الفصل_الثالث_والثلاثون

18.8K 709 81
                                    


#الدهاشنة3....(#وخفق_القلب_عشقًا..)

#الفصل_الثالث_والثلاثون...

إهداء الفصل للقارئة الجميلة/ ملك محمود، شكرًا جزيلًا على دعمك المتواصل لي، وبتمنى أكون دائمًا عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة 💙)

عقلها كان مشتت بين تلك الذكريات التي تهاجمها، والأغرب بأنها لا تعود لأحدًا أخر، بل خاصة بها هي، فكيف وهي لا تتذكر ذلك، فلم يسبق لها أن قادت سيارة بنفسها، كانت "ماسة" في تلك الحالة مشوشة للغاية، فلم يكن الطبيب مخصص لحالتها فبرع بمجاله حينما أخبرهم بما يخص جنينها الذي أتم عهده الخامس، ولكنه لم يستطيع أن يفيدهما حينما أخبروه عن حالتها، ونصحهم بزيارة طبيبها المتخصص، فاتبعه "بدر" للخارج وهو يشكره بإمتنانٍ ، أما "يحيى" فالقى بثقل جسده على الخزانة من خلفه، ليكتفي بتأمل "ريم" وهي تناولها الدواء، ثم جذبت الغطاء عليها ورحلت من الغرفة بعدما شيعته بنظرةٍ حزينة، دنا منها "يحيى"، ثم جلس لجوارها على الفراش، فوجدها تتطلع إليه بصمتٍ على غير عادتها، فبدأ هو بمناغشتها حينما قال:

_في حد بيتعب بيبقى زي القمر كده يا ماستي!

وجدها لا تعايره أي انتباهًا لما يقول، بعد تطلعت إليه نظرة ساكنة، صافية، تتبعتها سؤال جعله في حالةٍ من الصدمة:

_هو أنا بعرف أسوق عربية يا يحيى!

السيطرة على صدمته كان أمرًا لا يستهان به، فاستحضر هدوئه وهو يسألها باهتمامٍ:

_ليه بتساليني السؤال ده؟

كان هناك شيئًا لا يستطيع فهمه، طريقتها بطرح سؤالها والحديث معه كانت أكثر اتزانًا من حوارها الطفولي، وكأنها كبرت عدة أعوام، حتى وإن لم تهيأها للعودة لطبيعتها، ولكنها اشارة جيدة بأن ما تتذكره من طيف ماضيها يدفعها لاستعادة ذاتها، اتكأت"ماسة" على الوسادة لتجلس بشكلٍ مريح ثم قالت بحزنٍ:

_أنا بقيت بخاف من اللي بشوفه يا يحيى، بشوف حاجات غريبة ووحشة، بشوف ماسة قدامي وشكلها غريب وبتعمل حاجات غريبة.

خاب ظنها في سماع اجابته السريعة التي ترضي فضولها على الدوام، ولكنه كان متخبطًا لا يملك ارشادات تمنحه تصرف مفروض بما يفعله معها مثلما يتلقى من طيبيها، لذا كان حائرًا للغاية، وبعد فترة من صمته، أجلى صوته المنقطع قائلًا:

_يمكن يا حبيبتي ده حلم!

قوست حاجبيها وهي تجيبه بشكٍ:

_بس أنت قولتلي أننا بنحلم وإحنا نايمين بس!

ابتسامة زرعت على معالمه المرتبكة، فضمها لصدره وهو يطبع سيل من القبلات على جبينها، ليهمس بحنان:

_صح يا روحي، كلامك صح.

رفعت ذراعيها لتتشبث به، فبات مندهشًا من تلقائية فعلها الذي يعود لسابق ما تفعله، فابتسم بفرحةٍ وهو يشدد من ضمها وبداخله الف رجاء وتوسل بأن تكون مؤشرات عودتها، فقد طال انتظاره ولم يمل بعد، مازال يترقب عودتها في شوقٍ ولهفة.

الدهاشنة ...3.. وخفق القلب عشقا ... للكاتبة آية محمد رفعتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن