الفصل الحادى والعشرون

282 10 0
                                    

الفصل الواحد و العشرون........

(ليتك تتحرر)

خفقت اهدابها و فترت تعابيرها و قالت بهمس و بلحظة فراغ: "طالق؟..... "

ابتلعت ريقها و حبست دموعها قائلة بجمود: "اخذت ابنك نعم....... لكن ليس من اجلي.... و ليس لا داري على فعلتي...... و انما من اجل والدته"

ساد صمت و تلاقت عيونهما........ ضاقت عينيه و احتدت عينيها و واصلت بتعاسة: "كنت اخفي عنك الامر من اجلها حتى لا اضيع حلمها و الان و بعد ما حدث لا داعي للسكوت ...... ذلك الاتصال و ذلك العنوان الذي سبب لي مشاكل معك كان عنوان فيرا......... لقد قابلتها و طلبت مني رؤية طفلها ...... اعطتني العنوان ........ توسلت الي... اقسمت علي بالانسانية و رأيت ان من العدالة ان البي طلبها..... عندما رأيتني اسرع لاخرج كنت ذاهبة اليها و بنيتي ان اخذ رامي دون علمك لانك لا ترضى بذلك........لان قلبك متحجر .... متجمد .... لا انسانية عندك..... هي نفسها يائسة منك...... فضلت ان تلجأ الي و تتوسل بي دون ان تراك و تطلب منك...... لاني امرأة مثلها و احس بمشاعرها..... انت السبب في اني تأخرت عليها..... ذهبت اليها اليوم لكنني تأخرت "

ساد الصمت و التقطت انفاسها و بدأت تشعر بالدوار و هو كان جالس كالجماد لا يتحرك و ملامحه لا معنى لها تدركه.

قال بصوت خافت: "اخذت ابني الى...... فيرا؟........ قابلت فيرا؟..... كل ذلك و انا لا اعلم؟..... فيرا؟"

قالت مقاطعة و بألم: "لا تغضب كثيرا.... فيرا اذنبت بحقك و هي بمرور الايام دفعت ثمن خطئها و اليوم عدالة الله ثأرت لك .... لقد توفيت اليوم و قبل ان ترى ابنها... انها مأساة كانت تنتظر ...... انا احملك ذنب عدم رؤيتها لرامي...... كان المفروض ان اصل اليها قبل ذلك الوقت بكثير.... انت وعدتها ان لا تجعلها ترى ابنها مدى الحياة و فعلا ها هي فارقت الحياة دون رؤيته"

خفض بصره و بدى غريبا...... معقول ان يكون حزينا على موت فيرا؟..... او انه غاضب لان كل ذلك حصل بدون علمه؟..... أ يشعر بتأنيب الضمير لان الام ماتت ملهوفة؟..... ان يوسف عميق كالبئر..... مشاعره غير مفهومة... رغم انها تزوجته و اقتربت منه و عاشرته اياما الا انها لا تستطيع الوصول الى افكاره...... غامض جدا ليتها تعلم كيف يفكر و اي شعور بداخله الان.

نهض و راقبته و هو يسير في الغرفة بشرود دون ان ينظر اليها و كأنها غير موجودة في الغرفة ثم فجأة التفت اليها و سأل: "كيف ماتت فيرا؟.... تعرضت لحادث؟"

اجابته و هي تجلس على السرير و بشفقة: "المسكينة كانت مصابة بمرض خطير هالني شكلها رأيتها شاحبة جاحظة العينين لا حياة فيها و في عينيها نظرات الوداع لقد شعرت بذلك و هذا ما جعلني استجيب لرغبتها..... لقد حدثتني عنك و قالت لي انها مذنبة لكنها بررت لي ظروفها و انها نادمة و تمنت ان تسامحها.... ليتك تستطيع ليتك تتحرر و تحررها ان المشكلة الكبيرة التي دمرت حياتك انتهت اختفت من الوجود .... بامكانك اليوم ان تطهر قلبك من الحقد و ان تحاول ان تطوي صفحتها... الشخص الذي استغفلك و خدعك و جرحك اقتصت منه الدنيا قبل الاخرة و انتهى لم يعد موجود....... ليتك تتحرر يوسف و تسامحها.... الا انني اشك بذلك...... انت لا تعرف شيء اسمه الغفران لا تعرف العفو عن احد"

وجوه الشك لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن