الفصل الثاني

1.4K 31 0
                                    

في صباح يوم جديد
في مقر المخابرات العامه دخل هذا الرجل المهيب بحضوره الطاغي، المرعب، يسير في الرواق ومن يراه يقف له احتراماً وخوفاً ورغم صغر سنه إلا أن أقوي الرجال يخشوه
دخل مكتبه وخلع جاكته واضعاً اياه علي مقعده ثم استدار جالساً عليه وأخرج ملفاً من درج مكتبه ثم أخذ يعمل عليه حتي فُتِحَ الباب وكأنه اعصار دخل بينما دخل ثلاث رجال وراء بعضهم جلسوا بجانب بعض علي الأريكة الموضوعة في المكتب بينما الأخر لم يزيح عينه عن الملف فظل الصمت مخيماً في المكان لدقائق حتي نطق أحدهم بحده / هتفضل بارد كده لإمتي يا سيف الي انت بتعمله أكبر غلط
ثم تحدث راجي قائلاً بهدوء / الطريق ده سكته خطر يا سيف و مئات قبلنا مشوا فيه و مرجعوش
ثم تحدث عاصم قائلاً / احنا خايفين عليك يا صاحبي
تحدث سيف بكل برود بعد صمت لثواني / بس أنا مش هكون لوحدي انتم معايا
فنطق إثنين منهم بصدمه / اييييييييه
رفع سيف رأسه عن الملف أمامه ونظر لهم بعمق قائلاً / عندكم اعتراض في ده، ثم نظر مره أخر في الملف مكملاً / لو عندكم اعتراض أنا ممكن أشوف فريق تاني أو أتمم المهمه وحدي عادي
راجي بإعتراض / لأ طبعاً وحدك مين كلنا هنكون معاك، احنا فريق واحد ومش هنسيب بعض أبداً
هيثم / ايوه احنا فريق واحد ومش هنسيب بعض
نظر لهم سيف ونطق الأربعة في صوت واحد / لقد تعاهدنا أن نكون معاً علي الحلوه والمره وفي الصعب والسهل وفي الحزن والفرح ومش هنسيب بعض
ثم ضحكوا جميعاً بحب وإخوه

كانت تجري كعادتها كل صباح منذ الصباح الباكر حتي احست أن الشمس حراراتها اشتدت فعادت مره أخري لقصرها وعند دخولها وجدت الطعام موضوع علي المائده واخواتها غير موجودين صعدت لتستحم وأبدلت ثيابها لملابس عمليه للعمل وعندما جلست وجدت اخوتها يلتفون حول المائده فجلست بعد أن ألقت عليهم تحية الصباح و شرعوا في تناول الفطور بعد ان انتهت كادت أن تنهض لعملها فأوقفها زين قائلاً / فرح احنا مسافرين الصعيد بكره
نظرت له بعمق مستشفه ما في باله ثم قالت بهدوء / تمام هتسافروا انتم الأربعه
زين / أه وانتي معانا ودي أوامر جدي
احتدت نظراتها للغضب ولكنها تمالكت نفسها وقالت بهدوء / أوامر جدك تمشي عليك مش عليا، تروحوا و تيجوا بالسلامه
ثم تركتهم وذهبت وهي غاضبه جداً من هذا العجوز الخبيث تعلم أنه سيستخدم أخواتها كأداة ضدها لتنفيذ رغباته وما يريد ولكنها لن تدع له فرصه مهما كان.
توجهت للشركه وعندما وصلت وجدت تامر يقف مع زوجته و يتهامسون فاقتربت منهم بغضب وخبطت بشده علي المكتب فانتفض الإثنان وامسك تامر في ملابس زوجته من الخوف بعد أن صرخ مرتعباً، كاد أن يسب ولكن عندما رأها ابتلع ريقه وقال / اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
فرح بغضب / شوفت عفريت بروح أهلك
تمتم تامر بهمس قائلاً / ده أنيل من العفريت فضحكت عليه حنين فنظر لها بغيظ
بينما قالت نور بحده وغضب / قول لجدك يبعد عن اخواتي وإياه يفكر يستخدمهم ضدي ومهما يعمل هفضل أكرهه مش فرح سليم الي تنغصب علي شيء انت فاهم، وصله الكلام ده وإلا انت تشيل العواقب... ثم تركتهم وذهبت وصفقت باب المكتب ورائها بحده اهتزت له الجدران
نظر تامر في ظهرها بحزن ثم جلس علي المكتب وقال / مفيش فايده عمرها ما هتسامح جدي علي ذنب ما ارتكبهوش
وضعت حنين يدها علي كتفه وقالت بحنان / بس هي متعرفش كده، قولولها الحقيقه علشان تسامحه
تامر / جدي مش موافق مش عيزها تحبه شفقه منها، مش عارف ليه متمسك برأيه كده بيخسرها أكتر، فرح مبتجيش بالقوه ولا العناد، يمكن لو اختار معاها الحنيه ترجعله، دي مكانتش بتسيب حضن جدها أبداً من لما اتولدت
بس.. لما بعدت عننا وحصلها الي حصل كرهته و كرهت العيله بحالها لدرجه انها متعرفش حد فيهم، انتي متخيله يعني ايه ما تعرفش عيلتها
حنين / بس تعرفك و بتحبك ليه متكونش انت الوصله بينهم ما تنساش ان اخواتها ميعرفوش شيء عن الماضي كل الي يعرفوه ان مامتهم ماتت وهي بتولدها و باباهم مات في حادث سير وانت اتربيت معاهم من صغرك ومعاهم علي الحلوه و المره ولو عايز ترد ولو قليل من الي هي قدمتهولك لازم تساعدها
تامر بصدق/ وانا مستعد أفديها بعمري
فنظرت له بغيره فضحك عليها تامر ولغيرتها المحببه لقلبه فابتسمت وقالت / حلو اووي أنا عندي فكره ومتأكده بنسيه 80% انها هتنجح
تامر بسخريه / قولي يا حبيبتي يمكن الشفا علي ايدك
فوكزته بخفه في صدره وقصت عليه خطتها وبعد ان انتهت نظر لها ثم انفجر في الضحك فنظرت له حنين بضيق بينما هو قال / يا حنين يا حبيبتي بقولك بتكرهه عارفه يعني اي بتكرهه تقوليلي انتي...
حنين بثقه/ بس انا متأكده انها مش بتكره جدك علي الأقل لو مش بتحبه فهي برضوا مبتكرههوش، فكر معايا بس واحده زي فرح لو بتكره جدك ايه هيخليها تسيبه عايش لحد لوقتي، نفرض انها سابته عايش علشان القرابه الي هي أصلاً مش بتعمل ليها حساب، طب ما كان ممكن تنتقم منه، صدقني انا عارفه فرح بتفكر في اي ومن نظراتها وأفعالها هي مش بتكره جدك
تامر بتفكير / امممم نظريه برضوا
حنين / انت لسه هتفكر طلع فونك بسرعه نرن علي جدك وأنا متأكده انه هيوافق، نظر لها تامر بريبه ثم أخرج هاتفه وقال / فرح لو عرفت هيكون أخر يوم في عمرنا

أجنية بقلب صعيدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن