البارت الثالث عشر

228 17 61
                                    

بعتذر عن الغياب الطويل دَ ... بس ممكن تدعولي لاني بجد تعبانة نفسيًا وجسديًا بمعنى الكلمة، وشكرًا لكل اللِ استنى البارت ...

في صباح يوم جديد أو لنقول نهاية كابوس دام للكثير من الوقت، وأخذ من روح الكثير ليهلكها ...
كانت تقف في مطبخها تحضر الطعام فاليوم هو إجازتها الأولى من العمل، بينما جسدها لم يكن معها؛ فكانت تبتسم ترى وترى اخرى تحزن؛ فبعترافه وبوحه لها بما يجوف بين ثنايا روحه لها وحدها كان قد اخذ تلك القطعة التي تتجالس بين اضلعها، والبنسبة لها أو لنقول لقلبها اللعين كان هذا يكفيه وبشدة، ولكن يوقظها من افكارها وتوهانها به ... يده التي تربت على كتفها بحنان لأول مرة يشعر به اتجاهها، ويقول بإبتسامة لطيفة حد الهلاك بالنسبة لعينيها التي باتت تلمع لرؤيتها بين ثنايا مقلتيها؛ لتقرع الطبول في قلب تلك المغفلة حد الهلاك، معلنة استحوازه على قلبها مهما حدث؛ فبادلها الآخر الفرحة وقال بهدوء بات يستحوز على حاله : شموسة فرح خالد فكراه ؟ ... فرحه النهاردة
لم تُعِر كلامه اي اهتمام، وعقلها قال جملة واحدة؛ ليعطي اشارة لعيونها التي لم تكن لتترك الفرصة، وظلت ترمش عدة المرات، وهي تقول بانبهار : شموسة ؟
اقترب منها ساندًا يده على الروخامة خلفها، وعينيه لم تفارق عيون الغزلان خصتها، وقال بابتسامة قد زادت اكثر : اه شموستي وعيوني كمان، ثم حول نظرته لأخرى وقال بتساؤل مُتقن : ايه عندك شك في كدَ
زاد تنفسها اكثر وظلت انفاسها تتزايد بتوتر، بينما عيونها كانت تنظر له بتفحص شديد، وقالت بارتباك مستحوز على نبرتها : تيام ! انتَ كويس
اعتدل في وقفته، ومن ثم اقترب منها اكثر؛ مُزيح خصلات شعرها التي تمردت واستولت على أرض وجهها، وقال بنبرة تحمل في طايتها كل مشاعر الحب، التي كانت قد فضحتها عينيه : عيون تيام
كادت تموت حقًا من فرط الاحداث الذي قام بكتابتها بمشاعره؛ لتضع يدها على وجهها بسرعة، وهي تُخفي ملامحها عنه بخجل جم، وانفاسها تتسارع في القفز عن جسدها، وقالت بتحذير وهي تحاول الحصول على عقلها بين ثنايا كلماته التي لم تكن بالكثيرة ولكنها كانت قادرة على الاستحواز عليها : تيام اطلع برا
دوت اصوات ضحكاته في ارجاء المكان؛ فهو يعلم جيدًا مدى تأثيره عليها، وقال بخبث وتزايد بنظره هو، بينما هو في الحقيقة كان قلبه هو من يريد ذلك : طب قولي تيام كدَ تاني ؟
ليتفاجئ بيدها التي اُزيحت عن وجهها بسرعة، ومعالم الصدمة والدهشة تستحوز على اراضيها، وعلى خديها قطعة من الكريزات، وقولها بغضب والذي يعلم حد العلم انه مصتنع : في ايه يا تيام انتَ شارب ايه ؟
نظر لها بصمت، وهو يبتلع غصته بصعوبة فهو يوشك على اتخاذ قرار صعب على كلايهما، وقال وهو ممسك بيدها بين خاصته الكبيرة : شمس ممكن نبدأ صفحة جديدة، وتابع وهو يترقب انعكاساتها له، ولكن لم يجد سوى الغضب؛ ليسرع ويردف بترجي لعين : والله ما هزعلك بس عايز فرصة واحدة، ثم اكمل بنبرة راجية وحنونة :  فرصة بس
كادت أن ترفض وكبرياءها كان هو سيد الموقف؛ ليقول بملامح حانية وعينيه يسيطر على تجاويفها الترجي الممزوج بوجع؛ فكرامته لم تكن لتسمح له بالترجي لأحد يومًا ما : علشان خاطري ... والله هعوضك
ظلت تنظر له بصمت، وقد كان التفكير هو سيد الموقف؛ ليرى ملامحها الممتعصة؛ فأطلق تنهيدة حاول أن يخرج معها توتره ذاك، واغمض عينيه بأسى متمنيًا من الله أن تعطيه تلك الفرصة، وقال بسرعة : طب هسيبك لحد ما نرجع من الفرح وتديني قرارك؛ ليحول يده ويكفف وجهها بين كفيه، وقال بترجي وصوت متحشرج : بس بالله تديني فرصة وتفكري بهدوء ... والله انا فعلًا محتاج فرصة وهثبتلك انك صح
لم تُعطهِ ردًا سوى الإيماء له بصمت، ولكن ملامحها كانت قادرة أن تعطيه الرد الكافي؛ ليغادر على الفور من المطبخ؛ تاركًا لها مساحة للتفكير وقلبه لم يغادر فخوفه من القادم ما زال يزداد
أما هي فأستندت على الروخامة بتعب دميم من احداثها التي تعيشها داخل ذلك البيت، وقد كان ما خطط له تيام؛ لم تكن تفكر سوى بذلك القرار المصيري ... لترفع رأسها وتدعو الله ان القادم يكون خير لهما، ومن ثم تكمل احضار الطعام
_______________________________________

ضياء الشمس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن