الفصل الحادى عشر

278 9 0
                                    

الفصل الحادي عشر....................

(كاذبة)

هو و بتوتر: "لا اعلم اشعر ان هناك خطب ما في السيارة سانزل و ارى الامر"
تطلعت بساعتها التي تشير الى الواحدة و ندمت اشد الندم لانها وافقت على حضور الحفلة تلك........ موقف غير لائق من غسان و من ليان لقد احرجوها ....... انها خائفة من يوسف جدا.
بعد ربع ساعة صعد و نظر اليها قائلا بهدوء: "الحمد لله كل شيء على ما يرام الان لا تقلقي هكذا"
و وضع يده على فخذها....... شهقت و ابعدت يده بشراسة قائلة بفزع: "هل جننت؟"
شغل السيارة و انطلق قائلا و هو يتطلع امامه و بصوت خافت: "اسف"
ابعدت وجهها الى جهة النافذة و بقيت تتطلع خلالها طوال الطريق و لم تنطق كلمة معه و هو كذلك التزم الصمت و بدى الوضع متوتر.
عندما اوقف السيارة امام باب المنزل اراد ان يقول شيئا الا انها فتحت الباب بسرعة و نزلت و لم تتطلع خلفها مهرولة الى الداخل ان ما فعله وقح للغاية و قد خدش مشاعرها..... ظنته اكثر تهذيب.
عندما دخلت الى المدخل تغيرت ملامحها عندما وجدت ليلى واقفة و كأنها تنتظرها و كانت تفرك بيديها بقلق وشحوب........ سألت بسرعة: "ماذا هناك ليلى؟.... ما الذي يجعلك واقفة هنا؟"
ليلى و بقلق شديد: "الاستاذ يوسف في غرفة ابنه المريض و يبدو غاضب....... انه منزعج من غيابك حتى انه هشم فنجان القهوة التي حملتها اليها و طردني"
غار قلبها بين اضلاعها و اسرعت لتصعد و هي قلقة على رامي اكثر من اي شيء اخر.
ترددت قبل ان تدخل الغرفة و كان الباب مفتوحا لكنها ستواجه الامر من اجل الطفل...... دخلت و تسمرت نظراتها عندما التقت عينيها بعيني يوسف المرعبتين ........ كان واقفا قرب سرير الطفل و ليان و زوجها واقفين بالركن الاخر ..... اسرعت الى رامي لكن صوته الحاد اوقفها: "ابتعدي....... اين كنت يا مدام؟"
ابتلعت ريقها و تطلعت بليان و راجح بحرج و فتحت فمها لتقول شيئا لكنها جفلت عندما قال بصوت مرتفع: "لماذا تظنين اني تزوجتك؟....... لا تكوني صدقت اني اعجبت بك و بتفاهتك ........ تزوجتك فقط لتكوني خادمة لأبني طوال الوقت ... و اذا بي اعود من السفر لاجدك تهملين الطفل وتسرحين في الشوارع"
وضعت ليان يدها على فمها و هي تتطلع بميرا التي بدت جامدة و فقط الدموع ظهرت بعينيها ...... ابعد راجح بصره و بدى متضايق و اسرع يوسف و اقترب منها قائلا و نيران الغضب بعينيه: "لا تعلمين ان الطفل مريض و حرارته مرتفعة لانك لست متفرغة ......... كيف تخرجين من غير اذني؟"
كأنها ابتلعت لسانها و لا تعرف ماذا تقول امام نوبة غضبه التي لم تعتادها و افزعت قلبها .....بحياتها كلها لم تتعرض لهكذا اسلوب من احد و بداخلها الان مزيج من المشاعر..... الخوف على رامي و الندم لانها خرجت و تركته فقد اخطأت هي تعلم بذلك و تحرش زياد بها و خوفها من يوسف و الان عبارته المؤلمة و هو يخبرها عن قيمتها لديه... خادمة لابنه!.... كل ذلك جعلها ضعيفة و عقد لسانها امامه .. عضت ليان على اصبعها عندما امسك معصم ميرا بعنف و قال باتقاد: "انظري الى ساعتك........ تطلعي هيا..... انها الثانية .... اي امرأة محترمة تعود بهكذا ساعة؟"
راجح و بسرعة: "من فضلك يوسف"
يوسف و هو مازال يمسك يدها و يتطلع بوجهها: "من فضلك انت .....لا تتدخل"
و دفعها قائلا بملامح جامدة تنطوي على وعيد: "اسبقيني الى الغرفة"
خفقت اهدابها الدامعة و تجنبت النظر بالاخرين و خرجت مسرعة و رأت الخادمات مجتمعات عند الممر و يتطلعن بها بملامح حزينة ..... اسرعت خطاها و دموعها تتناثر..... لماذا لا تجيد الدفاع عن نفسها و هي تتلقى منه ابشع الكلمات؟..... ما كانت هكذا سابقا....... من اخبره انها تزوجته لتكون عبدة عنده و خادمة لابنه !انه مخطأ..... انت مخطأ يوسف انا تزوجتك لأحبك و احب طفلك و اخدمه بدافع ذلك الحب.

وجوه الشك لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن