الفصل السابع عشر

270 7 0
                                    



وجوه الشك

الفصل السابع عشر.........

( لقد ندمت)

ثم التفتت الى ميرا التي وضعت نظارتها على شعرها و قالت بحماس: "اريد ان....."
و توقفت عن الكلام عندما تأملت وجه ميرا و تلاشت ابتسامتها و ابعدت بصرها بسرعة حتى قال غسان: "نعم ماذا تريدين اكملي"

عندما وصلوا سارت نادين في الحديقة و هي تتطلع حولها بذهول لكن حماستها قلت و فترت و هي تنظر الى ميرا بين الحين و الاخر بوجه متسائل و كأنها تريد تفسيرا منها على الاثر الواضح في وجهها........ ثم نظرت الى عالم الورود و قالت بابتسامة: "يا الهي انها الورود التي تعشقين ميرا ..... كأن هذا المكان صنع خصيصا من اجلك....... الليلك...النرجس .......زهور الصباح....و الداليا على الشرفات .....الياسمين و السوسن .... انظري هناك انها السوسنة السوداء اخبرتني سابقا انها نادرة و تعيش لوقت قصير"

نظرت ميرا الى غسان الذي يومأ برأسه موافقا و ابتسمت له قائلة بصوت خافت: "انها هكذا.... لا تعرف ان تصمت"
غسان و بنبرته الهادئة: "ستصبح صديقة عمك حتما"

عندما دخلوا الى صالة الاستقبال بقيت نادين تتجول ببصرها في ارجاء المكان و ملامحها مأخوذة بكل ما تراه فنادين رغم بساطتها و عفويتها الى انها كانت تعشق المظاهر و الفخامة و تجذبها البهرجة و مظاهر الترف منذ صغرها و هي تحلم ان تتزوج من رجل غني يوفر لها متطلبات الحياة التي تسعدها... قالت بهمس و هي تضرب بقدمها الارض: "ما كل ذلك؟...... لماذا لم تخبريني انك تعيشين في الجنة؟" ثم نظرت الى الكدمة بوجه ميرا و قطبت قائلة: "ماهذا الاثر ميرا؟....... ما الامر؟... انا قلقة لقد ضيع علي فرحتي "

ميرا و هي متحرجة و بسرعة: "لاشيء لا تشغلي بالك انا اصبت ..... بال........ بالنافذة البارحة"

و التفتتا معا عندما قالت فيروز مرحبة: "اهلا اهلا بقريبة ميرا"

ارتبكت ميرا لانها لم تنبه نادين على مسأله هامة و هي ان فيروز لا تعلم شيئا عن هويتها الحقيقية و خشيت ان تسقط بلسانها و تفضح امرها.

نادين و بسرعة و بنبرة مجاملة و مندفعة: "اهلا بك مدام....... يا الله زوجة عمك رائعة لم تخبريني انها هكذا و بهذه الرقة و الاناقة كنت اتوقعها شيئا اخر صراحة ..... متى عدت من امريكا ؟"
رفعت فيروز حاجبها و تطلعت بميرا التي قالت بانكماش: " منذ ايام ........ نعم نعم بالتأكيد.....أ.... الان"

قال باهر و هو يدخل و بترحاب: "اهلا نادين..... اهلا عزيزتي كلمتني ميرا عنك كثيرا و انا سعيد لانك اتيت الى بيروت و اعدك انك لن تنسي الايام القادمة هنا بكل حياتك"

جلست فيروز و هي تتأمل نادين باهتمام و جلس باهر و هو يتطلع الى فيروز و ميرا بنظرات متفحصة و كأنه خائف هو الاخر ان لا تكون اخبرتها عن جهل زوجته بالامر.

وجوه الشك لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن