الفصل الثاني و العشرون و الاخير ج1..........
تلاحقت انفاس ميرا و قالت بضعف: "انا..... انا اسفة لاني اقول لك كل ذلك لكن...... خالتي لم تربيني كما قلت الان...... انها"
فيروز و بحقد و غيض: "لم تخبرك عن المبالغ التي اخذتها كمقابل لتربيتك؟...... ماذا تظنين؟..... كيف عاشت تلك الارملة كل تلك الاعوام و فتحت بيت و ربت عائلة و اعتنت بك و اكملت تعليمك ؟...... انها اموال عمك .... خالتك استغلتك لتعيش بك"
شهقت ميرا و وضعت يديها على صدرها و هزت رأسها قائلة بدموع: "ماذا تقولين؟"
تأملتها فيروز و قالت بتوتر: "يبدو انك جاهلة لكل شيء يدور حولك..... سماح تلك دمرت حياتي.... خربت بيتي"
ارتجفت يدين ميرا و قالت بذهول: "خالتي؟.... ما شأنها بك؟..... ما دخلها؟........ لا اصدق .. خالتي سماح لا تعرفك اصلا"
سارت فيروز خطوات ثم جلست على الاريكة و قالت بضيق كبير: "يالسخرية القدر..... تمر السنوات و رغم ابتعادي اعود مجددا لاجد العوبة جديدة من سماح...... بالتأكيد هي صاحبة فكرة زواجك من ابني..... وصولية.... انه تاريخ يا ميرا يعود الى اكثر من ثلاثين سنة ...الى اشهر زواجي الاولى لا اود ان اخوض فيه امامك لانه سيطول شرحه"
ميرا و بخذلان و احباط كبير: "انا اود ان اسمع منك كل شيء....... ارجوك... لا يجب ان ابقى كالقطة العمياء"
تنهدت فيروز و قالت باستذكار: " باهر تعرف على خالتك سماح اثناء زيارته لعياش في مدينة صور و كنا حديثين العهد بالزواج و لانه كان مرموق و ثري استمالته اليها و لا اعرف كيف نشأت العلاقة بينهما رغم انها تعرف انه رجل متزوج و لكنها كانت تحب المظاهر و الثراء و رغد العيش ضعفت امامه و اذا بباهر يكثر السفر الى جنوب لبنان بين الحين و الاخر بحجة العمل و رؤية شقيقه لكنه بالحقيقة كان يذهب اليها و وصلت علاقتها به الى اكثر ما يخطر ببالك.... كان يمنحها المال و الهدايا حتى اكتشفت انا الامر.....و كاد زواجنا ان ينتهي بسبب تلك العشيقة و كانت والدتك ترتب لهما المواعيد و تنسق بينهما لعل اختها تستطيع ان تتزوج من باهر لم اسامحها على ذلك و قلت ذلك في وجهها لكن بعد وفاتها عفوت عنها .... واجهته هددته و خيرته و لم اتهاون معه حتى تركها و احتارت ماذا فعلت لتستعطفه الا ان القدر شاء ان يفترقا بعد ان حدث شرخ كبير بعلاقتنا و افسدت اجمل لحظات حياتنا..... لم يشأ الله ان نفترق و حاولت ان احافظ على بيتي وزوجي و تناسيت رغما عني حتى حملت بيوسف و قررت حينها ان انسى الامر تماما لكن بشرط ان تقطع كل العلاقات بيننا و بين عياش وزوجته و اختها لا تواصل و لا رسائل و لا اي صلة و مرت الاعوام وسمعت انها تزوجت و انجبت..... انا وثقت بزوجي و توقعت ان قصته مع سماح اصبحت في طي النسيان ....... لكن يبدو ان القصة لم تنتهي بعد لاكتشف ان تلك المرأة عادت تراسل زوجي و تتصل به بعد ان مات زوجها و تطلب منه الوقوف الى جانبها لانها بحاجة رجل و كأن باهر الرجل الوحيد على سطح الارض ... و اكتشفت ان زوجي ضعيف امامها و يكن لها المشاعر رغم مرور الاعوام و اكتشفت ايضا انه بدأ يمدها بالمال لمساعدتها في ظروفها..... جن جنوني حينها و ادركت ان الامر اكبر من مجرد نزوة عابرة و ادركت حينها ان كل شيء انتهى بيني و بين باهر و لم يربطنا من ذلك الحين الا عقد الزواج اما حياتنا الزوجية انتهت و من اجل الاولاد و لكبر سننا تكتمنا على الامر و قرر باهر ان يقطع صلته نهائيا بها حتى ذلك الحادث المؤسف الذي اودى بحياة والديك ..... فاتحني باهر بضرورة جلبك للعيش معنا ....انا رفضتك ميرا .... نعم رفضتك لعدة اسباب اولها مستقبل اولادي ..... ماذا تتوقعين ان يحدث عندما تأتي صبية بعمر السادسة عشر لتسكن في منزل فيه اثنين من الشباب؟ يوسف كان في ذروة الشباب و الطيش و الغرور و غسان منهمك بدراسته ..... بالتأكيد ستحدث المتاعب و لن تنفذي حينها من عبث يوسف او حتى غسان انا حافظت عليك ايضا"
أنت تقرأ
وجوه الشك لكاتبة هند صابر
Romanceقال متأملا: "الا تخبريني عن فتى احلامك؟" قفز قلبها و شعرت بالخجل الشديد منه و تصبغت وجنتيها بحمرة خفيفة ثم قالت: "كل فتاة لديها مواصفات للرجل الذي تريد الارتباط به" هو مقاطعا: "ان يكون مليونير؟" خفضت بصرها و شعرت بالاحراج ثم تطلعت بعينيه الخبيثتين و...