الفصل الثاني والعشرين

619 17 0
                                    


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد

يا ليتني كنتُ طيرًا في العراء،
فلا ذنبَ عليَّ ولا الآثام تحويني٠


___________________________________

نظر يزد لأخيه بصدمه وهو يراه بتلك الحاله فجري له وجلس بمستواه قائلاً بتردد خائفاً أن يكون ما يفكر فيه صحيح / زيد.. مالك.. اوعي يكون..
هتف زيد بجمود / هو.. هو الي بتفكر فيه يا يزن..  الموضوع يخص فرح
جلس بجانبه يزن هاتفاً بقلق / مالها فرح.. انت مخبي عننا اي يا زيد
نظر لإخوته الإثنين وقد بدأت عيناه تذرف الدموع وهو مازال لا يشعر بنفسه قائلاً بتوهان / فرح متشوهه
ما الذي يقوله هذا المعتوه، صدمة وقد أحلت عليهم، وكأن أحد صب فوق رؤوسهم ماء مغلية جعلت عقولهم تطير من هول ما يسمعون
هتف يزد قائلاً / انت بتقول اي
هتف مره أخري بحده / الي بقولك عليه، الي سمعته، اختك متشوهه
نظر له يزن و تامر برعب فهتف تامر قائلاً / تقصد اي
قص عليهم زيد كل ما رأه وكل ما كان يفكر فيه وهو يربط كل تلك الخطوط ببعضها

ثواني وكان يزد يسير بممرات المستشفي وغضبه كالجحيم لا يري أمامه حتي وصل أمام غرفة أخته و ورائة زيد و يزن و تامر يحاولون منعه فدخل وأغلق الباب خلفه بحده من الداخل ففزع سيف لحركته فقد كان نائماً بسلام بجانبها هتف بحده قائلاً / اي يا طور انت داخل كده ليه
هتف يزد بجحيم قائلاً / اطلع بره يا سيف حالة جدك صعبه
نظر له سيف بخوف قائلاً / ماله جدي
هتف يزد بهدوء محاولاً إخراجه بهدوء / شكله تعب من كل الي بيحصل
فزع سيف وتقدم للباب بسرعه و ورائه يزد وما أن خرج أغلق الباب في وجهه بحده و تربس من الداخل فوجد يزن و زيد وتامر والجميع يقفون في قلق فهتف قائلاً / هو في اي
توجه زيد ناحية الباب وخبط عليه هاتفاً بحده / افتح يا يزد مينفعش الي بتعمله ده
لم يرد عليهم يزد بينما البقيه لا يفقهون شيئاً
كان يتقدم بخطوات بطيئه يتمني أن يكون حديث أخيه كذب، توجه لها ثم رفع شعرها عن رقبتها فرأي ما كان يخشاه، علامات تشوه بشعه تزين رقبتها بوضوح، أدار ظهرها له وهو يضع يده علي كل علامه موجوده وعيناه تزداد احمرار و غضباً، سحب سستة الفستان حتي بان ظهرها أمامه بوضوح فرجع للخلف بحده وهو يرى بشاعة المنظر أمامه، اهتز جسده بعنف غضباً مما يراه، كيف هذا ومن تجرأ وفعل بها كل هذا ومنذ متي، لا يصدق ما تراه عيناه، صفع نفسه بحده عله يحلم و يفيق من ذلك الكابوس ولكن أبت أن ترحمه نفسه، تقدم منها مره أخري وهو يضع يده علي تلك العلامات، انها ليست مجرد علامات، بل انها خطوط طويلة بطول الظهر تدل علي علامات سوط، جروح قديمه متحجرة و ميته رُسمت كلوحه بشعه علي ظهرها تفنن صانعها لاخراج ما فيه من بشاعة و أذي علي جسدها لتبدو في النهاية بهذا المنظر الذي يغضب أن يراه قلب و تنفر منه عين....
عدل أخته مجدداً و رفع عليها الغطاء ثم أهداها قبله علي جبينها طويله باثاً فيها كل ما يحمله من مشاعر ألم تجاهها، ثم تقدم للخارج مره أخري وهو مازال يسمع صراخ أخيه له و توعده و سبه له حتي يفتح الباب و يخرج، حتي أدار المقبض ثم خرج بسرعه وهو يغلق الباب خلفه مجدداً و مازال يضع يده علي المقبض، نظر لهم بعيون حمراء تشع كرهاً و حقداً بينما تقدم منه سيف وهو يمسكه من ملابسه هاتفاً فيه بحده / كنت بتعمل اي جوه يا حيوان
نظر يزد لجده ومازال علي وضعه قائلاً بصوت مخيف / أنا عايز أعرف فرح كانت عايشه مع مين بعد موت أبويا
نظر له الجميع باستغراب بينما هو هتف بحده جاعلا اياهم ينتفضون / انا عايز اعرف هي كانت عايشه مع مين لما ابويا مات واحنا كنا فين ومين كان بيرعاها، انطق يا عمران بيه
هتف عمران باستغراب / ايه الي جاب السؤال ديه علي بالك يا ولدي
رد يزد بنفس النبرة المخيفه / أنا بسأل سؤال واضح مين الي كان بيرعاها وهي صغيره
هتف عمران بحده / انا معرفش ايه الي جلب حالك اكده انت و اخواتك بس الظاهر ان الموضوع كبير وأني مش هجاوبك غير لما أعرف فيه اي، وايه الي بيجرى اهنيه
هتف يزد قائلاً / تمام اتفضل معايا يا عمران بيه وانت هتعرف اي الي بيحصل هنا
تقدم امامه عمران بينما أدار يزد المقبض فأمسك زيد يده قائلاً / متعملش كده يا يزد
هتف يزد بكره / لازم يشوف و يعرف الي بيحصل علشان لما انتقم يبقا خلصان حقي
هتف توفيق بحيره / انتوا بتتكلموا عن اي و انتقام اي الي عايز تاخده
هتف يزد بشر / انتقام لحق اختي، انتقام لكل الي حصل فيها
أدرا يزد المفتاح وفتح الباب قليلاً ولكن أمسكه زيد هاتفاً فيه بقوة / مش هسمحلك تعمل كده
دفعه أخيه بقوه وهو يهتف بغضب / ابعد عن وشي
تقدم منه زيد باندفاع ناوياً أن يضربه ولكن أمسك به يزن و تامر فهتف بقوة / سيبوني، انتوا مش عارفين المجنون ده هيعمل اي، ابعدوا عني
هتف يزن بهدوء / انسي يا زيد، يزد خلاص مبقاش هو، مش هتقدر تمنعه
نظر له و تراجع للخلف بينما دخل يزد ومعه جده الذي بدأ القلق يتسرب قلبه...

أجنية بقلب صعيدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن