" البـارت الثـانـي "

1.5K 52 15
                                    


تقبل الجميع الصدمة بأسي شديد و انهمرت الدموع من اعين ساجي اللذي شعر بتأنيت شديد ، نظر له بأسف و اعتذار نظرة تحمل الكثير و الكثير ، الالف معني اقسم انه سيجلب له حقه مشرفاً له ، سيجعل الفاعل عبرة لكل الناس ، ذلك الرجل الذي لطالما اعتبره كأبنه و عامله بود و حنان حقيقين لن ينسي له اي موقف من طيبة اصله ، رجل امين و يؤتمن ، كان مروان اتصل بالاسعاف حتي ياتون ليكرموا جثة ذلك الرجل المسكين الذي انتهت حياته في لمح البصر ..
اتت الاسعاف الذي حملت عم عبده الي المستشفي لاقامة الاجراءات اللازمة لدفنه و ذهب معه كل من مروان و ساجي فقط اما زيدان بقي مع والده تحسباً لأي امر طارق ..و بالفعل مر ما يقارب الثلاث ساعاات و عادة به كانت الصلاة تبقي عليه قليل حمل مروان و ساجي جثمان عم عبده و دلفا الي غرفة ما ووضعه حتي تأتي السيارة و يترحلون لدفنه
خرجوا و جلسوا في الصالون كانت شفق و زينب و هدي ارتدوا الملابس السوداء
شفق بدموع : طنط هدي في حاجة مش واخدين بالنا منها
هدي بحزن و انتباه : حاجة ايه دي
شفق بتساؤل : نور ..! هي فين متعرفش ان عم عبده اتوفي ، دا ابوها ازاي هيدفن و هي حتي معندهاش علم بموته
بالفعل انتبه الجميع وضع ساجي رأسه بين يده بحزن شديد و اسف
زينب بأسف : نور انهاردة يومها في السنتر هتخلص الساعة 4..و الساعة مجتش 12 ، و قافلة فونها عشان فـ الدرس
مروان بحدة : اكرام الميت دفنه الشيخ برا هنخده و ندفنه في مقابر العيلة
اومأت هدي مؤكدة علي كلامه : ايوا يـ ابني ، يلا

حملوه و ذهبوا بيه الي السيارة و معهم عدة افراد اخرين ، منهم عمه و ابنه و بعض العاملين من اصدقاء ذلك الرجل المسكين ، وصلوا الي المقابر الخاصة بعائلتهم ، دفنوا ذلك الرجل الطيب بدموع اعينهم خاصة ساجي الذي يلوم نفسه انه الوحيد المذنب بما حدث ، تمني لو كانت اصابت تلك الطلقة هدفها ، يقسم انه كان سيرتاح افضل من تلك النيران المشتعلة بداخله مرت بعض الوقت وقرأ الشيخ القراءن و ذهبوا في حين وصولهم ما ان جلسوا بالداخل مر بعض الوقت

في الوقت نفسه دلفت نور بأبتسامتها الرائعة : حمم ، طنط هدي هو فين بابا عمالة ادور عليه
نظرت هدي لشفق و زينب بصمت و دموع علي تلك البريئة
ثواني وانتبهت الي ما يرتدون و صوت القراءن و الحزن البادي عليه : هو في ايه ، انا اسفة مخدتش بالي ان في حاجة ، بس كنت عاوزة بابا ضروري هو فين !؟
نظر ساجي لها ثم لمروان و زيدان مما اخجل تلك المسكينة و بشدة لم تعرف بماذا تنطق
لف بجسدها مردفاً : طب هشوفه برة
هدي بنبرة غلفتها الحنان و المحبة : تعالي هنا يـ نور جمبي
نظرت لها نور بأستغراب و جاءت للجلوس بجانبها و نهضت زينب للجلوس بالكرسي الخالي
هدي بأبتسامة حنونة و هي تربط علي خصلاتها الغزيرة : تعرفي انك عندي زي زينب صح
اومأت نور بعيون بريئة كـ قط وديع بوجهه الجميل
في الوقت نفسه اتت ناهد الخادمة تحمل صنية بها اكواب من القهوة وضعتها علي الطربيزة ووجدت نور تجلس صامتة تنظر بأستغراب مختلط بالذهول اشفقت عليها و اقتربت منها و هي تربط علي كتفها :
البقاء لله يا نور ربنا يرحمه و يغفرله عم عبده كان غالي علي الكل اوي
نظر الجميع بصدمة من سرعة ناهد للحديث بينما نهضت نور بصدمة اجتاحتها و جسد تعرق و اصبح شاحب من فرط الصدمة
: ايييه ، انتي بتقولي ايييه
نظرت ناهد للجميع بصدمة و علمت انها لم تكن تعلم
: انتي بتقولي ايييه يا طنط ناااهد ارجوكي ردي علياا
ثم لفت لهدي الذي انزلقت دموعها من منظر نور : حبيبتي اهدي ، الله يرحمه يا نور
نور بصراخ و رعب من تلك الفكرة : لا لا ، انا هروح ادور عليه برااا ، بابااا يـ باابااا
و عند خروجها وجدت زيدان يقبض علي كلتا يدها بقوة : اهدي اهدي يا نور
نور بصراخ و بكاء وهو تدفعه : بقولك وسع اوعي سيبني يا بااابااا رد عليا انت فييين بااابااا ..
انزلقت دموع شفق و زينب و هدي بقوة اقتربت شفق و زينب محاولة تهدئتها
نور بدموع و صراخ : طب انا عايزة اشوفه دلوقت وسع سيبوني ابعدوا عني
هدي و هي تمسح دموعها : اهدي يـ ضنايا بس
اردفت بهلوسة و جسد يتلوي بنيران الفراق : لا لا انا مليش حد غيره و لا هعرف اعيش من غيره ..
سكنت لثواني تستوعب تلك الفكرة الشنيعة بالنسبة لهـا
دفعتها نور بصراخ و اخذت تلطم وجهها و تشد خصلاتها برفض لما يقولون علها تفيق و يكن كابوساً مرعباً افضل من واقع مخيف ، اقترب زيدان مرة اخري و احكم يدها بينما جُمد كل من مروان و ساجي من ردة فعلها العنيف
فقدت الوعي بين ايدي زيدان من فرط صدمتها و المجهود الذي قامت به ، نظر لها بشفقة وحملها الي غرفة زينب ووضعها علي السرير و زينب تسير خلفه
******
مر عدة ايام في هدوء عاد ساجي لعمله و مروان و كان زيدان علي وشك افتتاح المعرض اما نور بقية في غرفة بجانب غرفة زينب ترفض التحدث مع احد تبكي فقط ..!
دلفت لها زينب بأبتسامة : نونا هتفضلي حبسة نفسك كدا كتير
هزت نور رأسها و نهضت تمسح دموعها الذي لم تتوقف ثم اردفت بصوت مبحوح : هدخل الحمام اغير هدومي وانزل....
مرت عدة دقائق و خرجت نور ترفع شعرها الي الاعلي و ترتدي بنطلون اسود و بلوڤر باللون الاسود
زينب برفض و رجاء: انتي مينفعش تلبسي اسود انتي اساساً لسا صغيرة
نور بتصميم : لا مش هغير لو سمحتي يـ زينب
اومأت لها علي مضض

زهَرة تُقطف قبل المِيعادWhere stories live. Discover now