البارت الرابع عشر

270 14 51
                                    

اغرورقت عيونها بصدمة، واخذت تنظر لتيام ترى وترى اخرى لرحيق، والقلق كان قد اخذ قسطه الكافي في قلبها؛ فخوفها من القادم وقرارها الآن قد زاد بعد روأيتها لهالة رحيق السالبة للانفاس، واخذ الشيطان يوسوس لها كيف هي قبيحة بجانب رحيق، وكيف هي احلى عنها بكثير، ثواني وكانت تحول نظرتها تجاه ذاك القابع امامها بتوتر يحاول أن يخفيه؛ لينبض قلبها بهلع، وهي ترى رحيق تجلس في الطاولة المجاورة لهم بهدوء غير مبالية لنظرات شمس لها ...
انتشلها تيام من مقارناتها وخوفها، وهو يضع يده على كفها الصغير، ويطمأنها بنظراته، وكأنه عرف ما يدور بعقلها الصغير ذاك؛ ليقول بمحاولة من انقاذ الموقف والثبات المصتنع، وقد ظهرت تلك الابتسامة المرتبكة لتوها : بحبك انتِ برضو
ليظهر خيال ابتسامة سخرية على ثغرها؛ فأهتزازت يده كان قادرة على البوح بما يجول بداخله، ولكنها محت تلك الأفكار من مخيلاتها، مأنبة نفسها، ومن ثم قالت بإبتسامة تحاول أن تظهرها : ممكن نطلع برة شوية احسن، ومن ثم حولت نظرها لرحيق تناظرها باحتقار دميم؛ لتبادلها الاخرى نظرتها بأخرى واثقة، وقد اخذ الثبات قدره في عيونها؛ فهي تعلم مدى تأثيرها عليه، وتعلم أيضًا حد الثقة انها إن اجتمعت معه في مكان ما لكان هو ظلها الملاحق لها ...

أومأ لها على الفور، وهو يسحب يدها داخل كفه، وتلك الابتسامة المرتبكة ظلت تزين ثغره، وهو يختلس النظر إلى الطاولة القابعة بها رحيق وزوجها، هو لا ينكر انه بدأ في نزعها عن تفكيره؛ فشمس أولى بحبه وليس رحيق؛ ليغلق عينيه بشدة وهو يلعن حظه تحت انفاسه ويفتحهما تدريجيًا، محولًا نظره إلى داخل لؤلؤتي شمس بهدوء، ومن ثم نهضا عن جلستهم متجهين ناحية باب القاعة، وهم يبتسمان بهدوء، وبقلب كلًا منهما الكثير من المخاوف
وصلا اخيرًا إلى حديقة القاعة، ووقفوا بهدوء؛ ليتنهد تيام وهو يشعر بها تسحب يدها من يده بهدوء، وظل ينظر لها مطولًا وشرودها يكاد يقتله؛ ليظل على وضعيته تلك، وهي غير عابئة له؛ فمقارنتها قد بدأت فهي كمثل أي فتاة تغار، وتحب، وتخجل، وتحزن، وتسعد باشياء بسيطة ...
ربت على كتفها في محاولة منه للفت انتباهها؛ لتنظر هي له وتقول بارتباك، ويدها تعتصر فستانها : لسه بتحبها مش كدَ ؟
لتحذره عندما وجدته سيجيب، وتقول برجاء : وممكن تعتبرني صاحبتك مش مراتك يعني متحاولش تجمل حتى الكلام علشان متجرحنيش

أومأ لها بإبتسامة حنونة، وقد قرر قول ما في جعبته : كنت بحبها، لكن من انهاردة الصبح معرفش ايه حصل خلى قلبي مش بيدقلها؛ ليكمل وهو يمسك يديها بهدوء وسعادة تغمر قلبه، ويتنهد محاولًا اخراج كل سوء بداخله : تعرفي لما شوفتها انهاردة قلبي مدقش ومحستش بأي حاجة ناحيتها غير انها حد عادي
استشعرت الأخرى صدق كلاماته، ولكنها فضلت الصمت، والإبتسامة تاخذ مجراها على خديها؛ ليقول وهو يداعب خديها بشغب : بقى بيدقلك أنتِ يا جميل
دوا صوت ضحكاتها في الحديقة، وقلبها قد بدأ حياته مرة أخرى، متناسي عما حدث منذ شهرين؛ لتنظر له وترى ابتسامته الصادقة تخترق عينيها، وهو يقول بخبث؛ فهو يعلم مدى تأثير ما سيلقيه على مسامعها الآن : تاكلي آيس كريم
تغيرت نظرتها سريعًا إلى أخرى لامعة، محببة لديه، وبللت شفتيها بتزوق، وكأنها تأكله بالفعل، وقالت بحماس شديد : ماشي بس بسرعة ويكون بالمانجا والشيكولاتة هااا
دوا صوت ضحكاته المشاغبة على تصرفتها الطفوليه والتي تأخذه إلى عالم لا يوجد به سوى الصفاء فقط ...
ذهب حتى يجلب لها مرادها والسعادة تغمر قلبه؛ فهو قرر انه من الآن فصاعد ستكون مدللته وسيفعل ما بوسعه حتى يسعدها ...
فهل سيفعل ؟

ضياء الشمس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن