يجرون بهلع.. كل يحاول الحفاظ على حياة الآخر يحمون ظهور بعضهم البعض من الخطر المحدق بهم والأعيرة النارية المنهالة عليهم
عنود تطلق العنان لقدماها ولكن عقلها لا يستوعب ما يجري!.. فقط ترى رفيقيها يحجبانها عن الرصاص يبحثان عن مكان آمن منها
التقطت عيناها زقاقًا ضيقًا لتصرخ لافتة انتباههم تشير إليه: هناك!
رآه كلاهما واتخذا القرار فلا وقت للتفكير ليندفعوا جميعًا إليه يتوارون عن أنظار الغادرين يلتقطون أنفاسهم المسلوبة بعنف ليقول عامر بحيرة: مش معقول دول بوليس.. البوليس مبيتعاملش بالغشومية دي
كانت عنود تتلفت من حولهم تقول بذعر: هما لسة ورانا؟!
كان عابد يقف على حافة الزقاق يراقب اذا ما كان مطلقي الرصاص بالجوار ليعود برأسه إليهم يقول وهو يلتقط أنفاسه: دول مش بوليس.. الحوار دة شكله متدبرلنا فعلًا
نظروا له والخوف يتفرص معالمهم.. لاحظوا انقباض معالمه والتقاطه أنفاسه بصعوبة تامة وهو يستند بظهره للجدار ليعلموا أن مكروهًا قد أصابه وأن إحدى الطلقات بالفعل قد أدركته.. ابتسم هو حين علم أنهم كشفوه ليقول مبتسمًا بألم قبل أن يسقط فاقدًا لوعيه موصيًا: متجروش وتسيبوا جثتي.. متبقوش أندال
ليهرعوا إليه يصرخون باسمه يسانده عامر لئلا يسقط.. وقد اقترن صراخهم بصوت الفجر.. ترى أ بحلول يوم آخر تتغير الأوضاع أم تظل كما هو عليه بل تزداد سوءًا؟!
وفي رقعة آخرى
يجلس بعض المحامين القدامى والجدد الذين يزالون تحت التدريب يعمل كل منهم على قضايا أوكلهم بها رئيس عملهم.. الوقت متأخر بالفعل ولكن عليهم إنجاز مصالح عملائهم
كان صلاح واقفًا يسرد مرافعته وكأنه أمام هيئة المحكمة يجوب المكتب ذهابًا وإيابًا حتى سمع دقات رتيبة على الباب.. أذن للطارق بالدخول فظهر علاء وقال مبتسمًا: معلش يا أبو صلاح قاطعتك شكل مرافعتك قربتابتسم صلاح يقول مرهقًا: تعالى يا علاء.. لسة قاعد لحد دلوقتي؟
دلف علاء للداخل يناول صلاح علبة عصير يقول باسمًا: آنسة سها اديتني قضية مصنع المكرونة.. قالتلي الجلسة كمان 3 أيام.. فطبعًا دي مدة متسمحش إني اتلفت حتى فقاعد بخلصها
_قضية!.. سها اديتك قضية!.. دي بتعزك أوي بقى
قالها صلاح متعجبًا ليسأل علاء مبتسمًا بعدم فهم:
بتعزني ازاي يعني مش فاهمجلس صلاح على مكتبه يتناول من عصيره يردف مبتسمًا:
أصل أنت لسة محامي تحت التدريب.. فكونها وكلتك بقضية جدية زي قضية مصنع المكرونة دي معناها انها مستنيالك غلطة.. بس انا واثق انك قدها.. اثبتلها واثبت لكل اللي في المكتب انك جامد وهتقدر تكسب القضية.. ولاحظ ان وجودك في مكتب الطحان دة فرصة عمرك انت لازم تستغل القضية دي كويس اوي
أنت تقرأ
الصفر والواحد والتسعة ♡• (مكتملة)
Mystery / Thrillerعندما يقودنا عقلنا الباطن لمستنقع الواقع.. بل ويقحمنا في أحداث قد لا نملك بها صلة.. ينتهي بنا الأمر مشتتين نبحث عن الطريق الصحيح.. طريق تعلو به كلمة الحق وتدنو فيه لفظة الباطل.. وفي ذلك الطريق نقابل الكثير من التحديات والصعاب وأحيانًا المخاطر.. لذلك...