جلسوا جميعًا يستريحون من عناء الطريق خصوصًا في ظل ظروفهم الصحية فكل منهم لديه جرح غائر ينزف منذ مدة
أسند عواد عامر على الأريكة ليقول عامر بشحوب مرهقًا يبتسم بامتنان حقيقي: احنا تعبانك معانا أوي يا دكتور.. بجد مش عارفين نشكر حضرتك ازاي.. تقريبًا حضرتك الوحيد اللي مصدق إننا معملناش كدة
ابتسم عواد يمسد على وجهه المتعرق يقول برضا: أنتو مش وش إجرام يابني.. سيماهم على وجههم.. متخافش باذن الله ربنا يظهر الحق والماية ترجع لمجاريها وكل واحد يرجع لأهله ينور بيته تاني
أغمض عامر عينيه مستعدًا لفقدانه لوعيه يقول مخرفًا:
يا ترى أمي عاملة اي دلوقتي؟!ليهمس عواد مبتسمًا وهو يعمل على تضميد جراحه: مستنياك.. والدتك مستنياك يا عامر
أما على وجه آخر.. فقد أجلست عنود عابد على الكرسي وأخذت علبة الإسعافات من عواد تفعل كما شرح لها لتعيد تشكيل ضماد كتفه الذي انفك.. حاول عابد تحمل الألم ولكنه لم يستطع فقال بتوجع: أنت مكترة الكحول ولا اي؟
نفت تستكمل عملها: أنت جرحك لسة حي وكان مضمد والضماد فك فأكيد لازم هيوجعك..معلش اتحمل معايا شوية
تصبب جبينه عرقًا من الألم لتنتهي هي تقول مبتسمة تعطيه منشفة: خلصت.. شوية والجرح هيبطل يشد عليك
ابتسم براحة يتناول المحرمة من يدها يمسح عرقه قائلًا:
بس أنا مكنتش أعرف إن ليكي في الأكشن دة.. ضرب وتكسير ومسدسات.. دة أنت طلعتي نينجا يا عنوداندثرت الإبتسامة عن محياها تقول بصوت مرتعش من الخوف: بابا كان بيخاف عليا أوي.. أنت عارف الدنيا مش أمان.. قرر يوديني أتدرب كارتيه.. أخدت فيه بطولات كتيرة أوي وماما كانت بتشجعني بس قالتلي إن مهاراتي دي ماستخدمهاش غير في الخير وفي الدفاع عن الحق وعن الناس اللي بحبهم لو كانوا على حق.. وطبعًا وبحكم إني عمري كله لوحدي.. مهاراتي دي مكنتش بستخدمها أبدًا.. بس النهاردة استخدمتها.. استخدمتها لما عرفت إنكم غاليين عندي وإني مش هقدر أخسركم يا عابد
اغرورقت عيناها بالدموع تذرفها خائفة وما حدث لا يزال عالقًا بمخيلتها ليقول عابد مترفقًا وعينيه تلمعان بشدة: أنت كمان غالية عندي أوي يا عنود ♡•
تذكر ما حدث حين كانوا في سيارة عواد
Flash Back
كانت عنود نائمة بتعب في المقعد الخلفي وجوارها عامر الذي ما بين الوعي واللاوعي بسبب جروحه مثبت بحزام الأمان حتى لا يسقط إثر إختلال توازنهوبالأمام عواد يقود السيارة وجواره عابد يحاول جمع الضماد على جرحه حتى لا يتلوث..
قص عواد ما رأى في الشقة بالأسفل وأن الجثث بالفعل مفارقة الحياة نتاجًا لإصابتهم بأكثر من خمس أعيرة في كل جسد على حدا!
أنت تقرأ
الصفر والواحد والتسعة ♡• (مكتملة)
Mystery / Thrillerعندما يقودنا عقلنا الباطن لمستنقع الواقع.. بل ويقحمنا في أحداث قد لا نملك بها صلة.. ينتهي بنا الأمر مشتتين نبحث عن الطريق الصحيح.. طريق تعلو به كلمة الحق وتدنو فيه لفظة الباطل.. وفي ذلك الطريق نقابل الكثير من التحديات والصعاب وأحيانًا المخاطر.. لذلك...