الفصل الثالث 3

180 8 0
                                    

الفصل الثالث
للقدر كلمة أخرى 
بقلمي / زينب العربي 
"انت بالفعل بيضاء و جميلة صفا لكنك بدينه و بدينه جدا ابنة خالتي لذلك لا تتحدثين عن الجمال، كما ان حاجباكِ الكثيفان يعطوكِ منظر مقزز و غير أدمي لذلك ينفر منك الخطاب "
لقد جرحتها جرحتها و بشدة مزقت روحها كسرت خاطرها هي من البداية تعرف تصرفات ابنة خالتها لذلك كانت لا تريد الحضور، تجمعت الدموع في مقلتيها لكنها ابت الخضوع
لتتحدث نهال ساخرة
" ما بك صفا الم اقل الحقيقة ابنة خالتي هل تريدني ان اكذب انا فقد انصحك ابنة خالتي حتي لا تعيشين طوال العمر وحيدة فعمي نور الدين لم يعش لك طول العمر و كذلك خالتي نازلي و بالنسبة لأخيك صائم فلديه بيت و أسرة و أنت بالطبع لن تعيشِ عاله عليهم،"
صمتت نهال و التفتت للسيدة ياقوت قائلة
" أكملي عملت سيدة ياقوت "
بعد ان بخت سمها و نظرت لعين صفا وجهها الذي ظهر عليه الالم جليا و حدثت نفسها و علي شفتيها ابتسامه نصر
" هكذا تستحقين أيتها المدللة ابنة نور الدين العاقلة الكاملة الخلوقة كريمة الاصل، كما يقولون "
كانت صفا تائهة تحدث نفسها و علامات الانكسار واضحه للعيان علي وجهها
"الي متي سأظل بهذا التخاذل لما سمحت لها بأهانتي هكذا، دائما اخلاقي تمنعني من الرد عليها او اهانتها، كما انني دائما اعتبرها صغيرة لا تفقه ما تتفوه به لكن الي متي، هي لم تعد صغيرة لقد اتمت الثالثة و العشرون"
اخرجها من شرودها صوت نهال الذي يتخلله نبرة الحقد
"انا اتحدث لمصلحتك ابنة خالتي ربي شاهد اني احبك ولا اريد ان اري فيكِ مكروه، اريدك ان تكوني اسرة و اطفال عزيزتي "
لم تجد ردا من صفا لذلك قالت
" سأذهب الي المرحاض لارتدى فستاني عزيزتي صفا لذلك اذهبي الي الغرفة الاخرى و ارتدي ثيابك انت الاخرى لقد اصبحت السابعة ونصف و لم يتبقِ سوي نصف ساعة علي قدوم أيهم "
لم تجد منها ردا لذا اردفت بخبث قاصدة السخرية من ابنة خالتها، فهذا شاغلها الشاغل
" عزيزتي صفا سوف تجيدن بعض ادوات التجميل علي طاولة الزينة الخاصة بي بالغرفة الاخرى ضعي بعض منها ع وجهك عزيزتي اذا رغبتي في   ذلك طبعا "
حاولت صفا استعادتة ثباتها وبالفعل استعادت ولو جزء منه
وقالت بثبات
"شكرا لك نهال انا كما ترين وقلت لك لا احتاج لمساحيق التجميل خاصتك فمن يضعهن يضعهن ليزيدهن جمالا و انا لا احتاج لذلك كما ترين "
قالتها صفا بثبات ظاهر لكي تظفر لكرمتها التي جُرحت و غادرت الغرفة
***********************************************************************************
" و ما مصلحتي انا لكِ أتي إلي خطبة صديقتك تلك و أمثل أنني وقعت في غرام تلك  الفتاة وانني اموت شوقاً لوصالها، هل جننتِ سيلان"
قالها يوسف ابن عم سيلان ببرود و هو يجلس أمامها في أحد المقاهي الحديثة
لترد سيلان بتوتر
" فقد اريدك ان تسدي لي خدمه ابن عمي"
ليرد يوسف بغضب
" هل فقدتي عقلك ابنة عمي، لما لم تطلبي هذا الطلب من نزار أخيكِ"
لتزفر هي بشدة قائلة بمهادنه
" انت فقط من تصلح فجميع اصدقائي و كذا اخي لا ينفعون لتلك المهمة التي ورطتي بها نهال"
ليقول بتململ
" ولما ورطتك اتمسك عليك ذلة، تلك النهال "
لترد هي بشرود
" لا... لا تمسك علىِ ذلة هي فقط صديقتي العزيزة و المقربة لي ولا أستطيع خسارتها"
ليقول هو في محاولة منه لفهم الأمر
" حسنا أخبريني لما أخترتني انا على الخصوص "
لتردف هي بارتياح بعد ان استشعرت قبوله للفكرة
" حسنا سأقص عليك التفاصيل انصت لي "
*************************************************************************
مساءً بحفل الخطبة
" هل وصل أيهم أم ماذا"
قالتها نهال بلهفة محدثة والدتها
لتجيبها الاخيرة قائلة بفرحة ترتسم علي وجهها
    " أهدأي أبنتي لقد حضر أيهم و عائلته بحجرة الصالون عزيزتي "
قالتها ثم أردفت بفرحة و بعيناها دموع الفرحة
" حفظكِ الله أبنتي مبارك لكِ الخطبة"
لترتسم ابتسامة واسعة علي وجهه نهال قائلة
" بارك الله فيكِ أمي، أنا سعيدة أماه، فاليوم خطبتي، أكاد لا أصدق نفسي، فأنا سأتزوج قبل المدللة صفا ابنة أختك "
ارتسمت معالم الاستياء علي وجهه فوزية فقالت بغضب
" تأدبي نهال، لا تجعليني أغضب عليكِ يوم خطبتك، و ستكون العواقب وخيمة فأنت تعلمين غضبي كيف يكون، أن كانت أبنة أختي تتقبل كلامك هذا فأنا لا أتقبل هذا أبدا، أحذري مني يا نهال "
قالت كلماتها و غادرت الغرفة
لتدلف سيلان وهي تقول بفرحة
" مبارك لكِ صديقتي انا سعيدة لكِ اليوم "
قالتها ثم أردفت بمرح
" اوعدنا يا رب سأقرصك في ركبتك يا عروس حتي أحصلك في جمعتك "
قالتها وتقدمت من نهال لتجد نهال صامته و شاردة
لتقول بقلق
" ما بك نهال لما هذا الشرود انها مجرد خطبة يا فتاه، ليست زفاف و بيت وحياه جديدة "
استغربت سيلان لان نهال لا تحدثها و زادت من قلقها تقدمت لتربت علي كتف نهال
وقالت بقلق شديد
" ما بك نهال، ماذا حدث؟! "
لتقوم نهال بنفض يد سيلان من عليها و تقول بتهديد واضح وهي تجذ علي أسنانها
"هل فعلتي ما طلبت منك سيلان "
لتصمت سيلان مصدومة مما اصبحت صديقتها عليه
ثم تنهدت وقالت بحزن نوعا ما
" فعلت نهال فعلت ما امرتني به"
صمتت قليلا ثم اردفت
" هل أنت متأكدة مما أنت مقدمه عليه"
لترد نهال ببرود
" جيد ما فعلتِ، ولا يخصك ان كنت متأكدة مما سأفعله بتلك الشمطاء أم لا، هذا ليس من شأنك"
لتقول سيلان بحزن محدثة نفسها
"انا اخشي عليك من هذا الحقد نهال، و أطاوعك فقد حتي لا أخسرك صديقتي، رغم اني اشك ان بتصرفي هذا اخسرك "
لترد بمرح زائف
" حسناً أيتها العروس العريس بانتظارك بالخارج، هيا بنا"
*******************************************************************************
جلست نهال بجانب أيهم في المكان المخصص للعروسين و بدأت مراسم الخطبة بحضور عائلة أيهم و نهال
" انا سعيد اليوم عزيزتي، فاليوم يوم خطبتنا الذي حلمنا به كثيراً، مبارك لكِ عروسي "
قالها أيهم بابتسامه واسعة خارجه من قلبه لتبتسم هي و تومأ برأسها و تردف بسعادة
" ليس كسعادتي، فانا سعيدة جدا سعادة لا استطيع وصفها لك"
قالتها ثم حدثت نفسها بخبث
" اليوم سوف أجعل هذه الشمطاء تقع في فخي ثم أحطم قلبها، فدائما ما كانت هي ابنة الرجل الشريف ذو السمعة الطيبة، أما أنا فدائما ما كنت أبنة السارق، سأريكم ما ستفعل بكم  أبنة ناصر
سوف أجعل  من ابنة سيادة المستشار  (العوبة) "
************************************************************************
" أنا لا أصدق نفسي أختي، فاليوم خطبة نهال، أبنة عمري "
قالتها فوزية و دموع الفرحة تلتمع في مقلتيها
لترد نازلي بفرحة عارمة
" مبارك لك أختي هذه فرحتنا جميعا، كم مر من الوقت ننتظر الفرحة تدق بابنا"
لتقول فوزية بتوجس و تأني تخشي جرح اختها
" فرحتنا الكبيرة ان شاء الله، ستكون زفاف صفا "
قالتها و صمتت قليلا تري ملامح الجزع و قلة الحيلة ترتسم علي وجهه اختها
فأردفت بتوجس
" هل تشعرين بالسعادة بخطبة نهال أختي؟! "
صدمت نازلي مما تفوهت به أختها لتقول بحزن جلي
" هل أنت خرقاء فوزية، نهال أبنتي هي تربت علي يدي مثل صفا تماما، كيف لا أفرح لها، انا فرحه كثيرا لنهال أختي، لكن ما يحزنني و يؤرق مضجعي صفا و حالها، انا اخشي ان يمر العمر بها بدون زواج، هي ضعيفة هشه لا تستطيع ان تواجهه العالم بمفردها، وانا و نور الدين  لم نبقي لها طوال العمر "
ابتسمت فوزية ابتسامة حنون و قالت
" أطال الله بعمرك أختي، أنا هنا لا تقلقي علي صفا فهي أبنتي، ولن أدع مخلوق بصيبها بسوء، وكذا أخيها صائم "
قالتها و صمتت قليلا تتذكر شيء
ثم قالت
" صحيح لما لم يأتِ صائم و سبأ و الاولاد الي الان، و كذا نور الدين "
لترد نازلي بود
" صائم مسافر في مهمه تبع الشركة التي يعمل بها، اما عن سبأ فذهبت الي والدتها لتترك لديها الاولاد و ستأتي بين الفينه و الأخرى، أما عن نور الدين فها هو يبارك للعروسين هناك أنظري "
قالتها وهي تشير إلي نور الدين و هو يبارك للعروسين

للقدر كلمة أخرى  بقلم ( زينب العربي) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن