الفصل التاسع و عشرين

502 17 0
                                    


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه

الله لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

سبحان الله وبحمده
سبحان الله وبحمده
سبحان الله وبحمده
سبحان الله وبحمده
سبحان الله وبحمده

الله أكبر
الله أكبر
الله أكبر
الله أكبر
الله أكبر

_________________________________

تعلمتُ أن حلاوة القهوة تكمُن بمُرِها، و هكذا تعودت شُربِها، و بِتُ أعلم أن الحياة كذلك و الأشياء أيضاً لا يكمن حُلوِها إلا بمُرِها، فإن أتَ الحلو قبل ارتشاف المُر تشائمت و كأن وراء ما هو غير العادى مُصيبه،  و كما تعودنا.. تعايشنا...

#رحمه_مرعى

____________________________________

فى قصر بالقاهره

دخلت بسعاه بعد غياب أشهر وأخيراً سترى عائلتها التى اشتاقت لهم وبشده بعد مرور سنه كاملةً عنهم ، دخل ورائها السائق يحمل حقائبها و بجانبها ذلك الذى يبتسم لها ولسعادتها بحب فهتفت بصوت عالى وهى تتجول فى أرجاء القصر الفارغ / ماما، مامــــــا، بابا.. بابا
لم تجد أحد بالبيت ولا حتى اخوتها فنادت على مشرفة البيت حتى أتت لها سيده منمقة يبدوا عليها الكِبر يتخلل شعرها الخصلات البيضاء فهتفت قائلة / أهلاً بوصولك يا هانم
ردت قائلة / ماما و بابا فين يا داده و اخواتى
_ البيه و الهانم مسافرين من أسبوع، و اخوات حضرتك فى شغلهم و الهانم الصغيره لسه مرجعتش من السفر
هتفت باستغراب / مسافرين !! مسافرين فين
لم ترد عليها السيده فأخبرتها بأن تذهب
بينما هى نظرت للواقف وبدأت الدموع تتجمع فى عينها قائلة / أبى و أمى ليسوا هنا باستقبالى، لقد كنت أتوقع أن ينتظرونى لعلهم اشتاقوا لى ولكن تبدوا الأمور عكسيه
تقدم منها قائلاً بلطف / لا تحكمى على الموقف من طرف واحد يا صغيرتى، انتى لا تعلمين لما سافروا، وأنا متأكد أن نور لم تذهب وتترك صغيرتها التى تتحرى شوقاً لرؤيتها إلا اذا حدث أمرٌ طارئ، لما لا نسأل خالتك
نظرت له وهتفت بسرعه / حسناً هيا بنا
تتبعها للخارج متجهين لقصر خالتها والتى يكون بجانبهم، دقائق يمرون الشارع وكانت تدق باب قصرهم حتى فتحت الخادمه فجرت للداخل بسرعه وجدت خالتها شذى تجلس على الأريكه بيدها مجله تفر بها فهتفت قائلة / شوشو
اتجهت شذي بأنظارها لها ونهضت بسرعه وسعاده تأخذها بأحضانها قائلة بشوق / يا قلب شوشو.. وحشتينى اووى يا دندون، وحشتينى اووى يا روح قلبى
ابتعدت عنها قليلاً وهى تقول بعتاب / كده يا دودو نهون عليكى كل المده دى سنه بحالها تغيبى عننا
هتفت دانا بحب / معلش بقا يا شوشو غصب عنى
أكملت بحزن / ماما و بابا فين يا خالتو وليه مش هنا فى استقبالى هو انا موحشتهُمش
هتفت شذى بمواساه / لا طبعاً يا حبيبتي ازاى دى نور مكانتش بتنام الليل وانتى بعيده عنها
هتفت ببكاء / ايوه ماهو باين حتى اخواتى محدش فيهم هنا يستقبلنى
أخذتها بأحضانها وهى تربت على ظهرها فى حنان / متقوليش كده يا حبيبتي هما بس عندهم ظروف وماما سافرت الصعيد لأمر طارئ محدش يعرفه
أكملت بابتسامة / وبعدين ده هانا نازله مخصوص النهارده علشانك والبت ياسمين مستنياكى على نار، استنى هنادى عليها
توجهت خارج الغرفه للصالون ثم هتفت بصوت عالى / ياسمين.. بت يا ياسمين.. ياسمين
اتت ياسمين من الأعلى وهى تهتف / نعم يا ماما مش قولتلك متناديش عليا غير لما دانا تيجى
خرجت دانا من الغرفه فهتفت ياسمين بسعادة / دندون
ثم أخذت السلم فى خطوتين وهى ترتمى فى أحضان صديقتها الغاليه وتقبل كل انش بوجهها والأخرى تضحك بصخب وسعاده / يا بت خلاص بقا جاتك القرف
هتفت ياسمين بسعادة / وحشتينى اووى يا دندون
ردت الأخرى بحب وهى تشدد من احتضانها / وانتى اكتر يا قلب يا دندون
هتفت ياسمين بسعادة / طب تعالى معايا بقا نروح لجدوا لأحسن قايلى من امبارح اول ما البت دندون تيجى أروح أقوله بسرعه
ذهبت معها للخارج هى و شذى وذلك الشاب الذى كان معها لقصر أحمد الشافعى ثم دقوا الباب حتى انفتح على مصرعيه فأخذت ياسمين تنادى بصوت عالى حتى هبط أحمد و محمد و زوجته فجرت دانا على جدها تحتضنه بحب فقال / وحشتينى اووى يا دندون
_ وانت وحشتنى اكتر يا قلب دندون
هتف بعتاب / كده يا بت يهون عليكى تبعدى عن جدك كل المُده دى
_ غصب عنى والله يا أبو حميد بس متقلقش دى أخر مره وهفضل قاعده هنا على قلبك لحد ما تزهق منى
هتف بحب / عمرى ما أزهق منك أبداً يا قلب يا ابو حميد
سلمت على جدها محمد و زوجته
ثم جلست معهم بأحضان جدها فقالت / جدو هى ماما سافرت ليه
قَصَّ عليها أحمد لما ذهبت والدتها للصعيد وبعد أن انتهى هتفت بتعجب / يعنى جدو عبدالرحمن كان عنده أخت واحنا منعرفش.. يعنى هو ليه أهل كمان
_ أيوه يا حبيبتي وهما عندهم شوية مشاكل وانتى عارفة مامتك صاحبتك واجب اووى
ربعت يديها امام صدرها وتكورت على الأريكه قائلة فى حزن / أيوه انا عارفه الواجب بتاع مامى أولىٰ عندها من بنتها، ده حتى اخواتى مش هنا علشان يستقبلونى ولا كأن ليهم اخت

أجنية بقلب صعيدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن