بدأت باستعادة وعي، التقطت بعض الأصوات المشوشة وداهمنى ألم عنيف بعنقي من الخلف وبعض الدوار لأجد أنني ملقاه أرضا في مكان مظلم وبارد.
نهضت سريعاً بعد أن توالت الذكريات إلى عقلي، ولكن ذلك جعل أمر الدوار يسوء فإتكأت على الحائط كى أتفادى السقوط وما أن وضعت يدي عليه سرت بي القشعريرة، بدي الأمر وكأنني وضعت يدي علي لوح من الثلج من شدة برودته.
داومت على تلك الوضعية عدة دقائق حتى اتزن ومع الوقت بدأت الأمور تصبح أكثر وضوحاً فالأصوات التي تتوافد على مساعى فى حقيقتها صراخاً قوياً والمكان المظلم زنزانة بشعة قذرة، إتخذت خطواتي نحو القضبان الحديدية حيث كان أحد الحرس يستند بظهره علي الحائط المقابل للزنزانة التي امكث بها.
وأد الصراخ المدوى بالأرجاء الكلمات التى تشكلت تنوى عبور فاهى، كما أن نظرات الحارس الحاقده والكارهه والغاضبه والمشمئزه زادت من تحجر الأحرف بفمى.
إن كانت النظرات تقتل للاقيت حدفي بأبشع الطرق الآن، كانت نظراته كتحذير أن أصمت حتي لا يأتي وينفذ كل ما يدور في رأسه من أفكار سوداوية لتعذيبي وربما قتلي أيضاً.قررت الصمت وإنزويت علي نفسي في إحدى أركان تلك الزنزانة ضامة ركبتاي إلى صدري متكأه برأسي عليها أخفي وجهي عن كل تلك الفوضى والظلام، ساعدني شعري القصير الذي سقط علي كلا جانبي وجهي يحجب كل شيء عني.
زدت من إحتضان قدماي في محاولة للانكماش علي نفسي بشكل أكبر والإختباء من ذلك الصراخ الذي بدي وكأن مالكه يتم تعذيبه بواحدة من طرق التعذيب التي استخدمت بمحاكم التفتيش في الأندلس؛ فهي إحدى أبشع طرق التعذيب التي قرأتها في حياتي من عنف ودمويه. أثرت البقاء هكذا حتى يكشف لي القدر ما الذي يحدث هنا وما هو مصيري والذي اتمني ألا يكون الصراخ بتلك الطريقة التي أسمعها الآن.
سمعت صوتاً خافتاً وكأنه قادم من عمق كهف بعيد، تجاهلت الأمر ظن أنه حلم أو هويات. ألم انتشر في عضدي من قبض أصابع صلبة عليه تبعه انتشال جسدي بعنف كى استقيم. يبدو أني سقطت في النوم أو فقدت الوعى لا أعلم تحديداً. تمركز حارسين أمامي وكل ما استطعت تميزه هي تلك الدروع التي يرتدونها، كانت تختلف قليلا عن الثلاثة الذين احاطوا بى بالغابة.
"هل مُتِ أم فقدتِ السمع!" صرخ الحقير الذي يعنف عضدي بحجة امساكى بحق السماء يكاد يسحق عظامي أو ربما يخطط لاقتلاع ذراعي فذلك التفسير المنطقي الوحيد لإمساكه لي بتلك الطريقة القذرة، تجاهلته ولم أجيبه واكتفيت بتوجيه نظرات الحقد والكره إليه.
إبتسم في سخرية وترك عضدي بشكل أشبه بالدفع فتراجعت عدة خطوات إلى الوراء، اوشكت علي الصراخ به فقد اكتفيت من تلك المعاملة الحقيرة لكن يده قد سبقت كلماتي وقام بلوي ذراعي خلف ظهري والأخري امتدت تدفع كتفي من الخلف جاعلاً وجهي يلتصق بالحائط ليترك كتفي ويقوم بلوي ذراعي الأخرى وشعرت به يقيد يداي بشيء ما ولا أهتم حقاً بمعرفة ما هو؛ فإهتمامي منصب علي ذلك الألم الذي تعمد ذلك المختل السادي أن أشعر به؛ فقد ربط يدي بقوة حتي شعرت أن كفاي سينفصلان عن معصماي.
أنت تقرأ
ريجندو راندو
Paranormal《أنا الخاسر الأكبر هنا في عالم غريب وسط أناس غرباء يتهموني بما لم اقترفه ويطالبون بما لا أعرفه، مع كره غير مبرر وقوة تطيح بي يتقلبون كموج البحر؛ ولطالما كنت ساذجة أثق به وبأمواجه ألقى بنفسي وأسراري إليه.》 "آيانا باتريك" 《حسناً يجب إنهاء تلك المهزلة...