الفصل العاشر

859 17 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم اجمعين
الله اكبر
لا إله إلاّ الله
محمد رسول اللّه
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
الحمد لله حتى يصل الحمد منتهاه

_______________________

وحدتي وعدم احتكاكِ بك لا تعني أبدًا أني متعجرف ولا مغرور لمجرد أني لم أُحادِث الناس
.. قد تكون لدي مشكله في الحديث و الإختلاط
.. قد أكون أنا أفعل هذا للهرب من أحاديثكم السامه و الممله، ليس ضعفاً أبداً ولكنه تجنب لألم لا تحسبون مقداره
.. قد تعجبني وحدتي وأحبها
لا أنتظر من أحدهم أن يأتيني ويسألني " ما بك" فيكفيني حالي ومواساتي لنفسي
لا أريد التمثيل ولا الشفقه لمجرد رؤية دمعه أو حزن علي الوجه طفيف
فلي ربي وهو مهونٌ عليا أحزاني،

شكراً للبُعد المريح.

بقلمي / رحمة مرعي " أنين الحياة "

_____________________

في سماء مصر هبطت الطائره وقبل أن يدق سيف باب الغرفة ليعلم فرح بنزولهم وجد الباب يُفتح وقابلته بجمود تنظر له ببرود و نظرات خاويه من أي تعبير فتقدمتهُ بصمت وهبطت من الطائره ومشي ورائها هو وأصدقائه فودع سيف أصدقائة ورحلوا بينما هو تقدم من سيارته وفتح الباب علي أمل أن تدخل ولكنها كانت تقف بعيدً فأغلق الباب و توجه لها.. تنهد بروية وقال بهدوء / فرح صدقيني أنا...
قاطعته في حده قائلة / مش عايزه اسمع حاجه ولا اي مبررات
ثانيه و توقفت أمامهم سياره وهبط منها رجل قائلاً / سيارتك يا فندم وابتعد عن الباب فركبت فرح مغلقة الباب بقوة وأدارتها للناحيه الأخري منطلقه بها فركب سيف سيارته وذهب ورائها قائلاً لنفسه / تستاهل علشان انت الي جرحتها
بعد ساعه كانوا أمام القصر صفط فرح سيارتها وهبطت منها متوجه للداخل وعندما فتحت الباب كعادة القصر وجدته خالي فأخذت تنادي بصوت عال / زيد.. يزد.. زين.. يزن.. شباااب في حد هنا.. يزن.. زين..
فظهر يزن من الطابق العلوي فابتسمت فرح بشده فهبط يزن الدرج بسرعه والتقفها بين ذراعيه حاضناً اياها بشده فبادلته فرح العناق وهو يقول / وحشتيني اوووي يا فرحتي اووووي
فقالت بسعادة / وانت وحشتني أكتر يا قلب فرح
فأنزلها علي الدرج بخفه وقالت / فين اخواتك
صمت يزن قليلاً فقلقت فرح لصمته وقال / سافروا
عقدت بين حاجبيها قائلة / سافروا ؟!!  سافروا فين و امتي
_ سافروا الصعيد وامتي مش عارف
صمتت قليلاً و بدا علي وجهها الحزن ولكنها أخفت ذلك وقالت  / وانت مسافرتش معاهم ليه
هتف بحنان / مقدرتش أسيبك وحدك وأمشي
نظرت له بحب وغصة مريرة بحلقها فكور وجهها بين يديه مقبلاً جبينها.. فحمحم ذلك الواقف فنظر يزن وجد سيف يقف فقال مبتسماً / سيف..
هبط الدرج وسلم عليه بحرارة فقالت فرح وهي تقف مكانها / هطلع أرتاح شويه يا يزن
وأدارت وجهها صاعده للأعلي ولكن أوقفها صوت زين المرح قائلاً  / هتطلعي كده من غير ما تشوفينا
أدارت وجهها لهم وجدت زين و يزد و زيد و تامر و حنين يدخلون من باب القصر فابتسمت لهم بسعادة وهبطت الدرج جرياً و قفزت بأحضان زين فأخذها بحضنه مرحباً بها بشده قائلاً / وحشتيني اوووي يا فرحتي
_ وانت وحشتني اكتر يا قلب فرحتك
احتضنت زيد فقال بحب / وحشتيني اوووي يا فرحه
_ وانت وحشتني أكتر يا قلب فرحه
توجهت ليزد واحتضنته فقال لها بعتاب / أنا زعلان منك يا فرح
ابتعدت عنه قليلاً قائلة بحب / ليه بس يا قلب فرح
_ لأن انتي عرضتي حياتك للخطر وكان ممكن تروحي فيها.. ثم نظر لزين بشر قائلاً :_  بس العيب مش عندك العيب عند الي كان عارف بالي هيحصل و سكت
