ما أن عدت بصحبة ريفال إلى المملكة وجدت جونغ إن أمامي يطالب بالحديث معى فإتبعته تحت همسات وضحكات خافته تصدر من ريفال، ليشيكا، أيان وبيتر. اتخذ مسار مختلف عما اعتدنا السير فيه ثم توقف أمام أحد الشرفات قائلاً "هذا أفضل مكان لمشاهدة الغروب".وقد كان محقاً فالشمس في مرمي البصر بلونها البرتقالي المائل إلى الحمره، تغوص في مياه البحر مضطرب الأمواج بشكل طفيف، وعلى ضفافه تراصت أشجار عالية بأوراق وارفة خضراء يانعة تحيط بها الحشائش الصغيرة والأزهار البديعة. وفي الأفق البعيد تلوح جبال شاهقة توشك على شق السماء ويغلب عليها اللون الأخضر من ذلك البعد أما قممها فتغطيها الجليد الذي استحال للون الأزرق السماوي في هذه اللحظة.
وقفنا نتابع المشهد البديع في سكون احتراماً لما تخلقه الطبيعة من صراع في نفوسنا ولا سيما الغروب، فالبعض يصاب بالكآبة من رؤيته وينظر إليه كمشهد سيريالي حزين والبعض ينظر إليه كمشهد يعبر عن دورة الحياة ويبث فيهم الأمل بأنه سيأتي شروق آخر بعد عتمة الليل، وآخرون يرونه دعوة إلى الراحة من أشغال الصباح وتصارع الحياة، ولكن يتفق الجميع على النظر إليه وأنه حدث لا يمكن تجاهله.
"سعيد إنه نال إعجابك" حركت رأسي إلى الجانب أنظر إلى جونغ إن، فأوضح بابتسامة جعلت قلبي يطرق في عنف "عندما تكونين سعيدة تظهر تلك الضحكة الخافتة والابتسامة الواسعة على وجهك بالإضافة لأن عينك تصبح براقة كالنجوم"، كاذب من قال أن الديناصورات قد انقرضت فها هي تقيم حفل راقص داخل معدتي.
وما أن أنهى كلماته حملني بين ذراعية على غفلة مني فتسربت شهقت فزع خفيضة من ثغرى. "تشبثي جيداً" قالها ثم قفز من الشرفة فعانقت جيده وخبأت وجهي هناك وعندما هبط أرضاً أنزلني بهدوء واتخذ عدة خطوات إلى الوراء ثم قفز في الهواء مزمجراً فتمزقت ملابسه وهبط على أربع.
"اشتقت إليك أيها الوسيم" نبست بعد تقبيل ما بين عيني جروي اللطيف فلن أخذه بذنب أفعال جونغ إن فليس هو من تجاهلني وعاملني بقسوة.
' ترحيب جيد، قبلة أخرى وسأنسي رفضك إحتضانك لي '
جدياً إن قال هذا في هيئته البشرية لم أكن لأنصاع له ولكن كيف أتجاهل أنها من جروي الحبيب فتقدمت أغرق وجهه قبلاً.
كما المرة الماضية حلقت في الهواء وتموضعت على كاي أمطتيه كما الفوارس وعندما رفعت نظري إلى الأعلى وجدت سيهون وباقي إخوته ينظرون لنا ضاحكين وقام بيكهيون بالغمز لي، ما الذي يخطط له جونغ إن؟.
****************
ما أن وصلنا مكاننا المنشود جلست أرضاً فارداً قوائمي الأمامية مخفضاً رأسي للأرض كى لا تتأذي أثناء نزولها من فوقي وعندما لامست قدماها الأرض هندمت فستانها الحريري الناعم الطويل المفتقر للأكمام تداخل فيه ثلاث ألوان هي الأصفر الغامق والأسود والبني المتوسط وإن كان أقلها حضوراً، وشعرها الليلي كان حراً طليقاً.
أنت تقرأ
ريجندو راندو
Paranormal《أنا الخاسر الأكبر هنا في عالم غريب وسط أناس غرباء يتهموني بما لم اقترفه ويطالبون بما لا أعرفه، مع كره غير مبرر وقوة تطيح بي يتقلبون كموج البحر؛ ولطالما كنت ساذجة أثق به وبأمواجه ألقى بنفسي وأسراري إليه.》 "آيانا باتريك" 《حسناً يجب إنهاء تلك المهزلة...