الفصل التاسع.......
(لكنها ستصمد.....)
اقبل اليها بوجه متجهم و بدى مختلفا جدا حتى اخافتها تعابيره و تراجعت خطوة و قال بصوت حاد افزعها و جرح مشاعرها الرقيقة: "لما لا تجيبي؟..... لست عذراء اليس كذلك؟"
هزت رأسها و ظهرت دموعها و قالت بهمس: "انت ماذا تعتقد؟... ماذا تظن بابنة عمك؟"
قال بصوت خافت جعل اوصالها ترتجف: "لا احب الاعتقاد... انا اسأل و اريد جوابا صادقا"
ثم وضع السيجارة بفمه و اقترب و كأنه يستجوبها و يحاصر اعصابها ...... تراجعت خطوات و ارادت الاستناد على اي شيء لان قواها خارت امامه و هو يتهمها بقسوة.... ابتسم بخبث و هو يتأمل صدمتها وكأنه اعتقد انه ذكي و اوقع بها و كشفها ..... نفث الدخان قائلا بنبرة خافتة جدا: "اخبريني كم رجل لمسك؟"
قالت وشعرت بارتجاف يديها من شدة الانفعال و بدموع مترقرقة: "ما الذي جعلك تعتقد ذلك؟.... انا.......انا محترمة و شريفة لماذا تشك بي و تسألني الان؟ ...... كان من الاجدر بك تسألني قبل الزواج..... انت...... انت اول رجل اعرفه..... لم اعرف قبلك"اومأ برأسه بسرعة و بدا غير مقتنعا بكلامها وكانت نظراته مستفزة حتى قال بخبث: " ان شكلك بريء للغاية..... لكن كثيرا ما تكون البراءة شكلا فقط و قناع ليغطي على افعال قبيحة و وسخة"
شعرت بالدماء تصعد و تحقن وجهها وكانت دموعها تتساقط و هي لا تعرف بأي موقف وضعت نفسها لم تدرك ان يوسف هكذا ابدا!.... انه مجنون انه مهووس! .... ثم قالت بانفاس متلاحقة: "كفى"قال بعيون متقدة: "اريدك ان تكوني صادقة معي لا اريد اكثر من ذلك ...... تهمني الاجابة كي لا اصدم ....لا احب المفاجآت .......مع ان مسألة العذرية بحد ذاتها ليست كافية لتطهرك امامي و تثبت لي برائتك...... انت فتاة قضيت سنوات بدون رقابة اب او اخ او عم .... كنت حرة تفعلين ما تشائين تخرجين مع شاب يعجبك...... لمسات... احضان ....... قبلات ثم لم تتفقا يتركك تجدين اخر يكون افضل و تصارحيه باعجابك و اشتياقك كما فعلت معي قبل ايام و تخرجين معه و هكذا ... ما ادراني انا المغفل بنزواتك و"
وضعت يديها على وجهها الساخن و صرخت ببكاء: "كفى... كفى ...ارجوك اسكت لا استطيع لا اريد ان اسمع المزيد"
تغيرت ملامحه بالتدريج و هي تجهش بالبكاء و بقي صامتا حتى تراجع و ابتعد و اطفأ سيجارته بتوتر و كأنه انتبه الى حالة الصدمة و الانهيار الذي اوصلها لها.
مسحت دموعها و اتجهت الى الحمام دون ان تتطلع به و دخلت و اغلقته عليها و غسلت وجهها بالماء البارد عدة مرات و تطلعت الى وجهها بالمرآة وكانت عينيها حمراوين بشدة و شفتيها قرمزيتين محتقنتين ...... انها ليلة قاسية جدا عليها و على مشاعرها...... لدى يوسف قلب متحجر و لسان ساخن يحرقها بكلامه.... لم تتوقع هذا منه ابدا كان لطيفا جدا معها معقول انه ظهر على حقيقته و ازال القناع؟..... هذه هي حقيقة يوسف؟هدأت قليلا ... لا عليها ان تسقط باول عثرة تواجهها و عليها ان تواصل ما بدأته و ندمت لانها اظهرت له ضعفها و بكائها كان عليها ان تكون قوية حتى لا يعتبرها ساذجة كطفلة.......نظمت درجة حرارة الماء و وضعت المنشفة قربه و عندما خرجت فوجئت به نائما على السرير بملابسه و حذائه!
اقتربت منه و تطلعت به و زال من قلبها كل الغضب و الاستياء منه عندما تطلعت بملامحه الهادئة و هو مستغرق بالنوم و هزت رأسها ببطء ثم عادت و اقفلت الماء .................اقتربت منه بتأمل وكانت انفاسه مستقرة و نظرت الى يده ..... لا يوجد خاتم باصبعه يبدو انه نزعه و لم يتقبله ........ سؤال يحيرها لماذا تزوجها ان كان هكذا لا يثق بها و لا يتقبلها؟.... وضعت يدها على حذائه برفق و لم يشعر بها ثم خلعته بهدوء شديد حتى لا توقظه و جذبت الغطاء وردته على جسده و اطفأت النور ونامت على الاريكة...... لابد لها ان تعذره ربما غدا سيهدأ و يعرف مدى خطأه معها.
أنت تقرأ
وجوه الشك لكاتبة هند صابر
Roman d'amourقال متأملا: "الا تخبريني عن فتى احلامك؟" قفز قلبها و شعرت بالخجل الشديد منه و تصبغت وجنتيها بحمرة خفيفة ثم قالت: "كل فتاة لديها مواصفات للرجل الذي تريد الارتباط به" هو مقاطعا: "ان يكون مليونير؟" خفضت بصرها و شعرت بالاحراج ثم تطلعت بعينيه الخبيثتين و...