#الدهاشنة3....(#وخفق_القلب_عشقًا.)
#الفصل_الرابع_والثلاثون.
إهداء الفصل للقارئة الجميلة/إلهام سيد ، شكرًا جزيلًا على دعمك المتواصل لي، وبتمنى أكون دائمًا عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة 💙)
تمنت من كل قلبها لو استدار مرة ليتطلع عليها، عل قلبه القاسي يرق لها، ولكنه استكمل طريق دون أن يعبئ بها وبصراخ قلبها المسكين، تركها تواجه نظرات تلك المرأة الحاقدة، تركها تنازع في مكانٍ لا تعلم به أحدًا سواه هو... سوى من ألقى بها بالجحيم، ذاك الذي وهبته قلبها ونفسها وأغلى ما تمتلكه المرأة من لباس العفة، ليتها كانت تملك بعض القوة لتنهض على قدميها فتلحق به للأعلى، ولكنها عاجزة حتى عن الحركة التي قيدتها، ابتلعت "روجينا" ريقها الجاف بصعوبةٍ بالغة حينما نهضت "فاتن" عن مقعدها لتدنو منها، فتراجعت للخلف بخوفٍ شديد بينما انحنت الاخرى لتمتم بكلماتٍ ناقمة:
_اوعاكي شيطانك يلعب بيكي وتفكري تهربي، ده قبرك الاخير ومفيش ليكي غيره.
ثم ابتسمت وهي تسترسل بسخريةٍ:
_وتبقى هبلة لو فكرتي ان ولدي هيبصلك ولا كان هيحبك.
ولطمت بيدها على صدرها وهي تخبرها بغنجهيةٍ:
_أني اللي ربيته وربيت جواه الكره لعيلتك كلتها، ومن سابع المستحيل انه يحب المرة اللي عيلتها كانت السبب في موت أمه.
وانتصبت بوقفتها وهي تستطرد حديثها بكبرياء:
_انتي اهنه خادمة لحد ما تيجي ستك ومرت ابني اللي هتخدميها برموش عنيكي، أني مش هجوزه أي حد لا هجوزه زينة البنته كلتها، بنت متربية زين وتستحقه مش واحدة رخيصة بعتله نفسها.
ترقرقت الدموع بعينيها وهي تستمع لتلك الاهانات اللازعة، فالمرأة هي التي تجبر الجميع على احتراماها حينما تكن عفيفة وتصون ذاتها، حينها سيحترمها الجميع، كيف ستحتمل تلك المعاملة المهينة في هذا المنزل، والأهم من ذلك كيف ستتحمل رؤيته وهو يتزوج أخرى، الأمر بأكمله عذاب حتى وان كان مصنف فبالنهاية يتشارك بالوجع، صعدت "فاتن" الدرج وهو تخبرها بحزمٍ قاسٍ:
_اتخمدي في أي حتة لحد بكره الصبح، ويا ويلك لو صحيت من نومي وملقتكيش محضرة الفطار هسلخ جلدك.
انتفض جسدها حينما استمعت لصراخها وأوامرها القاتلة، فضمت جسدها اليها وهي تبكي بانهيارٍ، اشتاقت بتلك اللحظة لعائلتها، ودت لو احتضنتها أمها، تمنت لو كان أخيها لجوارها فمن المؤكد بأنه لن يسمح لأحدًا باهانتها، تذكرت كيف كان يخشاها الجميع كونها ابنة كبيرهما، فلم يجرأ أحدًا على رفع عينيه بها، هي الآن منكسرة وبحاجة لمن يضمد جروحها النازفة..
*********
حينما تنجرف خلف جانبك المظلم وتتبع أهواك التي حاربك بها الشيطان، ربما ستجد العالم بأكمله يحاربك الا شخصًا واحد سيذبح فؤاده لأجلك أنت، حتى وإن لم تكن على درب الصواب، ذلك الشخص لطالما تحمل أعباءك وخطاياك، فإن كان تحملك حينما كنت ضعيفًا تتعلم الخطى كيف سيتخلى عنك الآن!
أنت تقرأ
الدهاشنة ...3.. وخفق القلب عشقا ... للكاتبة آية محمد رفعت
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة الجزء الأول .. الدهاشنة الجزء الثاني .. صراع السلطة و الكبرياء