في ربوع أخرى
كان عمر يتفقد ذلك المقهى الذي عمل به عامر نادلًا ذات
مرة.. غاب قليلًا وسيدرا تنتظره حتى عاد ومعه كوبان من
الشاي ليعطيها أحدهم يقول بمرح: ملقتش معلومات قولت اما أجيب شاينظرت له تقول بانفعال: أنت بتهزر يا عمر!
ليقول هو حانقًا: مانت المفروض تكوني اتعودتي يا سيدرا!
زفرت أنفاسها حانقة تقول بحزن: وبعدين.. احنا بقالنا يومين بندور وملقيناش حاجةتنهد عمر يحاول استجماع الهدوء ليقول مبتسمًا: هنيأس من أولها ولا اي؟.. خلي نفسك طويل اومال
تنهدت تبتسم ليعطيها الكوب ويخرج هاتفه قائلًا بمزاح: اشربي بقى.. القهوة اسمها ديجيتال.. بتعمل شاي معمول على الطريقة الحديثة
لتضحك هي بخفوت تشرب من الكوب بينما قال هو في الهاتف: أيوة يا زاهر
ليرد زاهر والضجيج من حوله يتعالى ليردف عمر متعجبًا: في اي يابني أنت قاعد في غرزة؟!سمع عمر صوت الحاج مجدي والد عابد يصرخ في ابنه الكبير:اللهم لا اعتراض!.. عملت اي في دنيتي عشان ربنا يرزقني بولدين واحد هربان والتاني جربان!.. دة أنا بتعامل معاكم بالحسنى يا ولاد الكلب!
ليرد عليه ساجد ولده وهو يهرب منه: يا بابا أنت مسمي الحزام حسنى وبتتعامل معانا بيه.. وبعدين هو اللي عايز يخطب في البلد دي يبقى كفر!
صرخ مجدي غاضبًا: هتخطب بضمان باروكة أمك يا حيلة أمك!.. هتخطب في ظروف زي دي ياللي معندكش دم!.. وأخوك اللي منعرفش عنه حاجة.. بنت مين هتوافق تتخطبلك في اللي احنا فيه دة.. جاي تقولي أخطب بدل ما تدور على محامي لأخوك ينجده من مصيبته!!
اقترب ساجد من والده الذي أدركه التعب إثر المجهود يقول حزينًا: أنا مقولتش هخطبها دلوقتي أنا كنت بفاتحك إن بعد ما الغمة دي تزول باذن الله نروح لأبوها ونربط كلام.. وبالنسبة للمحامي يا بابا فأنا لفيت على محامين مصر كلها ومحدش راضي يقبل القضية.. بس زاهر بيقول إنه لقى محامي ومحامي كبير وعقر كمان.. وباذن الله ربنا يجعل على ايده الفرج.. أنا مش سايب أخويا يا بابا
زفر مجدي أنفاسه بضيق ليجلس غاضبًا حزينًا على حال ولده الصغير الغائب وابنه البكر الذي يعافر مع الحياة ليقول بضيق: ربنا يسترها عليكم يابني.. الدنيا ملهاش أمان
أردف عمر لزاهر في الهاتف: اديني الحاج يا زاهر
اقترب زاهر بخوف من غضبه يقول مازحًا بتوجس: تليفون من بلاد برة يا باشا
تناول مجدي الهاتف يضعه على أذنه ليقول عمر مطمئنًا:
متشيلش هم المحامي يا حاج.. احنا قومنا محامي كبير.. عبدالقادر الطحان أكيد سمعت عنه.. وباذن الله البراءة قريبةألقى مجدي الهاتف لزاهر يقول بضيق: اما نشوف آخرتها.. خد ياخويا كلم صاحبك.. دة انتو جيل هم!
التقط زاهر الهاتف قبل أن يسقط ليردف حانقًا موجهًا حديثه لساجد: أبوك خلقه ضيق أوي على فكرة
قال ساجد مبتسمًا بحزن: ربنا يستر وميأثرش على صحته
بينما قال عمر: هو خايف على عابد.. طمنوه ان كل حاجة هتكون تمام باذن اللهليغلق عمر الخط وتقول سيدرا التي استمعت للحديث بتأثر: ربنا يصبره ويصبر أهلهم
ليفتح عمر الهاتف مرة أخرى يجري إتصالًا آخر يتمتم: يا ربفُتِح الخط ورد أكرم ليقول عمر حانقًا: ما هي فلوس رقاصة هي.. كل ما هكلم حد هيفتح عليا!
ابتعد أكرم عن غرفة سناء والدة عامر بعد أن نامت بصعوبة ليقول هامسًا بضيق: مانت معفن وكحيان هقول اي
انتشلت سيدرا الهاتف تسأل: أخبار طنط اي؟
تعجب أكرم من وجودها على الخط قائلًا: أنت بتعملي اي مع عمر لحد دلوقتي.. مروحتيش كل دة؟!زفرت حانقة: اخلص يا أكرم.. عمر معهوش رصيد انجز
نظر أكرم للغرفة قائلًا بهدوء: عملتها أكل أكلت لقمتين ونامت.. بس الشهادة لله الست حزينة.. قعدت تقولي أنت طبخك حلو بس عامر بيطبخ أحلى.. أنت شكلك حلو بس عامر ابني احلى.. أنت شكلك متعوس ومنيل على عينك بس خيبة ابني المدهول على عينه موردتش على حد.. ومش فاهم اي وجه المقارنة في الخيبة يعني!قال عمر تلك المرة: طمنتها إننا لقينا محامي يمسك القضية؟!
أجاب أكرم: قولتلها متشيلش هم حاجة خالص
ابتسم عمر قائلًا: وَحش.. اتأكد إنها مش هتحتاج حاجة وروح وبكرة الصبح بدري تبقى عندها.. هبقى أتصل بيك تاني
_وبالنسبة لدكتور سعاد ألماظية اللي علينا ليها محاضرة بكرة؟!
تساءل أكرم ساخرًا فقال عمر: هنبقى ناخد المحاضرة من زمايلنا.. يلا سلام دلوقتيليغلق الخط ويتنهد عمر ثم ينظر لسيدرا قائلًا بضيق: أنت لسة هنا لحد دلوقتي!
_عمر أنت ملبوس مش كدة؟
قالت سيدرا بتهكم فرد هو بانزعاج:
أنت المفروض تبدلي مع أكرم.. أنت تروحي لطنط سناء وهو يبقى معايا.. لكن التأخير دة ميصحش.. يلا يا بنتي ع البيت أبوكي زمانه بيقول عيلة تايهة تايهة يا ولاد الحلال!
___________
انتصف ليل القاهرة
اقترنت دقات الساعة الكبيرة ذات البندول في منزل عنود بدقات عواد على باب الشقة
كان يلتفت حوله بتوتر هائبًا أن يراه أحد.. دقات كثيرة لا إجابة لها!
نهش القلق قلبه وحاول فتح الباب ليجده مفتوحًا بالفعل!اقتحم المنزل يهتف هامسًا باسمائهم إلى أن قطعه رؤيته لبقع دماء متناثرة على الأرضية وجثة لاثنين ضخام البنية ملقاة على الأرض ويبدوا أنهم قد فارقوا الحياة.. والأهم والأدعى أن لا أثر لثلاثتهم في الشقة كاملة!
صليتوا بينا ع النبي🖤
أنت تقرأ
الصفر والواحد والتسعة ♡• (مكتملة)
Mystery / Thrillerعندما يقودنا عقلنا الباطن لمستنقع الواقع.. بل ويقحمنا في أحداث قد لا نملك بها صلة.. ينتهي بنا الأمر مشتتين نبحث عن الطريق الصحيح.. طريق تعلو به كلمة الحق وتدنو فيه لفظة الباطل.. وفي ذلك الطريق نقابل الكثير من التحديات والصعاب وأحيانًا المخاطر.. لذلك...