الفصل_الثاني_والأبعين

15.7K 621 48
                                    


#الدهاشنة3....(#وخفق_القلب_عشقًا..)

#الفصل_الثاني_والأبعين..

إهداء الفصل للقارئة الجميلة/ندى صبري ، شكرًا جزيلًا على دعمك المتواصل لي، وبتمنى أكون دائمًا عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة 💙)

حسبك أيها القلب، أبات قربه منك يضعف قواك، أما أن مشاعرك تتمرد لوعة له، ويحك فما فعله يصعب عليك بالخنوع إليه، من تتلهف لقربه منك هو بذاته من كسرك وحطمك بين يديه، فكن عزيزًا وحارب رغبات عشقك السام، فالقرب منه شبيه بجرعة سم لا علاج لها تلك المرة.

مسحت بأطراف أصابعها دمعاتها البائسة وهي تلتقط ملابسها الملقاة لجوارها، ارتدتها وصوت بكائها المكبوت يعلو رويدًا رويدًا حتى بات مسموعًا لمن يغفو جوارها، فتح "آيان" عينيه بلهفةٍ لمعرفة ما بها، فإتكأ بمعصمه حتى جلس بإستقامةٍ ثم تساءل ويده تقترب من وجهها:

_مالك؟

رفعت عينيها تجاهه لتمنحه نظرة أشعلت نيران قلبه، ومن ثم أخفضتهما قائلة وهي تحاول ارتداء فستانها بيدها المرتعشة:

_أنا عايزة أرجع البيت حالًا لو سمحت..

طعمت ملامحه بالألم، فقد ظن بأن بعدما صارت بأحضانه بدد ذكريات الماضي، ظن بأن هناك أمل لعودة حياة جديدة بينهما، فقربها منه ثم رفع ذقن وجهها ليجبرها على التطلع إليه، ثم قال بحزنٍ:

_بس أنا عايزك جنبي يا "روجينا".

أبعدت يديه عنها ثم قالت بصراخ باكي:

_مش عايزة أكون جنبك، لانك لما بتقربلي بكره نفسي أكتر من الأول، يمكن وجود أي شخص بنحبه جنبنا بيدينا الأمان والسعادة لكن أنت وجودك جنبي بيحسسني بالرخص وبيزيد وجعي..

طعنته كلماتها، فهوت دمعة عزيزة على وجهه، ليخفيها بابتسامته وقوله الساخر:

_عندك حق، أنتي فعلًا صح..

ثم جذب قميصه الأبيض يرتديه بأهمالٍ، ليتجه سريعًا لحمام الغرفة، فما أن أغلقه حتى استند برأسه على جسده وهو يواجه ذلك الألم القاتل، ففتح دوش المياه على أخره، ثم سكن بجسده من أسفله، وعرض" فهد" يدور برأسه، كان متردد ببدأ الأمر من الموافقة، ولكنه مستعد الآن لفعل أي شيء حتى يكتسب قلبها من جديد ولكن تلك المرة لن يدعي بها الحب،بل وهو عاشق لها حد الجنون، وبالرغم من أن ظنونه توجهه للإهانة التي سيتعرض لها على يد الدهاشنة، فمن المؤكد بأن فهد طلب منه ذلك ليلقنه درسًا قاسيًا لن يخلو من اهاناته، هكذا ظن الأمر، لف "آيان" المنشفة حول خصره ثم وقف أمام المرآة يتطلع على ذاته بنظرةٍ كره، كره لحياته بأكملها، فلم يجد شيئًا ينعش ذكرياته من تلك الحياة القاسية، فأطبق على كف يديه بغيظٌ، فحطم مرآة الحمام وما تحمله من متعلقات شخصية، وما أن استمعت "روجينا" لذلك الصوت حتى تملكها الرعب، فصاحت بقلقٍ:

الدهاشنة ...3.. وخفق القلب عشقا ... للكاتبة آية محمد رفعتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن