٣_الفصل الثالث (الدائرة)

8.2K 244 18
                                    

الفصل الثالث
*الدائرة*
**********
قالوا إن الحب ضعف؛
ذل؛
خيبة؛
وقلتُ إنه قوة..
عِزَّة؛
وثِقة!
إلى أن وُضِع قلبي مَحلاً للاختبار
وبكل الضعف والذُّل والخيبة استسلمت
إلى أن حان الوقت واستيقظت
لا تتعارض رأفتي مع كرامتي
لا تتعارض مَحَبَّتي مع قيمتي
ولن يُعارض قلبي احترامي لذاتي
لِذا يا من احتللت قلبي بلا رغبة منك أو مني
انتحِ جانباً فأنا مَلِكة على عرش كياني!
**********

منذ أسبوع:
"أتخونني عَمَّار؟!"
أغمض عينيه لحظة يلعن تَهَوُّرُه ثم فتحهما ليجدها تنظر إليه بصدمة وازدراء وهي تتابع باكية بألم:
_لقد أخبرتك عَمَّار، أخبرتك منذ سنوات أنني لن أغفر الخيانة، أعطيتك ستة أعوام من البداية الجديدة من أجل ابننا، ستة أعوام عَمَّار لِمَ أهدرتهم الآن؟ لِمَ جعلتني لتوي أشعر وكأنني كنت أحارب كي أحافظ على صمود جبل من الرمال؟
وبنبرة متخاذلة رد:
_لم أخُنك!
وبصراخ كان هتافها:
_كاذب!
ثم استدركت بنبرة لائمة بحسرة:
_أنت تراقبها، تهاتفها، ترسل إليها الرسائل، تخبرها أنك تريدها معك، تخبرها أنك ستعوضها، تخبرها أنها غالية.

انتحبت ببكاء قاتل وهو يحدق بها بصدمة فتابعت بشفتين مرتجفتين وصوت متقطع:
_أتعلم عَمَّار كم تخيلت أنك تُسمعني الكلمات نفسها؟ كم رسمت في عقلي صوتك وأنت تخبرني أنك تريدني معك؟! أنك ستعوضني عن انتظاري لسنوات للحصول على حبك وأنني أصبحت لديك غالية؟!
ثم اقتربت منه بخطوات ضعيفة حتى وقفت أمامه تحدق به بعسليتيها المتوسلتين ودمعات ملتهبة وسألته بِلهفة:
_ألم تشعر أبدا عَمَّار أنك تريدني؟ ألم تشعر أبدا أنني على قلبك غالية؟

وضع يديه على كتفيها بألم ينفي:
_أنا لم أخنك مَوَدَّة، أبدا لم أخنك.
ونفضت يديه صارخة به بجنون:
_كاذب عَمَّار، كاذب! كاذب! لقد رأيتك بنفسي كيف تنظر إليها، لقد رأيتك كيف تتطلع إليها بحنان، لقد رأيت هوسك بها، أنت عميت عني تماما حتى ما عدت تشعر بوجودي حولك، لقد كنت على بُعد خطوات منك وأنت تقف محدقا بها باشتياق، لقد كنت أشاهد خيانتك لي بنفسي، أنت خنتني بقلبك وبعقلك وبلسانك، وأنا...
توقفت لحظة تلتقط أنفاسا تؤلم صدرها ثم تابعت بامتعاض:
_وأنا أتواجد حولك أستجدي حنانك واهتمامك فلا أجد، فإلى متى تظن عَمَّار أنني سأظل أدور في تلك الدائرة من التسول والتوسل إليك؟ لقد اكتفيت، ولم أعد أرغب بك.

شحب وجهه وازدرد لعابه بقلق:
_ماذا تقصدين مَوَدَّة؟
ببطء مسحت وجهها بكفيها وشمخت بأنفها وهي تبتسم له ببرود ثم قالت:
_أعني أنني قد حققت شرطي من الاتفاق، والآن حان دورك.
كان يرفض الفكرة الخبيثة التي تلح على عقله الآن حينما استدركت هي بنفس النبرة القوية المذبوحة:
_لقد وعدتني يوم أهداني الله إياد وحذرتك من الخيانة أنك ستنفذ لي مطلبي إن خرقت شرطك، الآن يا عَمَّار، الآن ستُنفذ ذلك الوعد وستطلقني!

سَكَن رُوحِي (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن