الفصل_الخامس_والثلاثون

15.7K 764 87
                                    


#الدهاشنة3..(#وخفق_القلب_عشقًا)

#الفصل_الخامس_والثلاثون..

(إهداء الفصل للقارئة الجميلة/ تقى أشرف ، شكرًا جزيلًا على دعمك المتواصل لي، وبتمنى أكون دائمًا عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة 💙)

كل شيئًا يمر حتى الأيام الا الوجع، يصاحب الجسد أينما ذهب، أشتاقت عينيها لطاقة نور صغيرة تمنحها شعورًا بالحياة، فمقياسها كان دقات قلبها الخافتة هي من تخبرها بأن جسدها مازال يعج بالحياة، لا تتعلم إلى متى ستظل بهذا الحبس المظلم، فمر عليها أكثر من يومٍ ولم يحدث شيئًا جديدًا، كل ما يطرأ على تلك الغرفة المظلمة هو ولوج الخادم بصينية الطعام الذي لم تتذوقه هي، وحتي حينما تتوسل إليه ليخبرها بحالة زوجها، كان يرفض الحديث بالأمر، حتى أنها أخبرته أنها تريد أن تعلم فقط إن كان حيًا يرزق أم قتلته رصاصتها، وكأن الجميع قد اتفقوا على قتلها بالبطيء، فأحيانًا لا يوصف القتل بآلة حدة تخترق الجسد، بل يكفي وجعًا يمزق أرباطة القلب ومن ثم ينهال على الجسد بأكمله، مثلما تغلب على جسد "روجينا" ، أغلقت جفن عينيها بقوةٍ ومن ثم سمحت لجسدها الهزيل بالتمدد أرضًا، أنفاسها الثقيلة كانت تؤكد لها بأن نهايتها أتية لا شك في ذلك، انهمرت دمعاتها البائسة على وجهها وهي تتخيل موتها حاملة لغضب والديها وأفراد عائلتها بأكملهما، كيف ستحتمل ذاك الذنب العتيق أمام الله عز وجل، تهاوت دمعاتها في صمتٍ قاتل، فجحظت عينيها في صدمة عارمة حينما رأت من أمامها طفلة صغيرة في التاسعة من عمرها، تبتسم وهي ترقص بفستانها الأبيض الرقيق، فانزلقت قدميها الصغيرة لتسقط أرضًا، شهقت بفزعٍ عليها فكادت بالنهوض لمساعدتها، ولكن سبقتها أمها التي ضمتها لصدرها وهي تتساءل في خوفٍ ملحوظ:

_انتي كويسة يا روجينا!

ازدادت صدمتها وهي تتابع الحوار المتبادل بين أمها وتلك الفتاة الصغيرة، التي بدت لها بأنها نفسها تلك الطفلة، انهمرت دمعاتها ندمًا على كل لحظة كانت تقسو بها عليها، فوالله هي الآن بأمس الحاجة لذاك الحضن الحنون، عله يهون عليها مر الأيام التي تختبرها الآن..

*******

إسبوعًا كاملًا قضاه وهو مستلقي على فراشه، وحينما يستعيد وعيه يعود ليفقده على أثر تلك الأدوية الثقيلة، ولكن بعد تلك الفترة استعاد جسده جزء من قوته المهدورة، فجاهد لفتح جفن عينيه بصعوبةٍ بالغة، ليجد خالته وابنتها وحارسه الشخصي لجواره، حرك "أيان" لسانه بصعوبة وهو يردد:

_روجيـنـــــا!

كزت "فاتن" على أسنانها بغيظ من ذكره لأسمها فور عودته من الموت الذي كانت هي السبب به، الا يكفيه بأنه منعها من قتلها بعد ما فعلته به، ولكن بالرغم من كل ذلك تماسكت وهي تقترب منه لتخبره بهدوءٍ:

_حمدلله على سلامتك يا حبيبي، طمني عليك أنا كنت هموت من القلق..

هز رأسه وهو يجيبها بصوتٍ شاحب:

الدهاشنة ...3.. وخفق القلب عشقا ... للكاتبة آية محمد رفعتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن