٢٣- آساطير وذكرى مشوهه

40 9 0
                                    

رفض النوم إنقاذ آيانا من دوامات عقلها الذي لم يتواني عن التفكير في كلمات جونغ إن وإعادة المشهد كعرض مستمر دون توقف أو راحة، وظلت تناظر السقف وتتقلب كما لحم الشواء علي الجمر إلى أن حل الصباح ونشر ضياء الشمس ماحياً أثار الليل ولكنه فشل في محو أفكارها.

تحركت عن الفراش تلبي الطارق ولم يكن سوي المسبب الأول لحالة الأرق والأفكار التي تلتهمها منذ أمس "ألا بأس معك في تناول الطعام مع البقية أم تفضلين أن نتناوله هنا؟"

نبس في توتر من ردها أما هي فظنت أنها تهلوس من قلة النوم؛ فمستحيل أن تعود نون الجماعة في "نتناوله" عليهما هما الاثنان فذاك درب من الخيال بالنسبة لها.

"لا مانع لدى من تناول الطعام معهم، كما أنني أريد التحدث بأمر هام مع الجميع" أجابته بهدوء جعلتً أجراس الشك تصدح في ثنايا عقله.

بعثرت كيانه عندما طلت عليه بفستان يصل لما بعد الركبتين من طبقتين، السفلية بطانة قطنية بيضاء بحمالة رفيعة تعلوها طبقة شفافة بأكمام حتي الساعدين ومطرزه بخيوط خلطت بين الرمادي والسماوي.

وكم شكرت ريفال كون أن الحذاء الذي اتخذ ذات ألوان خيوط الطرازة في الفستان خالي من الكعب ومريح وتجاوزت عن أنه ليس رياضياً كما اعتادت هي.

وكم رأها لطيفه بضم نصف شعرها لأعلى وترك النصف الأخر حر، وتلك الغره مع الشعيرات المتمرده علي كلا جانبي وجهها جعلته يراها فراشة تخلق الأعاصير في قلبه، وقرر تجاهل رائحة العود التي تفسد تناغم عبقها وأن يتماشي علي أنغام رفرفت جناحيها.

"إلي أي حد تمادوا؟" سؤاله مزق رداء الصمت الذي التحفوه لبعض الوقت، "إخوتي وريفال، إلى أي حد وصلوا معك؟" إسترسل يشرح حديثه بعد أن توقفت عن السير تناظره بمعالم مشوشة رأها دعوة لتقبيل ملامحها
'إذاً أقبل الدعوة' نبس بها كاي ولم يلقي سوي التجاهل.

"عدا عن لومى وإحتجازي لبعض الوقت في المكان الذي احتواني للمرة الأولى التي وطأت أقدامي فيها هذا المكان لا أذكر حدوث شيء أخر" ذهبت محاولتها في جعل الأمر طبيعي سدي. يعي تطرفهم إن تعلق الأمر بأحد منهم ولاسيما أنهم لاموها علي ما حدث له، ولكنه تهرب من الحقيقة فبعض الأشياء يجب أن تبقى مجهولة وندعي عدم رؤيتها.

إعتمرت الدهشة أوجه الجميع من رؤيتهما يدلفان إلى القاعة سوياً، ورغم عدم إعطائهم جونغ إن ابتسامته المعهودة حال رؤيتهم ولكنه لم يكن بارد معهم، عدم اتخاذ موقف صريح منهم أنبأهم بجهله للحقيقة كاملة.

يكتفون بالعبث دون مس الطعام وسط جو مشحون بالتوتر واللوم والعتاب والاعتذار والصمت الذي لم يعتد تواجده بينهم، "لايت" قتل صوتها السكون الموحش الذي خيم عليهم ثم تابعت بعد ظهور لايت أمامها "أطلعيهم بما أخبرتني به في الزنزانة".

ريجندو راندوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن