20-أغمض عينيه

156 20 2
                                    

_العيال ملهاش أثر ..حتى عبدالقادر بيدور عليهم ومش لاقيهم
قال عماد بضيق عبر الهاتف لتنهض هي تتفحص إنعكاسها في المرآة تقول مستنكرة: ازاي يعني؟.. دة قال انه راح يجيبهم

فقال عماد ساخرًا: بيجيبهم من امبارح؟!.. العيال هربت يا ملكة

_وهربوا ازاي يا عماد؟ قالت مستفهمة ليتحمحم عماد يقول بارتباك: مانا بلغت عن شقة الدكتور.. قولت أكيد لما يتقبض عليهم هيبقى سهل نقتلهم في الحجز

اشتعلت نيران الغضب في عينيها فقالت صارخة: أنت بتتصرف من دماغك ليه؟!.. أنا قولتلك تعمل كدة!
لم يرد بل صمت لتتنهد هي تقول برقة محاولة التدلل بعد أن التقطت أنفاسها من الإنفعال: وبعدين في خطواتك اللي مش محسوبة دي يا عمدة؟!

فقال مستاءًا: لو كان أمير قبض عليهم كان زماني مخلص عليهم على فكرة
_زي ما خلصت على عتمان كدة؟
قالت بلؤم ليقول هو بانزعاج: اهو اللي حصل بقى.. هنتصرف ازاي دلوقتي؟ احنا منعرفش هما فين.

ابتسمت هي بنعمومة وقد ارتدت جلد تلك الأفعى الملونة تقول: هعرفلك.. وهخليهم هما اللي يظهروا نفسهم.. بس أنت متجودش.
__________
عاود من محاضراته لليوم تزامنًا مع اتصال عبدالقادر له بأن يأتي ليسترد سيارته وقد طلب من علاء أن يمضي على عقد بيع له وها هو الآن يقود سيارته العزيزة يقضي بها بضعًا من مصالحه قبل عودته للمنزل
يفكر بعمق فيما سرد عبدالقادر بالأمس عن جريمة القتل وتورط الأولاد في مقتل سلوى فهمي
Flash Back
قال عبدالقادر جادًا وهو يقود:
عنود وفريقها كانوا بيشتغلوا على مشروع التخرج مع سلوى فهمي اللي وصلولها عن طريق عتمان
عتمان هي اللي ساق عابد لطريقها.. عشان عارف من خلال الدكاترة عندكم في الجامعة انهم فريق مجتهد وشغلهم مكنش هيجلي.. فكان عتمان وسلوى متبينين أفكارهم.. يوم الحادثة
كان فيه خلاف بين عتمان وسلوى فراح فريق عنود لوحدهم عشان يفنشوا المشروع.. وبعد ما خلصوا شغل.. كانوا حاسين إن فيه مشاكل بينهم فحاولوا يصلحوا.. لكن الواضح إن سلوى كانت مضغوطة ومضايقة فطلعت فيهم وطردتهم.. والسكرتيرة شهدت بكدة فعلًا

_ودة سبب يجرهم في القضية؟
سأل عواد متعجبًا فقال عبدالقادر بغيظ:
لا طبعا.. بس الكلام دة لو دي قضية بجد.. القضية متلفقة لعتمان ولبنتي واللي معاهم..عتمان اتعرض لمحاولة قتل وهو في الحجز وعنود واللي معاها كانوا هيموتوا بدل المرة اتنين والنهاردة أنت اتقبض عليك يعني حد شافكم وبلغ عنك.. اللي بيحصل دة أكبر دليل على إنها متفصلالهم.. عشان كدة احنا مش لازم نلاقي دليل البراءة بس.. لا احنا عايزين نسلم القاتل كمان
Back
فاق عواد من شروده على صوت صافرات السيارات من حوله وقد فتحت الإشارة فعبر سريعًا يحاول إستجماع تركيزه فتذكر ما قال عبدالقادر في صلب القضية حين أدلى:
"أنا بعت علاء يدور على أي دلايل في مكتب سلوى وفي المشرحة اللي موجود فيها جثتها..بس الكلام كله متناقض مفيش جملة في القضية دي تثبت صحة الجملة اللي بعدها"

قال عواد بصوت مسموع يستعيد كل ما ذكره عبدالقادر سلفًا وكأنه يستعرض أفكاره في رأسه:
عتمان بيحب سلوى واتقدملها.. سلوى رفضته بدون أدنى سبب واضح مع إنها كان باين عليها بتحبه.. سلوى اتقتلت واتهموا عتمان والولاد بقتلها على أساس إنهم متعاونين ضدها.. تحاليل المعمل الجنائي بتقول إن سلوى ماتت بسبب وجود كمية كبيرة في جسمها من سم سيانيد البوتاسيوم..وتحريات البوليس بتقول إن السم اتنقلها عن طريق ايد عتمان اللي مكانش عليها كمية كبيرة ولا حاجة..علاء قال إن أي حاجة مسكتها سلوى كان عليها أثار سم..واللي من ضمنها روج هي حطت منه قبل ما تقابل عتمان أصلا.. لو فرضنا إن السم كان في ايديها قبل ما عتمان يسلم عليها.. يبقى وصلها ازاي؟.. المكتب بتاعها مكنش فيه أثار للسم إلا الأجزاء اللي هي لمستها.. حتى السكرتيرة مدخلتش عليها ولا هي قابلت حد غير الولاد وطبعًا ملحقوش يمسكو حاجة عشان هي طردتهم..يبقى السم وصل لايد سلوى ازاي؟!

توقف عواد بسيارته تحت منزله وهو لا يزال يفكر.. تنهد بعمق يقول بتعب ساخرًا: أنا اي اللي دخلني في الحوارات دي كلها مانا كنت في حالي

عقله تعب وقرر الإنسحاب من تلك اللعبة ولكنه تذكر نظرات عوائل طلابه الضائعة ليتنهد بشدة يخرج من سيارته يستمر في التفكير في حل لتلك القضية وقد عزم على كونها قضيته فقد تورط فيها بالفعل
أغلق باب السيارة ليجد شيئًا ما قد سقط منها.. تفحص ماهيته ليجدها علبة لمسحوق تجميل!
ابتسم بحنين إنه لزوجته الراحلة.. كانت تحب تلك الأشياء وتملؤ بها المنزل.. قال باسمًا: بتختاري أوقات أنت عشان تفكريني بيكي.. أوقات ببقى محتاجك فيها فع..

بتر جملته وشخصت عيناها بصدمة يتذكر قول رباب عن تلك المساحيق
Flash Back
تبسمت وهي تضعها على وجهها تقول بمرح:الميكب دة أخطر شئ ممكن يتعرضله الجسم..الجلد بيمتصه بكل المواد والكميائية اللي فيه..بس مع ذلك متلاقيش بنت مبتحبوش.. أوعى تصدق بنت تقولك مبحبش الميكب.. دة أنا دكتورة أهو دارسة أهوال عنه ومع ذلك بحبه.. ربنا يتوب على صنف البنات كله والله

كركرت فضحك عواد يقول بحب: والله أنت جميلة من غيره
ابتسمت بزهو تقول: مانا عارفة.. بس أنت لازم تقولي كدة عشان تشتري عمرك
ابتلع ريقه يمثل الخوف يبتسم بتوجس: طب حيث كدة بقى.. احكيلي يا حبيبتي أضرار امتصاص الجلد للبتاع دة
Back
بالطبع!.. هذا منطقي.. سلوى كانت مصممة أزياء
ذلك ما جال في خاطر عواد وقد وعى ماحدث ليفتح سيارته وفي نيته الذهاب لمكتب عبدالقادر يخبره بأنه قد حل لغز الجريمة

ولكنه لم يكد يستقل سيارته حتى دوى صوت الرصاص من حوله واخترقت إحداها ظهره ليسقط أرضًا وقد غزت الدماء صدره ونهش الألم جسده.. وسار أمام عينيه شريط ذكرياته
والداه.. أساتذته بالجامعة.. يوم التخرج.. زوجته الحبيبة.. عمله.. الطبيب هادي.. طلابه الأعزاء.. ذوي عابد وأم عامر.. عبدالقادر.. حتى فريال
أغمض عينيه يودع آخر قدر من طاقته في المقاومة
لا يعلم أ فقد الإحساس بالحياة أم صعد روحه إلى بارئها

صليتوا بينا ع النبي🖤
انتظروا الجزء التاني

الصفر والواحد والتسعة ♡• (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن