٢- ليحترق العالم

105 16 0
                                    


"سحقاً" أشعر أن عظامي قد تحتطمت اصر تلك الوقعة وخزات تنهش باطن كفى الأيسر تنذر بجرح يدى. لم أستطع رؤية الجرح بسبب الظلام ولكن أعلم أنني أنزف "اتمني فقط ألا يكون سئ للغاية".

لاحظت أني فقدت المصباح فحاولت البحث عنه بعيني ولكن حقاً لم أستطع رؤية أي شيء ولن أخاطر بالبحث عنه بيدي فأنا لن ألمس شيءً في تلك الغابة القذرة.

"ماذا إن كان هناك ثعبان أو أفعى تزحف على الأرض وقمت بلمسهم عن طريق الخطأ!" وما أن تفوهت بهذا انتفضت انهض عن الأرض سريعاً، وبدأت اتحسس جسدي لأتأكد أنه لا يوجد شىء يزحف عليه. إستأنفت السير متجاهلة أمر الكشاف وبما أنه لا يضئ يعني أنه قد تلف؛ لذا ليذهب للجحيم مع صاحبته اللعينة.

"انتظري ميرا فقط لتنتهي تلك الساعة وسأحرص بنفسي علي إرسالك إلى الجحيم" تذكرت أنها قد وضعت لي الهاتف والسماعة خاصته في حقيبتي فقومت بإخراج الهاتف واستخدمت الكشاف الخاص به.

"الأمر فقط يزداد رعبا" همست مع ابتلاع جوفي لأقرر إخراج سماعة الهاتف والاستماع لأغاني فرقتي المفضلة، في محاولة بائسة لتهدأت دقات قلبي قبل أن أصاب بنوبة قلبية وكذلك لتشتيت أفكاري التي أصبحت تروي لي قصص بشعه عن طريقة موتي متذكره جميع أفلام الرعب التي شاهدتها في حياتي.

وما أن إنتشرت موجات الموسيقى الهادئة داخل عقلي وصدح بداخلي أصواتهم الهادئة التي تبدو كتهويدة ملائكية قبل النوم، ونبرتهم الحزينة التي جعلت المشاعر تتدفق كسيل غامر. إنتقلت من أرض الواقع لعالم الخيال فأغمضت عيني لأندمج معها، ولكن ما أن فعلت هاجمتني تلك الذكري المتعلقه بإخبار والداي بشأن السفر وما أرغب في القيام به، ولقد كان الأمر ملحمياً حقاً.

"هل جننتي، أم فقدتي عقلك؟!" قال بصوت يستطيع من يقطن في منزل يبعد عن الحي الذي نسكن فيه بستة أحياء سماعه بوضوح ليكمل بذات النبرة "امحي تلك الفكرة من رأسك وإلا قمت بتكسيره، هل تريدين أن تلحقي العار باسمي واسم العائلة أيتها العاقة، وماذا عن والدتك واخوتك؟!، كيف يمكنك ان تكوني بتلك الأنانية؟"لتعلو نبرة صراخه مع إنهاء كلامه.

"أبي، أنا لست أنانية أو عاقة أنا...أنا فقط أريد فعل شيء أحبه، كما أنني سأكون علي تواصل دائم معكم و..."

حاولت شرح الأمر له ولكنه قاطعني بحده مردفا " لقد أخبرتك قراري وانتهى الأمر؛لذا لا تحاولي مجرد محاولة التفكير به مجددا، كما أنك مازلت صغيرة ولن أسمح لكِ بالسفر، ومن الأفضل أن تغادرى من أمامي الآن حتي لا أقوم بإقتلاع لسانك وعقلك"

غادرت بهدوء فأنا لم اعتاد الرد علي أبي، ورغم ذلك الهدوء الخارجي لكني كنت اشتعل بداخلي.

لا أفهم ما الخطأ تحديداً في الأمر؟ هم فقط لا يعلمون أني اتلاشي وتتلاشي معي روحي المرحة الصاخبة، هم حتي لم يلحظوا بهوت ابتسامتي وكونها مصطنعه، لم يلاحظوا اختفاء ضحكاتي العالية. فكيف أتوقع منهم تفهم الأمر!.

ريجندو راندوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن