الفصل الخامش عشر

680 17 2
                                    

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه

‏"له نورٌ يعلوه ؛ كأن الشَّمسَ تَجري فِي وجهِه"
الرَافِعي في وصف النَّبي ﷺ. 💛

مطالب الحياة تجعلني أَعْدُلْ عن أشياء أعشقها و أتمناها فكم من مرة قست عليا في أبسط الأشياء لِ الحصول علي أشياء أخري، لم تأتي مرة  تمنيت أن أوتيها.

_ رحمة مرعي

_____________________________________

بعد مرور أسبوع علي تلك الأحداث
لم تذهب فرح للشركة بناءً علي طلب اخوتها و قررت أن تستريح قليلاً من العمل و غمرت الصغيرة بحنانها و حبها و أدمجتها في عالمها بينما تأزمت الأمور بين اخوتها و أبناء عمها و خاصةً تامر وهي بدون علم بتلك الأحداث و ذلك العاشق الذي قرر البحث في قضية عمه  من جديد بدون علم أحد فَ علي ما يبدو ان الامر كبير جداً 

في أحد الأيام
كانت تهبط من علي الدرج الداخلي للقصر وهي تتحدث بِ هاتفها / كلا لقد سئمت من جلوسي في البيت لي أسبوع لم أخرج منه.            أجل سأذهب اليوم للشركه
كلا يا عزيزي لقد تركت اخوتي اسبوعاً واحداً في الشركه ولم يستطيعوا أن يديروها جيداً  وجميع المسؤلية تقع علي عاتق زين و تامر               سأعلمهم درساً هؤلاء الأوغاد لن ينسوه                            حسناً ڤالي سأحدثك في ما بعد
الي اللقاء
أنهت مكالمتها و نادت علي جميله وعندما اتت قالت / انا رايحه الشركه هي سوسو راحت المدرسه
جميلة / ايوه الشوفير وداها
فرح / تمام متخليهوش يروح يجيبها انا هجيبها وكمان هنتغدا بره النهارده متعمليش حسابنا في الغدا واخواتي كمان
جميلة / ماشي يا حبيبتي ربنا يخليكم لبعض يارب
فرح / اللهم امين يا جوجو يالا سلام
رحلت وبعد دقائق  وصلت للشركه هبطت و ترجلت للداخل والجميع يرحب بها بشده و كأنها كانت برحله طويله فهم يحبونها كثيراً وعندما وصلت للأعلى وجدت تامر يخرج من مكتب زين متوجه لمكتب حنين و يبدوا انه غاضب ولم يراها فذهبت ورائه لتعلم ما به ولكنها استمعت له قبل ان تدخل وهو يقول بغضب لزوجته / انا خلاص يا حنين مش قادر استحمل الطريقة المقرفه الي بيعاملني بيها دي.. ده مش زين الي اعرفه بقاله اسبوع علي هذا الحال وعمال اقول معلش يمكن علشان ضغط الشغل بس لحد كده وخلاص ده حتي اخواته بيعاملوني بنفس معاملته ليا انا مش فاهم في اي انا هقدم استقالي و...
قطعت فرح حديثه بدخولها وهي تقول / اي الي حصل لكل ده يا تامر
نظر لها وهو ينفث غضب من عينيه و اذنه بينما قالت حنين بابتسامه / فرح اهلاً بيكي نورتي شركتك من جديد
نظرت لها فرح وقالت بغضب / انتي بتعملي اي هنا
نظرت لها باستغراب وقالت / يعني اي بعمل اي بشتغل يا فرح
هتفت بغضب / بتشتغلي يعني اي انتي نسيتي انك حامل وانك مينفعش تقومي من السرير وبعدين فين السكرتيره الجديده
ابتسمت لها حنين ببشاشه و قالت / تعالي بس اقعدي كده وخدي نفسك
جلست بالمقعد المقابل لتامر وقالت بهدوء يتنافي تماماً مع الغضب الذي كان يحتلها منذ دقائق / قبل ما ادخل في موضوع حنين قل لي موضوعك واي حكايه الاستقالة الي عايز تقدمها دي
هتف تامر بضيق / مفيش حاجه يا فرح
ردت بنبرة غاضبه / يعني اي مفيش حاجه و تقديم استقالتك الي كنت بتتكلم عنه من شويه ده اتكلم علطول وما تجننيش
صمت لثواني ثم تنهد بحزن وأخذ يقص عليها ما حدث من اخوتها ومعاملتهم له بجفاء و حده..  تنهدت بضيق فهي كانت تعلم ان اخوتها لن يمرروا هذا الأمر ولكن هؤلاء الاغبياء سيهدمون ما تبني فيه لسنين...  نهضت عن كرسيها وقالت بهدوء ينافي عاصفة الغضب بداخلها والتي ستعصف باخوتها / قوم يا تامر خد مراتك و روح ارتاح شوية وهدي اعصابك
( ثم وجهت حديثها لحنين هاتفه بحده )  وانتي اخر مره اشوف هنا انتي فاهمه ولا اشوفك قايمه من سريرك حتي وانا هاجي بالليل اتعشا معاكم يالا من هنا
نظر لها تامر في هدوء فهو يعلم فرح لن تمرر فعلة اخوتها علي خير قائلاً / فرح متتخانقيش مع اخواتك علشاني هما...
قاطعته قائلة بحده / هما مش اولي منك و اوعي تكملها انت غلاوتك عندي زيهم واكتر منهم كمان يلا خد مراتك و امشوا مش عايزه اكرر كلامي تاني
ثم تقدمت امامهم ووقفت امام باب المكتب منتظره خروجهم فَ تنهد الاثنان فهم يعلمانها جيداً فَ خروجوا من المكتب لخارج الشركة تماماً وعندما رحلوا توجهت لمكتب اخيها وعلامات الغضب رسمت علي وجهها باتقان شديد ثم دفعت الباب بحده جاعله اياه يصطدم بعنف بالجدار فَ نهض زين عن مكتبه في فزع وكاد ان يسُب صاحب تلك الحركه ولكنه وقف مكانه وانعقد لسانه وهو يرى بركان نشط امامه فقال بهدوء و نبرة شابتها الخوف / ف.. فرح اهلاً ن.. نورتي الشركه اي ايه الي جابك
تقدمت تجاهه بخطوات زرعت بداخله الرعب ثم امالت بجسدها امامه علي المكتب قائلة / اي الي عملته انت و اخواتك
زين باستغراب / عملنا اي
فرح بهدوء مرعب / عملتوا اي...  اممممم..  اقولك عملتوا اي
بتعاملوا تامر علي اساس انه خدام عندكم و تكلموه بتعالى وروح وهات و اعمل ده من غير كلام ومن غير ما تسأل وأهنتوه ده غير مراته الي حامل و المفروض متقومش من السرير خليتها تيجي تشتغل و تتعب والبهوات التانين رموا شغلهم عليه ولا كأنه شغال عندكم
رد زين بهدوء قائلاً / ما هو فعلاً شغال عندنا
خبطت علي المكتب بيدها بعنف قائلة / تامر ليه نص الشركه دي و متنساش ان انا وهو الي تعبنا في الشركات دي والشغل ده كله علشان نبني الامبراطوريه دي كلها و تيجي انت النهارده حتة عيل لا راح ولا جيه يقول ده شغال عندك ده في احلامك الكلام ده..  انت الي شغال عنده مش هو
هتف زين بغضب / لا مش شغال عنده والشركات و الامبراطوريه الي انتي بتقولي عليها دي فلوسنا احنا و مالنا احنا ولو كنت انا اعرف ان عمه عمل فيكي الي عمله ده كنت رميته بره الشركه كلها ذي الكلب
هتفت بحده و غضب / اخرس قطع لسانك دانت الي كلب و هتخرج من الشركه دي وما اشوفش وشك فيها لا انت ولا اخواتك انت فاهم
رد عليها بنفس النبرة / لا مش هاخرج يا فرح ولو عايزه تخرجي اخرجي ده مالي وحقي وحق اخواتي ومش هخرج منه علشان خاطر واحد ذي ده
نظرت له بهدوء لثواني ثم قالت بنبرة حزينه / عندك حق ده مالك انت واخواتي وانا هخرج مش بس من هنا انا هخرج من حياتكم كلها لأن الظاهر كده ان انتم مبقيتوش تحتاجوني في شيء انتم كبرتوا و بقيتوا رجاله
ثم خرجت وهي تسير بخطوات سريعه فَ سَبَ زين نفسه علي غبائه وما قاله لأخته وذهب ورائها وهو ينده عليها بصوت عالي ولكنها لم تعيره اهتمام وركبت سيارتها وقادتها بأقصي سرعة فصرخ زين بصوت علي باسمها وهو خائف ان تفتعل حادث وهي بهذه الحاله
فَ أخرج هاتفه و رن علي يزد وعندما اتاه الاتصال قال بخوف / الحقني يا يزد مصيبه
يزد من الجهه الأخري / في اي يا زين
زبن / مش هينفع اقولك في الموبايل تعالالي في الشركه حالاً

أجنية بقلب صعيدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن