الفصل الثالث

1.2K 27 4
                                    

كان ليل طويل، كطول الدهر، في هذا السكون الذي يعم المكان و الظلام الدامس وكأن هذا القصر مهجور.
تجلس بمكتبها تتذكر الماضي، لما لا يريد الماضي أن يتركها بحالها لما دائماً عليها المواجهه ألا يمكنها أن تلوذ بالفرار أم أنه قرار محتوم لا مفر منه فأخذت تردد

" كُلٌ منا له ماضي، ولا حاضر بدون ماضي، و بدونهما فلا يوجد الإنسان، أحياناً كثيرة يكون الماضي مؤلم، و أوقاتاً قد يكون مُفرِح، ان كان الماضي مؤلم فلابد من المواجهه، إن لم تواجه ستظل مدي حياتك هارباً من واقع يطاردك وكأنك مجرمٌ يريد القبض عليه، صحيح أنه ماضي، ولكن الماضي والحاضر والمستقبل وصلة تسمي الواقع، أياً كان هذا الواقع "

ثم قالت بصوت عالي / لإيمتي هفضل هربانة، أنا مظلومه و لست ظالم لإيمتي هفضل خايفه علي شخص من سنين وهو بيدمرني ومع ذلك بسيبه، لازم يجي وقت المواجهه لازم أعرف منه هو ليه بيكرهني كده ليه عمل معايا كل ده زمان، علشان الفلوس؟!
طيب ما هو خد الفلوس الي عايزها والورث كله الي أصلاً من حقه، بس ده كان حق بابا
لإيمتي هفضل هربانه منه لازم يجي يوم و أواجه، و اليوم ده هيكون قبل ما يموت مش هسيب إخواتي ليه و لأولاده من بعده يقطعوا فينا من جديد
وقد حسمت أمرها بالسفر لابد وأن تسافر لابد وأن تراه، تحدثه، تستفسر عن كل شيء

في صباح يوم جديد، يوم حافل بكل ما هو شيق و مؤلم
كان قد وصل اخوتها للصعيد وهاتفتهم حين وصولهم وكانت الساعه الثالثه فجراً و بحلول الشمس رنت لتطمئن وقد أخبروها بتدهور حالته أكثر ولكنه رفض المكوث في المشفي وأراد الرجوع للبيت ومعه طاقم كامل من الممرضين والأطباء لمتابعة حالته وعندما أغلقت كانت قد جهزت حقيبتها للسفر، تعلم أنه ليس الوقت المناسب ولكن هاهو الماضي يتكرر ولكن في الظالم و يقتص منه الحق للمظلوم
مرت علي الشركات وأنهت بعض أعمالها ولم تخبر اخواتها بأنها أتيه لهم وبعد أن أتمت كل شيء ركبت الطائره و أقلعت بها مسافره الي مجهول هي لا تعلم هويته
في تمام الثالثه عصراً كانت قد وصلت لأراضي الصعيد، انتظرت قليلاً حتي أتوا بسيارتها وأخذتها وذهبت كانت تمشي برويه في شوارع هذه البلد، لم تأتي هنا منذ عشرون سنه ولكنها لازالت تتذكر البيت بعد سير لنصف ساعه وصلت أخيراً أمام هذا القصر المهيب، ظلت تنظر له وهي تتذكر الماضي لم يفقد رونقه بعد كل هذه السنوات، مازال محتفظاً ببريقه الخاص.
تقدمت من البوابه فوقف أمامها الغفير فقالت / لو سمحت قول لعمران أنسه فرح بره
الغفير بحده / وه عمران حاف اكده ومين انتي فرح
فرح / قوله فرح وخلاص وهو عارف
نظر لها الغفير بوقاحه ودخل وهو عينه عليها فكان الجميع يجلس بالأسفل في صالة القصر بينما نور كانت بالشرفه بغرفتها وعندما رأت سياره وفتاه بالأسفل ظلت تنظر لها وتتذكر أين رأت هذا الوجه حتي شهقت بحده و جرت للأسفل وهي تهبط السلم كان الغفير واقف أمام عمران يخبره بكل احترام / عمران بيه في واحده أجنيه بره عتقول انها فرح و تعرفها
فقالت نور وهي تهبط من علي السلم بسرعه وسعادة / دي فرح يا جدي فرح بت عمي سليم
فهب عمران واقفاً وكأنه شاب في العشرينات وقال بسعاده / دخيلها يا غبي موجفها بره ثم أشار بعصاه وهو يهم في الخروج / باعد من وشي يا غبي
ولكن أوقفه تامر قائلاً / جدي انت تعبان ثم توقف أمامه وكأنه يسنده هامساً في أذنه / ايه يا جدي عتبوظ كل شيء في لحظه اهدي
عمران بفرحة / مش قادر يا ولدي فراج (فراق) عشرين سنه كلاتهم
تامر بحنان / اهدي يا جدي هي خلاص بره بينا سنتيمترات ثم أجلسه بينما ذلك الواقف كان قلبه يدق عندما سمع اسمها يا الله لا يفصلهم سوي بعض الخطوات، لقد تنازلت وأتت الي هنا اذا فالمشوار ليس بصعب وحتي ان كان صعب سيخوضه لأجلها
دخلت فرح وكادت أن تطرق الباب ولكنه انفتح علي مصرعيه فوجدت أخواتها وتامر و عمها توفيق و فوزي و بعض الوجوه التي لا تعرفها ولكن نظرها وقع على جدها الواقف ويسنده تامر و شخص أخر بجانبه لا تعرفه، تقدم منها عمران بعد أن ترك تامر و مصطفي ووقف أمامها يتأملها بهيئتها لا يصدق أن حفيدته تقف أمامه وكأن ابنه هو من يقف أمامه بملامحها، ملامح والدها، أخذها عمران بأحضانه وهو يقول بلهفه / بتي حبيبتي، اتوحشتيني يا جلب جدك اتوحشتيني جوي
لم تحرك فرح ساكناً من مكانها بينما أخذها عمران من يدها تعالي يابتي تعالي يا حته من كبدي
استغربت فرح لمعاملته لها لما كل هذا الحب و المحير في الأمر أنه صادق، حب صادق
نادي عمران علي زوجته / هنيه يا هنيه، فرح وصلت تعالي
خرجت هنيه من المطبخ بلهفه وورائها صفيه وعندما رأتها بكت بفرح وجرت عليها تحتضنها بشده وهي تقبل كل انش بوجهها وتقول ببكاء و ضحك / فرح يا بتي، بت الغالي اتوحشتيني يا حبيبتي اتوحشتيني يا غاليه
جاءت صفيه وهي تقول بحب / بعدي يا اما عايزه احضنها فحضنتها صفيه بحب وهي تبكي بفرحه وعندما تركتها تقدمت نور قائله بحب / فرح يا حبيبتي ثم احتضنتها وهي تقول / اتوحشتيني جوي يا فرح واتوحشني لعبي معاكي من زمان ثم ابتعدت عنها وقالت بعتاب / اكده متجيش عندينا كل المده دي فنظرت لها فرح باستغراب فتدخل تامر وهو يحاوط اختها من كتفيها قائلاً بابتسامه / اهدي عليها يا نور مش كده ثم همس في أذنها / متنسيش انها متعرفناش واحده واحده لحد ما تعرفكم
تقدم منها عمران وأخذها من يدها / تعالي يا بتي أكيد انتي تعبانه من السفر
فنطقت فرح قائله / مش انت كنت تعبان و بتموت
فنظر لها عمران بدموع قائلاً بفرحه / ولما شوفتك باقيت زين انتي دوايا الي مستنيه من سنين ثم قال / هنيه حضري الوكل بسرعه البنيه أكيد جوعانه يالا شهلي
نطق زيد بحسره / داحنا ما اتعملش معانا كده
نظر له عمران شرزاً / اسكت يا ولد دي فرحتي
ابتعدت عنه فرح و تراجعت للوراء ثم قالت بجمود / أنا مش جايه أكل ولا اتضايف عندكم أنا جايه علشان موضوع محدد وبما انك كويس فاحنا نقدر نتكلم دلوقتي لأني هرجع مصر بكره
بهت وجه عمران وعلم ماذا تريد أن تقول فنظر توفيق لها ولوالدها ثم قال / ايه يا فرح دانتي حتي مسلمتيش عليا اكده ينفع يا بتي
نظرت له فرح باستغراب محاوله أن تتذكره وقبل أن يتكلم معرفاً عن حاله ابتسمت له وقالت / انت عمو توفيق صح
توفيق بسعادة / ايوه يا بتي، يا فرحتي طلعتي فكراني
تقدمت فرح منه وسلمت عليه بسعادة ولكنه أخذها بأحضانه فقالت له / أنا منسيتكش أصلاً بابا الله يرحمه كان دايماً يكلمني عنك، كان بيحبك أووي والي دخلت دي تيته هنيه ثم ابتعدت عنه وقالت / ايوه انا افتكرتها
نظر لها الجميع بسعادة فقال توفيق / تعالي بقا علشان أعرفك علي باقي العيله
أشار لفوزي قائلاً / ده عمك فوزي أخونا الكبير، نظرت له فرح بضيق وقالت باقتضاب بدون أن تمد يدها / أهلاً يا عمي فاخذها فوزي باحضانه بعد أن لاحظ نظرات والده له مرحباً بها باقتضاب حاول أن يداريه فابتعدت عنه فرح فاكمل توفيق / وده مصطفي واد عمك فوزي الكبير و لسه في جنه و ورد اخواته الصغيرين بس هما في الكليه مش اهنيه
ودي نورهان بتي الصغيره
نورهان بسعادة / قوليلي يا نور بس فابتسمت لها فرح
فأكمل توفيق / وده طبعاً تامر ولدي الوسطاني غني عن التعريف.. ثم أدارت وجهها لهذا الواقف بسكون والتي لم ينبث بأي كلمه منذ أن جاءت فقال / وده بجا سيف ولدي الكبير
وقعت عيناهم بأعين بعض وكأن العالم اختفي من حولهم ولم يبقا فيه سواهم ظلت تنظر له لم تعرف لثوان أم لدقائق أم لساعات، ظهر بعيناها بريق خاص و دق قلبها معلناً عن حياة جديدة، حياة من نوع خاص، بينما هو لم تقل حالته عنها فأخيراً حبيبته وعشقه أمامه يملي عيناه منها ولكنه لمح بعيناها تلك النظره، النظره التي أوقعته بها من أول مره، أقسم أن هذه ستكون قصة حب من النظره الأولي دق قلبه بعنف تمرداً عليه فابتسم سيف لتلك النظره فانتشلها من أفكارها قائلاً بصوته الرخيم الهادئ / أهلاً بيكي يا فرح نورتي عيلتنا
ردت بصوت متحشرج حاولت أن تخرجه طبيعياً و هادئاً / شكراً
أتت هنيه وأخبرتهم أن الطعام جاهز فذهبوا جميعاً للطاولة فسحبت فرح مقعد كادت أن تجلس عليه فأوقفها عمران قائلاً / تعالي اجلسي جنبي يا بتي
نظرت له فرح بغموض ثم قالت بجمود / هكون مرتاحه جنب اخواتي، شكرا ثم جلست علي مقعدها وبجانبها اخواتها الأربعة وكانت هي في الوسط بين زين و زيد و يزن و يزد ثم شرعوا في تناول الطعام في صمت تام
بينما سمعت نور وهي تهامس تامر أخيها قائلة بسعادة / أني مبسوطه جوي يا تامر أخيراً فرح باجيت وسطينا
تامر بمشاكسه / يابت اهدي هتخوفيها منك
نور بعبوس / وه عخوفها مني دأني عفسحها في البلد كلاتها و نجعد (نقعد) نتسامر سوي لطلوع الفجر
ضحك عليها تامر بخفه بينما ابتسمت فرح وهي مازالت تنظر في طبقها، وهذه العيون تري كل حركه تفعلها ولم تنزل نظرها من عليها ويبتسم لإبتسامتها يا الله كم يعشق هذه الجميله الأجنيه
بعد أن انتهوا من تناول الطعام قامت بهيه و توجهت لفرح قائلة / تعالي يا حبيبتي عفرجيكي علي غرفتك و تجعدي ترتاحي من السفر
فرح / متقلقيش عليا يا تيته أنا كويسه مش بتعب من السفر
