّة؟
أومأت برأسها إيجاباً فاجتذبها إلى أحضانه بقوة ثم قال بِفرحة فائقة:
_أيعني هذا أنني مُنِحت عطية أخرى تزيد من قوة رابطي بكِ؟
ثم أضاف والرضا يشع من صوته:
_سأحافظ عليكم جميعاً، لن أخذل أحدكم أبداً، أعدك!
ثم قَبَّل جبهتها مُتمتماً:
_أنا ومَوَدَّة وإياد، وهذا الصغير، لن يفرقنا شيء مُطلقاً، وسأثبت لثلاثتكم كم أنكم  لدي غاليين!
ابتعدت تنظر إليه بِحب فهمس لها:
_أعشقك مَوَدَّتي.
**********

سَكَن رُوحِي (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن