الفصل الثالث......
(لقاء بعد منتصف الليل)
قبل ان تتجه الى الغرفة المخصصة لها لفت انتباهها صوت ما و ارهفت السمع و ركزت في المكان حتى تهادى الى سمعها صوت طفل رضيع يبكي في غرفة ما!
لم تخبرها فخرية عن وجود طفل في العائلة ترى ابن من هذا؟
فخرية ذهبت قبل بكاء الطفل و اضطرت هي ان تقترب من مصدر الصوت و قادتها خطواتها باتجاه الغرفة ببطء ثم فتحت الباب لتجد غرفة صغيرة جميلة جدا تبدو انها مخصصة للطفل و سرير رقيق جدا في وسطه طفل كالملاك بعمر الاشهر ...... يا الهي ذلك المنظر هز جسدها و جذبها بقوة..... وجدت نفسها تحمله و هو غارقا ببكائه و احتضنته برفق ..... كيف لوالدين مثل راجح و ليان ان يذهبا برحلة ترفيهية و يتركان ذلك الملاك الصغير؟
تناول الطفل يدها بفمه..... انه جائع!.......... نظرت الى رضاعته الفارغة و اخرجته معها الى حيث غرفتها......... لن تبالي بروعة الغرفة المخصصة لها لكونها مأخوذة بهذا الصغير الملائكي الملامح...... قبلته و شممت رائحته المحببة و داعبت شعره الاسود الداكن باناملها و بدأ يهدأ و ينتبه الى وجهها ........ عينيه ساحرتين و بشرته فائقة النعومة و وجنتيه شديدة الحمرة لم يسبق لها ان رأت هكذا جمال بريء ........ وضعته في سريرها و قالت و هي تضغط على خديه: "ساجهز لك رضاعة مليئة باللبن لا تقلق يا صغيري"
اسرعت خطواتها و هي تهبط السلم و اتجهت الى المطبخ بسرعة و عندما دخلت وجدت فتاة سمراء لطيفة كأنها خادمة هنا فسألتها عن الطفل و اجابتها الفتاة: "انه ابن استاذ يوسف"
دهشت و تطلعت الى فخرية التي دخلت المطبخ و قالت: "الطفل جائع ......... اين امه؟"ساد صمت و تبادلت فخرية النظرات مع الفتاة التي تدعى ليلى ثم قالت: "انسة ميرا لا تشغلي نفسك نحن سنهتم باطعامه اذهبي و ارتاحي"
بقيت تنتظر ردا على سؤالها و كررته ....... قالت فخرية بشيء من الحزن: "مسكينة والدته...... لقد انفصلت عن الاستاذ يوسف بعد ان انجبت رامي"
تغيرت ملامح ميرا و استاءت جدا و ابعدت بصرها...... ليلى و بانفعال: "لم تحتمل مزيدا من المتاعب الذي"
قاطعتها فخرية و هي تأخذ الرضاعة من يد ميرا و بشيء من الحدة: "غير لائق ان تثرثري بخصوصيات العائلة ليلى"
ليلى و باستياء: "لكن لتعلم ان مدام فيرا لم تترك طفلها الا هربا من العذاب الذي لاقته هنا"
خفقت اهداب ميرا و شعرت بالانزعاج لما سمعته و تطلعوا الى الباب عندما دخلت امرأة مكتنزة تحمل اكياس و تلهث من التعب قائلة: "مساء الخير"
و نظرت بسرعة الى ميرا و تطلعت بفخرية و ليلى بملامح متسائلة....... فخرية و بسرعة: "الانسة ميرا ...... الطاهية دانه"
دانة و باهتمام: "سمعت حديثكم لتوي عند الباب........ الكل يشهد هنا ان مدام فيرا لن تستحق ما جرى لها على يد الاستاذ يوسف المريض بالشك"
عضت فخرية على شفتها لتنبهها وشعرت ميرا بنفور نحو يوسف هذا...... ياله من رجل غير جدير بالاحترام ..... غير مسؤول ليحطم اسرته هكذا .....
اضافت ليلى و كأنهم مضغوطين جدا منه: "كانت تعاني كثيرا و تبكي كثيرا و هو رجل عابث و قاس جدا"
هزت فخرية رأسها غير راضية عنهم و قالت بتوبيخ: "ثرثارتين لا اكثر......"
أنت تقرأ
وجوه الشك لكاتبة هند صابر
Romanceقال متأملا: "الا تخبريني عن فتى احلامك؟" قفز قلبها و شعرت بالخجل الشديد منه و تصبغت وجنتيها بحمرة خفيفة ثم قالت: "كل فتاة لديها مواصفات للرجل الذي تريد الارتباط به" هو مقاطعا: "ان يكون مليونير؟" خفضت بصرها و شعرت بالاحراج ثم تطلعت بعينيه الخبيثتين و...