هنيه بسعادة لنطقها هذا اللقب / وماله يا حبيبتي لازمن ترتاحي شويه
فنطق زيد بمشاكسه / وأنا يا تيته مش هتاخديني علي غرفتي أرتاح أنا كمان ولا هي ست فرح الي باقت علي الحجر
نظرت له بهيه بغرور / وه طبعاً مش بت الغالي
يزد بغيظ / انتي ليه محسسانا اننا ولاد أبو عوف ما احنا ولاد ابنك الغالي برضو
نظرت لهم فرح بغرور ثم قالت وهي تعلق يدها بيد جدتها / يالا يا تيته أصل العيال دول حسادين أوي ليحسدونا ثم أخرجت لهم لسانها بطفوليه و صعدت مع جدتها بينما ضحك الجميع عليها
فقالت نور / الله دي طلعت خفيفة الدم كمان
نظر لها الجميع ثم انفجروا في الضحك
بينما في الأعلي رأت فرح غرفتها و أعجبت بها وكانت تطل علي الحديقه الخلفيه للقصر وعلي مرأي الأراضي الزراعيه الخضراء و جنينه واسعه جداً تملؤها الأشجار والنخيل وفي الوسط شق مائي طويل ظاهر للعين فقالت فرح بانبهار / واوووو يا تيته المكان هنا يجنن و جميل أووي
بهيه بخبث / طبعاً يا بتي تعرفي إن الدور ديه في القصر هو الي بيطل علي المنظر الجميل ديه و كمان ما فيهوش غير غرفتك وغرفه كمان
لم تعلق فرح علي الحديث بل ظلت تنظر لهذا المنظر الجميل المبهج ثم تحدثت قائله / قوليلي يا تيته أنا طول عمري أعرف ان الصعيد دي عباره عن صحراء بس الي شيفاه قدامي ده عباره عن حته من الجنه علي الأرض
صمتت هنيه وهي تتذكر الماضي قالت بنظره حزينه جعلت فرح تستدير و تنتبه لها / تعرفي مين الي زرع الجنينه دي...
أبوكي... أبوكي كان يحب الخضرا جوي علشان اكده من صغره هو الي كان يزرع الجنينه دي لحد ما كبر و سافر كان يجي اهنيه و يرعاها و بعد ما اتوفي جدك عمران هو الي وسِعها بالحجم ديه
أدمعت عيناها حزناً علي فراق والدها الحبيب فقالت / ربنا يرحمه ثم رفعت وجهها للسماء و هبطت دمعه من عيناها وقالت / نفسي أتلاقي بيه، مستنيه اليوم ده بفارغ الصبر، اليوم الي يجمعني ببابا و ماما وحشوني أووي
أدارتها لها هنيه وقالت بعتاب / ليه عتقولي اكده يابتي بعد الشر عليكي يا حبيبتي ربنا يخليكي لينا و يديكي طولة العمر
فرح بابتسامة هادئه / الموت علينا حق يا تيته عمره ماكان شر مهما عمرنا طال و عيشنا من العمر سنين هتفضل أرواحنا أمانه ربنا و بيجي يوم و بيستردها، كلنا بنموت محدش فينا هيفضل حي، تعرفي يا تيته الموت أرحم بكتير من الحياه دي
الموت راحه كبيره أووي يا تيته
هنيه بعتاب / ليه عتقولي اكده يا بتي، أنا ما أجدرش علي فراجك كفياكي سنين كتير اووي فارجتينا (فارقتينا) فيها
صمتت فرح قليلاً ثم قالت / كل شيء بأوانه حلو يا تيته
علمت هنيه مقصدها فلم تريد أن تضغط عليها فقالت / أسيبك أنا يا حبيبتي ترتاحي الليل جرب يطلع، ثم تركتها و ذهبت بينما وقفت فرح تشاهد غروب الشمس من خلال هذا المشهد الرائع، ظلت واقفه لوقت كبير جداً ولم تلحظ هذا الواقف قبالتها فانتشلها من تأملها قائلاً / منظر جميل مش كده
فانتبهت له فرح واستدارت وعندما رأته ابتسمت تلقائياً ثم قالت بابتسامه / سيف... ااااه يا الله لم أعلم أن اسمي جميل هكذا من بين شفتيها
فقال سيف / اه أنا
فرح / هي الغرفه الي جنبي دي ليك
سيف / اه و الجناح ده كله بتاعي أصلاً
فرح / حقيقي تيته مقالتش ليا كده... أنا لو هدايقك هطلب منها تشوفلي غرفه تانيه
سيف بعقله / تضايقيني ايه بس دانا لو طولت أنيمك في أوضتي هعملها... ثم قال لها بابتسامة / لأ خليكي براحتك
فرح باصرار / لأ صدقني أي غرفه مش هتفرق معايا أصلاً اقامتي هنا مش هتطول
سيف / ليه انتي ناويه تمشي
فرح بتلقائية / أيوه انشاء الله هسافر مصر بكره لأن الشركات مقدرش أسيبها و إخواتي الأربعة هنا
سيف بتلقائية / اخواتك يمشوا عادي وانتي استني
نظرت له فرح ثم انفجرت في الضحك بينما هو تاه في ضحكتها فقالت بعد أن تمالكت نفسها / لأ مقدرش هما لا يعتمد عليهم في شيء أصلاً و كمان أنا مسافره مؤتمر في لندن الأسبوع الجاي فبحضرله
صمتت و نظرت له وهي تبتسم بسعادة ثم قالت بمرح / ايه رأيك نتعرف علي بعض من جديد، أنا حبيتك جداً و شكلنا هنكون أصدقاء
ماذا قالت.. أحبته؟ فليقرصه أحد... يا الله حبيبته تقول لقد أحبته... ولكن ماذا تقصد بأصدقاء لا لن يحدث ولكن فليسايرها الأن
فمدت فرح يدها قائله / أنا فرح سليم، 27 سنه، سيدة أعمال و انت
نظر سيف ليدها ثم أمد يده ممسكاً بكفها الصغير وعندما لامسها وكأن كهرباء صعقت كليهما فقال / أنا سيف توفيق، 31 سنه، ضابط مخابرات
شهقت فرح بصدمه وقالت / حقيقي انت ضابط مخابرات، انت متعرفش قد ايه أنا بحب الضباط دول جداً، تعرف إن يزد حققلي حلمي فيه لما دخل الشرطه وبقا ضابط مخابرات
سيف بابتسامة / أيوه عارف
قفزت من مكانها ثم وضعت كلتا يداها علي سور البلكون الفاصل بين الغرفتين واقتربت منه بشده قائله بطفوليه / تعرف إني أعرف أنواع الأسلحه بحالها و استخدامتها و كمان أنا ماهره جداً في استعمال السلاح بجميع أنواعه
فاقترب هو الأخر منها وقال بخبث / بجد
فرح / بجد... ظل ينظر في عيناها الرصاصتين تلك التي يحيطهم هاله غريبه و فريده من الجمال بينما هي أخذت تنظر في عينيه بعمق، هذه العيون تخفي الكثير، تري عيون عاشق عيون مليئه بالحب، ومن يا تري تلك المحظوظه التي يحبها هذا الرجل ثم قالت / عيونك فيها حب غريب
حمحم سيف وابتعد عنها يا الله ستكشف أمره أو هي كشفته حتي ثم قال بارتباك وهو يداري نظراته / قصدك ايه
فرح / ممكن أسألك سؤال لو مش هرخم عليك يعني
سيف بابتسامة / اسألي كل الي في نفسك
فرح بسرعه / انت بتحب
نظر لها لفتره من الصمت ثم تنهد بحب و أدار وجهه للأمام ثم قال بنبرة عاشق / أنا بعشق، متيم بالعشق من يوم ما اتولدت وهي ليا وأنا بقول للعالم كله انها ملكي
لا تعلم لما ألمها قلبها و لما هي أصبحت حزينه جداً هكذا، أحست بتهشم شيء بداخلها، حب مات قبل أن يولد
حب!! لقد رأته للتو، اهدأ يا قلبي ألا تري انه عاشق و يالا حظك البائس أحببت من يعشق هزت رأسها وهي تقول أنها معجبه فقط به وليس حب لا يمكنها أن تحب
أفيقت علي صوته وهو يقول / فرح روحتي فين
فرح / هااه اه سرحت بس شويه ثم ابتسمت قائلة / ربنا يهنيكم ببعض أكيد هي محظوظه جداً بشخص زيك،... أنا هدخل أرتاح شويه باي، ثم تركته و دخلت، دخلت وبها شيء جديد، شيء لا تعلم ماهو هويته، شيء جميل و مؤلم
توضأت و أدت فروضها ثم أبدلت ثيابها و نامت، تذهب لعالمها الوردي.مع أبيها و أمها العالم التي تهرب فيه من ألم الدنيا و متاعبها

_________________________________________
الأحد _ 22 مايو
4:12 عصراً

أجنية بقلب صعيدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن