9-يريدون الغدر

133 22 3
                                    

تأوه متألمًا حين وضعه عامر على الأريكة برغم رفقه ولكنه لا يتحمل الألم حقًا.. سمع عابد صوتهما وكأنهما يتحدثان من بعيد وقد قال عامر قلقًا:مكنش ينفع نيجي شقة والدتك يا عنود..كدة في خطر علينا كلنا..ممكن البوليس يطب علينا في أي لحظة
فقالت عنود بتوتر: منقدرش نجازف ونروح الحارة اللي بتقول عليها وحالة عابد كدة.. ننقذ عابد الأول وبعد كدة نشوف موضوع البوليس دة يا عامر.. أنا هدخل أدور على حاجة أكتم بيها الجرح.. خليك جمبه

ثم دخلت إلى غرفة ما وتركت عامر ينظر لعابد ذي الوجه الشاحب المكفهر بحزن شديد ثم همس راجيًا: اتحمل يا عابد.. شد حيلك عشان خاطري يا صاحبي

فتح عابد عينيه بوهن يبتسم مطمئنًا إياه ليشد عامر على يديه يقول مؤازرًا: متخافش مش هسيبك.. كل حاجة هتكون كويسة

تبسم عابد مرة أخرى ولكنه لم يستطع مقاومة اغمائه مرة أخرى ليغمض عينيه تلك المرة ويغيب عن الوعي كليًا.. نهض عامر يشد على خصلاته والقلق ينهش قلبه.. ثوان ووجد عنود قد أتت ومعها قماش وقطن طبي تقول متوترة وهي تحاول كتم جرحه: دول هيساعدونا نوقف النزيف.. بس الرصاصة لسة في كتفه هنطلعها ازاي؟

هز رأسه نافيًا بيأس وقد بدأت حالة صديقه تزداد سوءًا ليقول وقد فرت دموعه من عينيه: مش عارف.. مش عارف هنطلع الرصاص ازاي.. أنا للأسف مهندس مش دكتور يا عنود

نظرت عنود لوجه عابد الشاحب المتعرق وذرفت عيونها دموعًا حارة حارقة.. انهارت أرضًا تقول ببكاء: يعني اي؟!.. هنسيبه يموت؟!

ضرب ناقوس الخطر عقل عامر لينهض ماسحًا وجهه يقول عازمًا: مش هيحصل.. زي ما دخلناها ثلاثة هنخرج منها باذن الله ثلاثة.. أنا نازل أجيب دكتور واللي يحصل يحصل

ثم تحرك نحو الباب يرتدي سترة تخفي دماء صديقه التي على قميصه وهي من خلفه تحاول منع تهوره..
ضرب عامر بثرثرتها عرض الحائط وفتح الباب لينزل
ولكنه وجد ما منعه.. اقتربت سريعًا ترى سبب توقفه
ليفاجئا بأستاذهم في الجامعة.. عواد الهياتمي!

لينطقا بصدمة وخوف: دكتور عواد!

ابتسم عواد براحة لعثوره عليهم أخيرًا وبعد طول بحث.. وها قد أشرقت الشمس معلنة عن انتهاء ليل أمس وحلول نهار اليوم

والآن
إنها التاسعة صباحًا.. تلاعبت الشمس بخيوطها الذهبية تنشرها في أرجاء الجامعة
دخل عمر وصديقيه أكرم وزاهر قاعة المحاضرات_المليئة بزملاء دفعتهم_وهم غير متزنين لأنهم لم يناموا ليلة البارحة وإنما كانوا مع عبدالقادر المحامي
بحثوا عن سيدرا بعينيهم ولم يجدوها.. يبدو أن النوم قد غلبها ولن تأتي

الصفر والواحد والتسعة ♡• (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن