الفصل الرابع

361 10 0
                                    

الفصل الرابع...........

(اطلب مساعدتك)

فتحت عينيها بكسل و وقع بصرها على ساعة الحائط و اعتدلت بسرعة ...... يا الله! لقد نامت كثيرا انها العاشرة صباحا!
لا يفترض بها ان تبقى نائمة لهكذا ساعة.... بل كان عليها ان تستعد للرحيل بعد مناقشة عمها بهدفه من دعوتها....... تطلعت حولها و تأملت اثاث الغرفة الجميل و ستائرها المخملية و صباغ جدرانها الزهري و الابيض الرقيق كل شيء ينم عن ذوق رفيع لا مثيل له .
استمتعت بالماء الفاتر على جسدها و انتعشت و اغمضت عينيها لتقفز الى ذاكرتها احداث بعد منتصف الليل...... يوسف و كلامه القليل المقاطع لكلامها و ارتباكها منه.
سرحت شعرها امام المرآة وزينت شفتيها بحمرة الشفاه الزهرية ولونت وجنتيها بقليل من البودرة الناعمة و اختارت فستان احمر متوسط الطول و طلت اظافرها باللون الاحمر ثم تنهدت و نهضت مغادرة الغرفة......
سارت في الممر و هي تتطلع الى غرفة الطفل ثم توجهت اليها و همت بفتح الباب الا انها ابعدت يدها و اغلقت اناملها و ترددت ربما ترى والده مرة اخرى و هي لا تريد ذلك....... ابتعدت و نزلت.
تفحصت الصالة و سمعت اصوات تنبعث من غرفة مكتب باهر و ادركت انهم هناك.
في المطبخ القت التحية بلطف قائلة: "صباح الخير.... تأخرت؟...... كنت اود تناول الفطور مع العائلة لكن لا بأس الان بكوب من الشاي"
و اقتربت من الموقد لتعد الشاي بنفسها الا ان ليلى منعتها قائلة: "لايجب ان تتعبي نفسك انا ساجهز لك الفطور"
وضعت خصلاتها خلف اذنيها و قالت بنشاط: "احب ان اخدم نفسي لا عليك"
ابعدت فخرية الكتاب الذي بيدها و قالت: "استاذ يوسف مازال نائما....... اتحبين تناول الفطور معه؟"
التفتت اليها بسرعة قائلة: "لا...... اقصد.... حقا؟.... مازال نائما؟"
واخذت الكوب مواصلة: "لا داعي لايقاظه....... شكرا سأذهب الى الحديقة"
فخرية و بابتسامة لطيفة: "حسنا..... كنت اعتقد انك تريدين التعرف عليه فلن تلتقيه امس..... عاد متأخرا كعادته لكن ان يتأخر لهكذا ساعة بالنوم هذه ليست من عادته ابدا"
خرجت ميرا الى الحديقة و تنفست بعمق و جلست حيث الاشجار و المياه و اشعة الشمس الخفيفة و بدت مرتاحة و سعيدة جدا بذلك المنظر و انفرجت اساريرها و هي تتطلع الى انواع الورود المختلفة و لكن سرعان ما تلاشى منها ذلك الارتياح عندما رأت يوسف يخطو باتجاهها .... ابعدت بصرها لكنها سرعان ما اعادته بسرعة اليه لم تستطيع ابعاد نظرها عنه بدى لها اكثر جاذبية و هو بملابسه المنزلية البيضاء و كأنه لا ينوي مغادرة المنزل هذا الوقت....... ابتسمت له بشفافية لكنه لم يبادلها الابتسامة بل سحب كرسي و جلس امامها و هو يقول بنبرة واثقة و هادئة: "مرحبا...... اردت تناول الفطور معك لابرهن لك انني انسان لا وحش آكل للبشر"
قاومت الابتسامة من تعبيره و خفضت بصرها ثم تطلعت به قائلة: "يسرني ذلك..... بالتأكيد لا اظنك كما تصف"
هو وبتأمل : "لكن الليلة الماضية تقول غير ذلك..... كنت خائفة مني"
يا الهي كم هو حاذق حتى شعر بمخاوفها..... قالت باهتمام: "ربما الوقت له أثر ولم اتوقع رؤيتك... لكن لم اكن خائفة و ما الذي يدعوني للخوف؟"
و نظرت اليه بشيء من الحياء...... شكله بالنهار افضل بكثير من الليل يبدو هادئ لكنه قوي النظرات.

وجوه الشك لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن