بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه
ووحدتي وعدم احتكاكِ بك لا تعني أبدًا أني متعجرف ولا مغرور لمجرد أني لم أُحادِث الناس
.. قد تكون لدي مشكله في الحديث و الإختلاط
.. قد أكون أنا أفعل هذا للهرب من أحاديثكم السامه و الممله، ليس ضعفاً أبداً ولكنه تجنب لألم لا تحسبون مقداره
.. قد تعجبني وحدتي وأحبها
لا أنتظر من أحدهم أن يأتيني ويسألني " ما بك" فيكفيني حالي ومواساتي لنفسي
لا أريد التمثيل ولا الشفقه لمجرد رؤية دمعه أو حزن علي الوجه طفيف
فلي ربي وهو مهونٌ عليا أحزاني،شكراً للبُعد المريح.
بقلمي / رحمة مرعي " أنين الحياة "
________________________________________
عاشق جريح أدمتة بِ قساوتها حين رفضته للحب، و غبيه هو يعلم ذلك ولكن ما ذنب قلبه العاشق الذي وقع غريق منذ أول وهله أتت فيها للحياة، دق قلبه الملعون ليعلن عشقه وانها ملكه و تخصه ولا جدال في ذلك، و دائماً ما يكون للقدر رأى أخر فَ فرقهما الزمان ومازال علي عهده ثابت و كبرت هي لتنساه تماماً، صديقة طفولته و حبيبة قلبه أنساها الزمان اياه و لم تتعرف عليه، عذبتة بدون قصد و بقصد وعاش بسببها جريح، ظهرت وكاد أن يفرح فَ هذه بدايه جيده، ولكن دائماً لم يدم فرحه فَ قتلته هي بيدها و الأن تُكمل العذاب بِ الرحيل.
نهض عن كرسيه بمكتب عمله وهو يطرد تلك الأفكار عن عقله حتي لا يجن فَ دخل أصدقاؤه وهم ينظرون له فَ هتف عاصم / اي يا صاحبي لسه مفيش جديد
نظر له في حزن صامت فقال راجي مواسياً له / متقلقش يا سيف انشاء الله هتلاقيها الي اعرفه عن بنت عمك انها قوية و ميتخافش عليها
هتف سيف بقوة / بس انا بخاف عليها مهما كانت قوية انا بخاف عليها يا راجي انت متعرفهاش و مفيش حد يعرفها، عشر ايام مختفيه محدش يعرف مكانها ولا حصلها ايه واكيد حصل حاجه بينها وبين اخوها علشان تسيب البيت وتمشي ومش بس كده دي خدت كل حاجه تخصها وكأنها بتقول انها مش راجعه هنا تاني و الغبي زين مش راضي يتكلم و يقول اي الي حصل
( تنهد بتعب و رمي بثقل جسده علي الكنبة الوثيرة ) انا خايف ليحصلها حاجه وحشه فرح اعدائها كتير وانا قاعد هنا حاطط ايدي علي خدي مش عارف اعمل اي
جلس بجانبه راجي ومن الناحيه الأخري هيثم بينما احضر عاصم مقعد و جلس امامه فَ هتف هيثم / صدقني هنلاقيها و الشي الكويس لحد دلوقتي انها مش مخطوفه او مفيش علامه تدل علي كده معني ده انها في مكان ما بِ إرادتها
اكمل عاصم / انا عليا هقوم شوية ناس حبايبي مخبرين في السر كده يدورو عليها في مصر و بره مصر وبعدين يا سيادة المقدم انت معارفك كتير و الف مين يتمني انه يخدمك
اكمل راجي / وانا يا سيدي برضو مش هسكت و هقوم ناس حبايبي برضو اعرفهم بره مصر وانتم عارفين انا خدمت بره البلد كتير وليا معارف في كل دوله و يتمنوا يخدموني، شوية مواصفات بس هتتعرف علطول
اكمل هيثم بمزاح لتلطيف الجو / ومن ناحية المواصفات فهي مش محتاجه مواصفات اصلا دي مفيش زيها اتنين ( ثم لكذ سيف و غمز بطرف عينه مكملاً ) ولا انت اي رأيك يا صاحبي
ابتسم سيف ثم اعتدل قائلاً / انا مش عارف من غيركم كنت هعمل اي متشكر اوي يا رجاله علي وقفتكم جنبي
هتف ثلاثتهم في صوت واحد / كلنا واحد يا صاحبي
في قصر سليم مهران
هبط السته بعد أن أخذوا قيلولة قصيره لِ يتناولوا الطعام ثم يبدءون في عملهم فوجدوا وجهان جديدان يجلسان علي الطاوله وعلي ما يبدوا ان هذا العجوز هو جدهم والثاني احد أقربائهم جلس ثلاثة مقابل ثلاثة بجانب اولاد عمتهم فَ هتف زين معرفاً عنهم عندما وجدهم يجلسون في صمت قائلاً / جدي اعرفك علي فاليرو ديفيد فيتوريو وده أخوه فيجو و كلارك الصغير، وده أوجاستينو جون فيتوريو و فلافيو و فيليب الصغير ( أشاروا برؤوسهم علامة التحيه في صمت بينما أكمل زين قائلاً ) وده يا ڤال جدي عمران مهران كبير العيلة و عمي توفيق ابنه الأكبر و اولاده سيف و تامر ده و نور و زوجته سميه ، اما ولاء و ورد و مصطفي دول اولاد عمي فوزي الكبير
رد ڤال قائلاً ببرود / أهلاً بكم
فنظر عمران لزين بمعني ماذا يقول فَ رد / بيرحب بيكم يا جدي
هتف عمران / قوله يا مرحب بيه بيناتنا يا ولدي
بدءوا بتناول الطعام في هدوء حتي انتهي الجميع و خرج زين مع فاليرو للشركه و بدأ الشباب في رحلة البحث عنها لم يكلوا أبدا وقد جافي النوم أعينهم خاصة اخوتها فقد تدهورت حالتهم جداً خوفاً عليها ولولا وجود اولاد خالهم و عمهم بجانبهم لكانوا هلكوا.. رجع توفيق و زوجته للصعيد ومعه مصطفي وكان يتابع معهم الأخبار يوم بيوم بينما بقت الفتيات مع حنين ليعتنوا بها وكذلك رفض عمران أن يترك أحفاده في هذه الحالة و يذهب بينما سيف قد تأكله الخوف و القلق حتي تمكن منه ولم يراه أحد طوال تلك المده فَ كان من عمله لرحلة البحث عنها مر شهر علي غيابها وقد أمر البيرتينو أحفاده بألا يخطو خطوه خارج البلد بدونها وإلا لن يجعلهم أحياء و أصبحوا سجناء داخل تلك البلد الغريبه عنهم بينما أحدهم لم يكن قلقاً هكذا فَ من أول يوم له في هذه البلد كان يعلم مكانها،... علمت كوثر و بناتها بتلك المعضلة بعد أن أخبرتهم هنا ولم تستمع لِ تحذيرات والدها بعدم اخبارهم شيء بينما هنيه زوجة عمران و جدتها قد تملكها المرض بعد علمها بعدم معرفتهم لمكان حفيدتها خوفاً أن تكون فقدتها كما فقدت ولدها قبل ذلك فلم يتركها زين و اخوته و أحضروها للمستشفي الخاصه بهم و المسؤل عنها زيد وأصبحت تحت رعايته... غضب ألبيرتينو بشده علي أحفاده حتي أمر ولديه ديفيد و جون بأن يهبطوا مصر ولكن طمئنه فاليرو وأخبره بكل شيء يعرفه
في أحد الايام بعد مرور شهر علي غيابها
كان يجلس زين في مكتبه و يضع رأسه بين راحتي يده و دموعه لا تتوقف عن النزول فهو علي هذه الحال منذ أسبوع لا يذهب للبيت و يبيت في المكتب بينما كانت الوحيده التي تقضي معه وقت كثير هي (هنا) التي لم تتركه دقيقه وكانت تبيت في مكتبها مقابله له حتي لا تتركه وحيد وقد تعلق بها جداً فهي الوحيده التي لم تتركه في تلك الظروف و وجد بها حنان اخته التي افتقده منها بينما هي لم تبخل عليه أبداً فقد وجدت فيه طفل صغير وشخص قوي رغم كل ما عاشه كل تلك الفتره وجدت فيه نفسها التي كانت تائه منها ولم تخاف منه أبداً بل وتعاملت معه بكل أريحية بينما ابيها كان اكثر من سعيد بِ تغيرها هذا و كذلك يزد الذي تطورت علاقته بِ (جنا) التي لم تقطع زيارتها لهم كل تلك الفتره هي و والدتها و وقفت بجانبهم فَ أصبح لا يرى يومه من غيرها لا يعلم لماذا ولكن وجودها بجانبه أصبح هو اكلير السعاده له أما يزن و زيد فَ علاقتهم ببنات عمهم قد تطورت أيضاً
دخلت هنا المكتب بعد أن سمح لها زين وقالت بهدوء / بشمهندس زين في اجتماع النهارده الساعه...
قاطعها قائلاً وهو مازال علي وضعيته / الغي كل مواعيدي النهارده
هتفت قائله / يا بشمهندس مينفعش في اجتماع مهم النهارده و....
قاطعها صارخاً بحده وهو يخبط علي المكتب بقوة أفزعتها / قولت الغي كل المواعيد يبقا متراجعنيش في الكلام تاني و اخرجي بره مش عايز اشوف حد خالص ولا تدخليلي حد برررررررره
فزعت هنا بقوة وخرجت ودموعها علي خديها بينما تنهد زين بقوه وبعد قليل خرج وهو يقفل باب المكتب ورائه بقوة جعلت الاوراق بيدها تقع وهي تنظر لهيئته الغير مبشره بالخير تلك فلم تتواني ثانيه و أحضرت هاتفها ثم دقت علي يزد وعندما رد هتفت بقلق / يزد بيه الحق بشمهندس زين خرج من المكتب وهو غضبان جداً و لغى كل مواعيده النهارده وكان خارج بيجرى ارجوك شوفه ليعمل حاجه في روحه وحالته سيئة جداً تمام مع السلامه
اغلقت وهي تجلس امام مكتبها بعجز لا تعلم ماذا تفعل
بينما خرج يزد من مكتبه وهو يهرول فقابله أحد اصدقائه الذي خبط فيه فقال وهو يجري / اسف
هتف هيثم بصوت عالي / يزد استني في اي
لم يستمع له و أكمل طريقه ليلحق اخاه بينما دخل هيثم مكتب وقال / سيف يزد لسه خارج جري و تقريباً في حاجه حصلت لأني وقفته و مردش عليا
نهض سيف من مكانه وهو ينظر له وقبل أن ينطق انفتح الباب بقوة داخلاً من ورائه عاصم وهو يهتف بسعادة قائلاً / ابشر يا صديقي لاقيتها
هتف سيف قائلاً / هي مين دي الي لاقيتها
عاصم بابتسامه / فرح يا صاحبي
خرج سيف من خلف مكتبه قائلاً بلهفه / هي فين لاقيتها فين
عاصم / في المالديف
هيثم باستغراب / المالديف!! و عرفت امتي
عاصم / من يومين لما كنت في المهمه واحد حبيبي من الي بره شافها هناك ولما بعتلي تفاصيل شكلها عرفت انها هي وعلشان اتأكد خليته يصورهالي وطلعت هي فعلاً
اخرج سيف هاتفته ودق بعض الازرار وعندما اتاه رد قال / احجزلي علي اقرب طياره طالعه للمالديف بكره تمام ابعتلي التذكره بالبريد.. ثم أغلق الهاتف واخذ مفاتيح سيارته و نظارته وخرج بدون أن يسمع لأحد فيهم

أنت تقرأ
أجنية بقلب صعيدي
Chick-Litكُلٌ منا له ماضي، ولا حاضر بدون ماضي، و بدونهما فلا يوجد الإنسان، أحياناً كثيرة يكون الماضي مؤلم، و أوقاتاً قد يكون مُفرِح، ان كان الماضي مؤلم فلابد من المواجهه، إن لم تواجه ستظل مدي حياتك هارباً من واقع يطاردك وكأنك مجرمٌ يريد القبض عليه، صحيح أنه...