فنظروا جميعهم لزين وكادت فرح ان تتحدث ولكن قاطعها امساك سيف المفاجئ لزين من ياقة قميصه قائلاً بغضب و شر / انت كنت عارف بالي هيحصلها
زين / أيوه كنت عارف
لكمه سيف بشده فنزفت أنفه وبجانب فمه فشهقت فرح بحده وجرت عليه واضعه يدها علي أنفه مانعه نزول الدم قائلة بخوف / زين انت كويس ف..في..دم
نظر لها ولسيف فهتف سيف بغضب / شايف خوفها عليك ده انت متستاهلهوش أصلاً
هتف زين / أنا كنت مأمن عليها لأن ألبيرت معاها وقبل هي ما توصل الفندق كان الفندق كله متأمن بحراسته
هتف يزد بحده / بس ده ميداكش الحق انك تتصرف من دماغك وتاخد الأمور باستهزا افرض كان حصلها حاجه واحنا مش معاها
زين بغضب / وانت الي كنت هتحميها
_ ايوه كنت هحميها
كاد أن يرد علي أخيه ولكن التقفه سيف بحده جاعلاً اياه يقف أمامه ممسكاً به من ياقة قميصه حتي تمزقت قائلاً بغضب / انت لسه ليك عين تبجح و ترد علينا
هتف زين بغضب في وجهه / انا معملتش حاجه غلط انا عملت الصح ليها
لكمه سيف مره أخري أشد جاعلاً اياه ينزف بشده واقعاً علي الأرض فتوجهت له فرح وهي تبكي من منظر الدم واضعه يدها بارتعاش علي هذا الدم حتي تلطخت يدها به فنظرت له بخوف كبير وقد ذهب عقلها في عالم أخر فجري عليها يزن في وسط تلك المشاحنه ممسكاً يدها قائلاً / فرح.. فرح ده مش دم ده شيء عادي فلاحظ اخوتها والواقفين حالتها فجروا عليها بينما سيف كان مستغرباً فهتف يزن بحده / هاتوا مناديل بسرعه..
كانت فرح تنظر ليدها بضياع وكأن هذا كابوس فمسح يزن يدها بثيابه قائلاً / فرح بصي.. بصي مفيش حاجه ايدك مفيهاش حاجه.. فرح فوقي
اقترب منها زين قائلاً بخوف عليها / فرح حبيبتي ده مش دم ده.. ده.. وكأن الكلمات هربت منه من شدة خوفه عليها... نظرت له و لوجهه الموجود عليه الدماء برعب فابعده عنها يزد قائلاً بحده / قوم من هنا وشك عليه دم
قالت لها حنين وهي تبكي / فرح يا حبيبتي بصيلي هنا..
حملها يزن من ذراعها جاعلاً اياها تقف ولكنها نظرت لتلك الدماء التي مسحها بثيابه وكأن الدنيا بجوارها عباره عن بركة دماء فزاغت عيناها وداهمها دوار شديد فوقعت مغشياً عليها بين ذراعي أخيها التقفها بلهفه واضعاً اياها علي الأريكه فجري زيد وبعد ثواني أتي وبيده حقنه غرسها في ذراعها حتي ارتخي جسدها .. تنهد بخوف واضعاً رأسه علي الأريكه والجميع ينظرون لها بحزن  نهض يزن من جوارها ناظراً لإخوته بغضب قائلاً / مش هتسكتوا غير لما يحصلها حاجه بسببكم انتم عديمي المسؤلية و صدقوني مش هكون رحيم بحد فيكم لو حصلها حاجه
ثم حملها بين ذراعيه و صعد بها للأعلي فنظر الثلاثه لبعضهم بلوم وصعد زين ليبدل ملابسه بينما أحضر زيد قماشه مبلله ومسح بعض بقع الدماء الواقعه علي الأرض فقال سيف بصدمه / ايه الي حصل هنا ده
نظر يزد لتامر و لحنين فقالت حنين / هطلع جنب فرح
بينما حل الصمت بين الثلاثه فجلس سيف علي أقرب أريكه له ودقائق حتي هبط زين و يزن فردد سيف سؤاله بحده / ممكن أفهم اي الي حصل هنا ده
نظروا لبعضهم مره أخري في صمت... تنهد زين قائلاً / فرح بتعاني من رهاب ناحية الدم
_ رهاب !!!
_ من يوم حادثة بابا
_ واي علاقة ده بده!!، الي اعرفه ان فرح مكانتش مع باباها ولا شافته يوم الحادث
_ فرح كانت مع بابا يوم الحادث و شافت كل شيء من أول ضرب النار لحد الحادثة كانت صاحية لكل شيء ومن يوم ما شافت بابا غرقان في دمه وهي بتترعب من شكل الدم... الحالة دي اكتشفناها متأخر عندها لأننا كنا صغيرين وجدي خبي الموضوع عننا وللأسف مقدرناش نعالجها
_ جدك مين !؟
_ ألبيرت، هو الي كان بيعتني بينا من واحنا صغيرين
_ بس.. اذاي وجدي عمران ده هو الي كان بيعتني بيكم طول السنين دي
_ احنا عمرنا ما شوفنا جدك ده واحنا صغيرين ولا عرفناه عمره ما جه يشوفنا مره علشان كده فرح مش بتحبه وان كان علي زيارتنا ليكم فده لصلة الرحم مش أكتر  غير كده كنت هتلاقينا منعرفش حد فيكم ذيها كده
كان مصدوم من هذا الحديث يبدو أن ما يعرفه هو مجرد أكذوبه عاش فيها من صغره و اتضح انه لا يعلم شيء عن من يلقبها عشق صباه و طفولته، هناك الكثير و الكثير مخفي عنه، صحيح أنه كان يتابع أخبارها من حين للأخر ولكن ليس باستمرار فهو كان يعلم عنها شيء من حين لحين أخر علي أساس أن جده يعلم جميع أخبارها وعلي علم بكل شيء يدور بحياتها ولكن هل حقاً كان كل هذا وهم؟؟
قطع هذا الصمت المخيم علي المكان أصوات رنين الهواتف....  هاتف سيف يُضاء شاشته باسم جده و هاتف تامر يُضاء شاشته باسم والده فنظر لهم سيف قائلاً / جدي بيتصل
تامر / وبابا
زين / سافروا انتم احنا مش هنقدر نسيب فرح وحدها
سيف / مش هنسيبها طبعاً هناخدها معانا
زيد./ مينفعش..لما تفوق حالتها بتبقا صعبه ومش هتكون كويسه هناك
_ مش هينفع ليه هناك ستي وماما و مرات عمك هيهتموا بيها و البنات كلنا هنكون جنبها
_ مينفعش يا سيف فرح لما بتفوق بتكون في حالة صدمه مش هينفع ننقلها خلاص روحوا انتم احنا مش هنيجي
سيف بغضب / وأنا مش هسيبها هنا وياكم وامشي ومش هينفع نسيب كل التحضيرات الي في البلد دي
تامر / اهدي يا سيف الموضوع مش عافيه
زيد بغضب و صوت عالي / أنا قولت الي عندي مش جايين معاكم عايز تمشي اتفضل مش عايز براحتك البيت بيتك غير كده اختي مش طالعه من هنا و مش هخاطر بحياتها علشان حفله غبيه
نظر له سيف بشر وامسكه من قميصه قائلاً بحده / انت بتعلي صوتك عليا و بتزعق
وقفت حنين علي السلم ونظرت لهم وهي تقول ببكاء و صوت متقطع / فرح...  فرح لم تكمل كلامها فصعد الأربعة جرياً للأعلي و نفض زيد يد سيف بقوه متجهاً ورائهم بينما سيف ظل واقفاً لثوان حتي استوعب ما حدث وصعد ورائهم دخل الجميع الغرفه وجدوا فرح تنتفض في سريرها و يبدوا أنها تري كابوس،... أجل فهذا كابوس حياتها التي يلاحقها دوماً
_ فرح... فرح قومي يا فرح ده حلم مش حقيقه فرح فوقي..فرح..فرح فوقي يا فرح فوقي ده مش حقيقة..فرح انتي سمعاني انا زيد اخوكي...الي بتشوفيه ده مش حقيقه اصحي يا فرح فوقي
أخذ زيد يهزها حتي تفوق فرفع يزد قدميها للأعلي ثانيتين حتي شهقت بحده منتفضة علي السرير ونظرت لهم برعب فتحرك لها يزن بسرعه أخذاً اياها بأحضانة يقرأ لها بعض الأيات القرآنية حتي هدأت تماماً وعندما أحس باستكانتها رفع وجهها له قائلاً / أحسن   ....، فهزت رأسها بنعم وأرجعته لأحضانه فتنهدوا براحه وذهب زين لها أخذاً اياها بأحضانه قائلاً بخوف وتعب / ليه تعملي فينا كده يا فرح قلبي وقف من الرعب وكنا هنموت عليكي
ردت بصوت هادئ متعب / أنا أسفه
_ ششششش ارتاحي يا حبيبتي و متفكريش في اي حاجه
وضعت رأسها علي صدره لدقائق حتي بدأت ترجع لوعيها ولما حولها فقالت / ليه مسافرتوش
يزد / نسافر ازاي و نسيبك في الحاله دي لا يمكن
_ الحفله امتي
_ بكره باليل
_ هنسافر الصبح
زيد / مينفعش يا فرح حالتك مش كويسه
_ أنا أدري بحالتي... سيبوني أرتاح شويه علشان أعرف أسافر بكره،... وضعت رأسها علي وسادتها  تاركه جفونها للنوم مستسلمة له تماماً
تركها اخوتها و خرجوا وأخذ زين سيف لإحدي الغرف حتي يرتاح بها وبات تامر و زوجته أيضاً معهم

أجنية بقلب صعيدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن