الفصل الحادي وعشرين

570 18 4
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد


" تأنيب الضمير كان بيوهمني إني غلطانه رغم إني اكتر حد مُتضرر ".

_____________________________________



أصبحت الساعه الثالثه فجراً
وصلت المستشفي ثم صعدت للأعلى بسرعه وعندما وصلت للطابق الخاص بأخيها وجدت الطبيب يخرج من غرفته فجرت بسرعة ناحيته هاتفه بقلق / خير يا دكتور زين فيه حاجه
ابتسم لها قائلاً / متقلقيش يا فندم زين باشا فاق الحمدلله و اتخطي مرحلة الخطر
ابتسمت بسعاده / طيب ممكن اشوفه
هتف قائلاً / للأسف حالياً مينغعش هو نايم دلوقتي و واخد مخدر علشان ميحسش بألم الجرح فلازم يرتاح، احنا هننقلة الصبح غرفة عاديه لحد ما نتأكد تماماً ان حالته استقرت
كادت أن تهتف معترضه علي منعها لرؤيتها لأخيها فهتف هو قبلها قائلاً برجاء / أرجوكي يا فندم متحاوليش تعترضي ده علشان مصلحة المريض، لو صحته تهمك بلاش نقلقه دلوقتي لأنه لازم يرتاح ده في مصلحته
تنهدت علي مضض قائلة / تمام
هتف قائلاً بعد تردد / انا شايف ان وجود حضرتك هنا ملوش لزمه دلوقتي، ممكن تيجي زيارة للمريض الصبح
نظرت له في حده فحمحم هو قائلاً بحرج / أنا أسف يا فندم عن اذنك
ثم تركها وذهب وهى ظلت جالسه بمكانها منتظره الصباح ليأتى بفارغ الصبر حتي ترى أخيها يتحدث مره أخري امامها، فل يعترض و يهد الدُنيا لن تعترض ولن تتفوه بشيء فقط ستضمه لأحضانها فما عاشته من رعب خوفاً من فقدانه يجعلها تموت كل ثانية و التانيه فلن تستطيع تحمل خسارة أحد من اخوتها انهم كل حياتها لذلك يجب أن تغير جميع خططها حول الانتقام

أخيراً هَلَّ الصباح ليحمل معه يوم سعيد لها لاسترجاعها اخيها، كانت تدور أمام باب غرفتة لا تطيق الإنتظار لينقلوه غرفة أخرى، بعد محاولات مستميته من اخوتها أن تذهب للبيت لتبدل ملابسها المتلطخه بكل هذه الدماء حتي وجهها لم يسلم من التلطخ من كثرة البكاء و الدماء المتناثرة علي خديها، رحل تامر لزوجته بسبب مرضها كونها في الأشهر الأخيره للحمل وكذلك مصطفي بينما سيف و يزد تم استدعائهم لمهمه عاجله، فلم يبقي معها سوي يزن و ڤاليرو
هتف قائلاً / اهدئ عزيزتي لقد أخبرنا الطبيب انه سيتم نقله بعد دقائق قليله لما كل هذا القلق
هتفت قائلة في توتر / لا أطيق الانتظار، لي يومان هنا ولم أري أخي للأن، قلبي يؤلمني جداً عليه
توقف أمامها يزن محاوطاً كتفيها قائلاً بهدوء ونبرة بث فيها الطمأنينة / فرحة يا حبيبتي زين كويس وهيقوم وكل شيء تمام والدكتور طمنا انه بخير، متقلقيش نفسك عايزك تكونى هادية، مينفعش تضعفي قدامنك انتي قوتنا
احتضنته فرح بشده تستمد منه الأمان فحاوطها بذراعيه يحاوطها بحنيه باثاً لها كل حبه
كان ينظر لهم ڤاليرو بغيظ غيرةً عليها من أخيها فأرجع رأسه للوراء مغمضاً عينيه بينما أتي زيد وجد أخيه يحتضن أخته فابتسم وعندما وصل لهم وضع يده علي كتف أخيه فرفع رأسه له بينما ابتعدت فرح قليلاً عن أخيها فهتف زيد بحنان / وانا مليش من الحب ده جانب
اخذها زيد بين ذراعيه يستمد هو منها الطمأنينة بعد ليلة عصبية عليه، خوفاً من فقدان توأمه ونصفة الأخر
بعد دقائق تراجع زيد قائلاً / يلا علشان هننقل زين غرفة تانيه
تراجعت للوراء بتوتر فهي تحمل نفسها كل الذنب لما حدث لأخيها فكيف لها أن تريه وجهها
هزت رأسها وتراجعت للخلف جلست علي المقعد بجانب ڤاليرو فأحس برجفة جسدها فهمس لها في قلق قائلاً / ماذا بكى
ردت بتردد هامسه بارتعاشه قد بدت في صوتها / خائفة
أمسك ڤاليرو يدها محاوطاً بيده باثاً لها بعض الدفء و الطمأنينه
دقائق وكان أخيها يُزَج أمامها علي سرير متنقل لغرفة أخري وملامح وجهه متعبه وساكنه، شاحباً بشده و وجهه مصفر من الإجهاد، بدأت تتابعه وهي تجلس بمكانها بعينيها حتي اختفي من امامها داخل الغرفه وقد ذهب اخويها ورائه بينما هتف ڤاليرو قائلاً / ألن تذهبي لرؤيته
نهضت من مكانها مره واحده ونهض معها ڤاليرو، خطت بعض الخطوات و وقفت أمام غرفته والباب مغلق قليلاً ثم تراجعت للوراء وأخذ تخطوا بخطوات سريعه للخارج بعيداً عن هنا حتي اختفت عن انظار ڤاليرو، فتنهد بحزن لعلمه بما يدور برأسها فهو يعلم تمام العلم أنها تحمل نفسها كل الذنب لما حدث لأخيها، زج الباب وتقدم للداخل متوقفاً يراهم وهم يعدلونه علي السرير الجديد ويضعون له بعض المحاليل لتصل بجسده حتي مرت دقائق في صمت بين الجميع حتي انتهوا وخرج الطبيب ومعه الممرضات، ظل زيد ينظر لأخيه لبعض الثواني بينما تراجع يزن ناحية ڤاليرو فنظر بأنحاء الغرفه قائلاً بصوت خفيض / فرح فين
رد بهدوء قائلاً / لقد ذهبت
انتبه لهم زيد فهتف قائلاً باستغراب / أين ذهبت انها تقف هنا من أمس لم تتحرك لتري زين، كيف تذهب
تقدم يزن قائلاً / سأذهب لأراها
أوقفه ڤاليرو قائلاً بهدوء / انتظر يزن لا داعي للذهاب ورائها، فقط اتركها قليلاً وحدها انها تحمل نفسها ذنب ما حدث لزين، وخائفه من لقائه لا تعلم كيف ستريه وجهها وهي السبب في ما هو فيه، هي تعتقد ذلك، تعتقد أن أخيها لن يسامحها، فزين دائماً كان الشخص المعارض لها في كل شيء لذا هي خائفه من فكرة رفضه لها، لن تتحمل حتي نظرة سيئة منه لها، أنتم لا تعلمون ماذا تمثلون لها وما هي أهميتكم لديها أو حتي كم هي تحبكم، أنتم تجهلون مقدار ما عانته و ما تعانيه من أجلكم، تجهلون مدي قيمتها ( انهي حديثه بحزن منكسر بات واضحاّ في نبرته) كم أنا حزين لأجلها
هتف زيد بحده غاضبه / ومن أخبرك بهذا الكلام نحن نحبها كثيراً ولا نستطيع العيش بدونها
هتف ڤاليرو قائلاً / أفعالكم هي من أخبرتني ( تنهد ثم نظر
لزين مكملاً ) متي يستيقظ
رد زيد قائلاً بهدوء تعب / دقائق ومفعول المخدر يزول
هتف زين بصوت واهن تعب مقاطعاً اياهم قائلاً / فرح...ف...فرح...فين...فرح
جرى عليه زيد قائلاً بلهفه / زين.. حمدلله علي سلامتك يا صاحبي.. الحمدلله انك بخير
هتف يزن قائلاً / حمدلله علي سلامتك يا حبيبي
تقدم ڤاليرو قائلاً بابتسامه سعيده / حمداً لله علي سلامتك يا بطل
هتف زين بصوت متعب / فرح فين.. فرح..حصلها حاجه..عايز أشوفها..هي فين
هتف زيد مطمئناً اياه / فرح بخير متقلقش أهم حاجه انك تقوم بالسلامه
هتف قائلاً / انا سمعت كلام ڤال، أنا عايز أشوف فرح هي فين..
هتف يون بيأس قائلاً / فرح مشيت
رفع زين نظره للأعلي ثم أغمض عينيه بألم / عايز أشوفها
نظر الشباب لبعضهم في حيرة وصمت

أجنية بقلب صعيدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن