البارت الثالث والعشرون

110 6 90
                                    

اقفل الخط مع تلك اللعينة، وما لبث حتى اتاه اتصال سيغير كل شخصيات الرواية ... ليجد المتصل غير مسجل على هاتفه، لم يكترث له وألقى الهاتف على السرير بإهمال وشرع في اكمال تفكيره بتلك الخطة البشعة مثل بشاعة قلبه ... ولكن اوقفه رنين الهاتف المستمر
فعلم أن من يتصل يقصده هو بذاته، ليطلق تنهيدة متعجرفة، ويجيب على مضض : نعم
ليأتيه صوت رجل ولكنه غير مألوف لديه، يقول بتوتر : معايا عز
انكمشت ملامحه بلامبالاة، وقال بنفاذ صبر : ايوة عايز ايه
اطلق تنهيدة وكأنه حصل على كنز، وقال بتوتر : في عربية عاملة حادثة على طريق***
قلب عينيه بنفاذ صبر، وكأنه استمع لتوه إلى خبر ليس له اهمية، فهل حادثة ستؤثر عليه! وهو من يفتعل الحوادث بالناس، وقال بصوت متذمر : ايوه وانا مالي ... وبعدين انتَ جبت رقمي منين
نظر الى هاتفه، وعلامات الاستغراب تجلت على ملامحه من رد ذلك الغريب، وقال ببعض الاستحقار : في حد عامل حادثة اسمه تيام و كان معاه ورق مش موجود فيه غير رقم حضرتك وحاجات تانية
تسمر الاخر في أرضه وكأنه تلقى صاعقة كهربائية لتوه، بينما عقله لم يستوعب ما تلقاه من ذلك الشخص، ليقول بصراخ : نعم
وكأنه انسان آخر؛ فهو نفسه من كان يفكر في خطة للتخلص من تيام منذ اقل من دقيقه ... ايصبح الآن هو المكترث الأول لأمره؟
تعجب الاخر من تغيره ذلك، واملاه العنوان بالتفصيل واغلق منتظر مجيئه ...
بينما الاخر فرت الدموع من عيونه، ولم ينطق بشئ سوى : لأ ... مينفعش تمشي كدا ... لأ في حاجات كتير لازم اقولهالك ... مش هتمشي غير لما نتصافى ونرجع زي زمان ... انا اصلا مش هسمحلك ... لأ مينفعش ... صدقني مينفعش تمشي كدا
ثواني وكان يأخذ مفاتيح سيارته، ويركض بسرعة وما لبث وكان يدلف سيارته ويوقدها وبداخله لا يعرف ماذا يريد، ظل يقود سيارته ما يقارب النصف ساعة، وبداخله الكثير من المتاهات؛ فلماذا هو خائف عليه إلى تلك الدرجة؟، وهو من كان يفكر في الانتقام منه ... ظل يجوب الارجاء بعينيه، وبداخله يتمنى لو أن ذلك مقلب، أو أن ذلك المشوه ليس هو تيام، ولكن ليت الرياح تأتي كما نريد، ليصتف على احدى الجوانب، ويترجل من سيارته وداخله خوف يعتريه، ودقات قلبه تكاد تسمع كلما اقترب اكثر، لينهار تمامًا عند تعرفه على تيام وانه هو ذلك الذي يغط في نوم عميق لا احد يعرف متى سيستيقظ منه حتى ... ليضع يده على يد صديق لم يكن له صديق يومًا فما بينهم كان اكثر من أن يوصف بكلمات ... ودموعه اخذت طريقها على وجنتيه، بينما شفتيه انفرجت تتمتم بكلمات لم يفهمها احد، ثواني وكان يحول نظره من بين الواقفين بهلع، ويقول بمرارة في حلقه : هو ... هو بقاله كتير كدا؟
أومأ له الرجل بشفقة ممزوجة باستغراب؛ فهو نفسه الذي كان لا يبالي بحالة ذلك المصاب، ليلتفت عز إلى تيام، واخذ يصفع تيام صفعات متتالية برفق، وهو يقول بوهن وضعف : تيام قوم ... قوم علشان خاطري، ليزداد صراخه قائلًا بضعف وترجي : قوم أنا لسه مخدتش حقي ... قوم بقى وبطل مقالبك السخيفة دي ... قوم علشان نرجع زي زمان
ليلتفت لم مرة اخرى، ويقول بصراخ وبداخله قطعه تكاد ان تُسلب : انتوا هتفضلوا واقفين كدا ... ما حد يتصل بالاسعاف
ليأتيه صوت سيارة الإسعاف البعيد بعض الشيء، لينظر إلى تيام مرة اخرى ويقول بخيال ابتسامة : اهم جم وهتبقى كويس إن شاء الله
ليجدهم يحتلون المكان ويقومون ببعض اجراءاتهم ... دقائق وكان تيام داخل سيارة الإسعاف وبجواره عز والذي لم يترك يده قط، وبعد مرور بعض الوقت كانوا قد وصلوا إلى احدى المستشفيات القريبة من موقع الحادث ...
فماذا سيحدث يا ترى؟
وهل للكوليس مسار اخر؟
_______________________________________

ضياء الشمس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن