الفصل الثالث وثلاثون

491 12 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه

"واقذف بِسَهمِ الصبرِ كلَّ مُصيبَةٍ‏
والجأ لربِّ العرشِ واسجدْ واقتَرِبْ."

وَأَمْسَح عَلَى قَلْبِي أَنْ ضـعـفـت هِـمَّـتُـه  
أَقِمْه حَيْث تَرْضَى أَمِتْه حِين تَرْضَى رَبَّاه.

اللهم رحمة،
وتوبة،
ومغفرة،
وراحة،
وسكينة،
وسعادة،
وعفو،
وأمان،
وأطمئنان،
وهدوء،
وتوفيق،
ورضا؛
يلازمني حتى
حُسن خاتمتي
يا رب.!

____________________________________

بعد مرور أسبوع على تلك الأحداث
بمدينة بوسطن
يجلس على مكتبه حزيناً لم ألت إليه الأمور، بينما أمامه ملفات كثيرة للمراجعة، يعلم أن تلك الأعمال منتهيه ولكنه يريد شيء يشغل به تفكيره، رمى القلم من يده ونهض عن كرسيه واقفاً أمام زجاج المبنى الذى يطل على الشارع كاشفاً حركة مرور العامه ثم أخرج هاتفه يفر فى المواقع و الصور حتى أتته صوره لأخيه زيد وهو يرتدى معطفه الطبى واقفاً مع أصدقائه فى صورة جماعيه، ذهب لصفحة أخته يفر بها، وكالعادة لم تنزل صورة واحدة لها حتى، تنهد بحزن وهو يغلق الهاتف ويضعه بجيبه مره أخرى، لقد اشتاق لها و اشتاق لأخواته يتمنى ان يراهم و يجلس بينهم، مر أسبوع، اسبوع واحد فقط على غيابه عنهم وها هو الأن يحترق شوقاً لهم، حتى قاطعه دخول السكرتيرة وهى تقول / سيد زين
استدار لها فأكملت / الإجتماع جاهز سيدى وكل شيء كما طلبت
هز رأسه قائلاً / سأكون بالقاعة بعد خمس دقائق اتمنى ألا يوجد أخطاء بالعمل، تفضلى
رحلت السكرتيرة فى احترام بينما أخذ يضب أشيائه حتى يذهب للإجتماع

بغرفتها

لازالت تجلس حزينه وهى محتجزة لنفسها بغرفتها بعد رحيل أخيها عنها و للأن لا تعلم أين هو، لم ترى أحد و لم تكلم أحد و ترفض الطعام و الشراب، حتى جدها لا تحدثه فقد حملته ذنب ترك أخيها يرحل
دق باب غرفتها معلناً عن دخول جدها فاستدارت بجسدها الناحيه الأخرى، توجه لها ألبيرت وسحب مقعد جالساً امامها وهو يهتف بحنان / الى متى ستظلين هكذا صغيرتي، لقد مر أسبوع و للأن لا تريدي محادثتي، هل وجودى هنا يزعجك، هل أذهب، أخبريني
ردت بحزن قائلاً / لقد تركت أخي يرحل يا ألبيرت وتعلم كم أنا متعلقه به بشده ومع ذلك لم تمنعه
تنهد قائلاً / ما كان يجب أن أمنعه صغيرتي، لقد شعر بالحزن هو يريد فقط القليل من الوقت وحده لكى يعلم أخطاءه و يراجعها مع نفسه و صدقيني سيأتى هو وحده مجدداً، زين أيضاً يحبك و بشدة ولا يستطيع الإستغناء عنكي
_ هو لم يخطئ بشئ لقد كان خائفاً عليا وأنا لم اقدر ذلك
_ بلا صغيرتي ما تفعلية الأن خطأ، لا يجب أن تضعفي هكذا، تعلمين أن لكى أعداء كثيرة و بضعفك هذا سيستغلونك، لا يجب أن يعلم أحد أن إخوتكِ هم نقطة ضعفك لا يجب أن يكونوا هم أساساً نقطة ضعفك، دعيهم يعيشون كل لحظة حزن و ألم و محاربة للأمور معكي لايجب أن تبعديهم هكذا، يجب أن تعتمدي أنتي عليهم لا العكس، إخوتكِ بحالة حزن منذ ما حدث، لقد تركوا أعمالهم
هتفت بفزع / ماذا.. لما فعلوا هذا
_ هذا أفضل ما فعلوه، يجب أن يهتموا بأملاكهم يجب أن يخافوا على ما خسرتي عمرك و مستقبلك لأجله، يجب أن يحاربوا كل من يحاول أن يهدم تلك الإمبراطورية التى أفنيتي عمرك لأجلها، ألا تتذكرين حادثة حرق المخازن و كم الديون التى وقعت بها الشركه، لو لم يعلموا الحقيقه لكانوا باعوا احدى تلك الشركات لسداد تلك الديون الوهيمة وأول شيء جال ببالهم ماذا، أن يضحوا بما صنعتيه أنتي لانهم لم يتعبوا فيه صغيرتي، أنتي صنعتي رجالاً، لديكي قوة ليست لدى أحد استغليها، اجعليهم سندك بتلك الحياة لا تجعليهم يعتمدون عليكى بكل شيء، دعيهم يضحوا بمستقبلهم فداءً لأموالهم حتى يحافظوا عليه،
هيا صغيرتي انهضي معي وكوني قوية حتى لا يهزمك أحد، هيا

أجنية بقلب صعيدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن