في مكتب سلوى فهمي أو مقبرتها
كان واقفًا في منتصف المكتب ينظر له بتفحص وحرية وقد استغل كون الوقت لا يزال مبكرًا للغاية على حضور أعضاء المعمل الجنائي إلى هنا.. التف في المكان يبحث عن أثار تدله على ما حدث مسبقًا.. وضع قفازاته وأخذ يبحث بتمعن ولكن باله مشغول
فقد تذكر علاء ما حدث بالأمس حين كان في مكتبه مع سها
Flash Back
أخذ الكوب الذي أحضرته يرتشف منه ثم معقبًا على ما طرحت مسبقًا: نرجع زي الأول؟!.. أنت عايزة اي يا سها؟!_أنا بحبك يا علاء
رمتها كنقبلة في وجهه لينظر لها برهة ثم يبتسم ساخرًا:
ودة اسميه ندم مثلًانهضت تقول بأعين لامعة من الدموع: لا سميه اني تعبت.. أنا تعبت يا علاء
وقف يقول جادًا: سها أنا جيت اتقدمتلك وأنت رفضتيني وروحتي اتخطبتي لأعز صاحبي.. كنت عارفة إني بحبك وجيت إتقدمتلك.. بس أنت أحرجتيني قدام أهلي ورفضتيني بكامل إرادتك.. جرحتيني وفضلتيه عليا عشان كنت أنا لسة في أول حياتي وهو كان اشتغل في مصنع أبوه.. جاية تعيطي ليه دلوقتيبكت بقهر تقول: عزيز هددني إني لو وافقت عليك هيقتلك.. وأنا عشان كنت خايفة عليك ساعتها رفضتك.. اللي قولتهولك وقتها كان حجة عشان أخليك تبعد عني.. كنت عارفة إني خسرت وجودك في حياتي بس كان أهون عليا من إني أخسر وجودك في الدنيا كلها
تجهم وجهه يقول بغضب: ومقولتليش ليه؟!
قالت باكية: خوفت.. خوفت تتخانقوا يضربك بحاجة يقتلك ومكنش هياخد فيك ساعة سجن عشان أهله المسنودين.. أو أنت تضربه بحاجة تموته وتضيع نفسك.. أنا كل اللي كنت بفكر فيه هو أنت.. أنت وبس يا علاء.. بس أنا خلاص تعبت وجيبت أخري.. تعبت من الخوف منه وفسخت خطوبتي وقولتله إني مش عايزة أشوف وشه تاني وكفاية اللي خسرهولي.. أنت لسة بتحبني يا علاء؟!
قالت الأخيرة تقترب منه وقد لمعت عيناها بدموعها هامسة بصوت محتقن ليهتز كيانه ويهوي ثباته أمام دموعها
لينظر لها مطولًا بدون أي رد واضح
Back
نعم إنه يحبها ولم يتوقف لحظة عن فعل ذلك.. ولكن كرامته مجروحة.. سها رفضت الزواج منه وقبلت بصديقه.. وقد كان هو في بداية حياته ولم يحتمل تلك الصدمةأفاق من شروده على أحمر الشفاه الخاص بسلوى موضوع بين الأوراق في درج مكتبها.. أمسكه لتفوح منه رائحة اللوز.. يبدو أن عليه أثار السم إثر مسكها له
تنهد بحنق يقول: الست دي السم كان على ايديها عشان سلمت على عتمان.. وكل حاجة تمسكها تسيب عليها أثره.. يعني النسبة اللي على ايديها المفروض تقل مش تزيد.. هو اي اللي بيحصل دة!
سمع صوتًا من الخارج يقول:يلا يا شباب خلونا نبدأ شغلنا
علم أنه أحد رجال المعمل الجنائي لذلك قرر الخروج سريعًا من النافذة قبل أن يكشفه أحد وقد أعاد كل شئ إلى ما كان عليه
_____________
وفي رقعة أخرى حيث مشفى السجن
كان عتمان قاطنًا على سريره بهدوء يفكر متى ستحل نهاية تلك المهزلة.. وإن حلت النهاية وخرج من هنا.. كيف سيعيش بعدما حدث.. كيف ستستمر حياته وسلوى لم تعد فيها.. كيف سيكمل في عالم اتهمه بقتلها.. تنهد بعمق يقول وقد فرت من عينيه دموع القهر: الله يرحمك يا سلوى
أنت تقرأ
الصفر والواحد والتسعة ♡• (مكتملة)
Misterio / Suspensoعندما يقودنا عقلنا الباطن لمستنقع الواقع.. بل ويقحمنا في أحداث قد لا نملك بها صلة.. ينتهي بنا الأمر مشتتين نبحث عن الطريق الصحيح.. طريق تعلو به كلمة الحق وتدنو فيه لفظة الباطل.. وفي ذلك الطريق نقابل الكثير من التحديات والصعاب وأحيانًا المخاطر.. لذلك...