اقتباس البارت الرابع

576 21 41
                                    

صُدم، نعم صُدم عندما وجدها تدلف إلى المنزل بِخمار، والثقة تطاطاير من عينيها، وهي ترفع رأسها بشموخ، وكبرياء إمرأة تشبعت من القسوة، وغُلِف قلبها بالقسوة، ولكن ما ادهشه هو عدم اهتمامها له، ودلوفها إلى الغرفة بلامبالاة به، تاركة اياه متجمد في منتصف الصالون، تضارب مشاعره بين الدهشة، الصدمة، الندم، الألم؛ فما اقسى من أن تفيق من حلم وردي يسيطر عليه السواد، على ظلام حالك، قد حاربت للحصول عليه، وما إن كدت أن تصل إليه تجد أنك على حافة الدمار، ولكن الأصعب هو أن يكون كل ما تفعله ويؤذيك هو من اقرب ما لديك

ليفيق من اضطرابات الذكريات على غلقها لباب الغرف؛ ليجري عليها سريعًا، وقلبه ينتفض على فكرة تركها له؛ ليطرق الباب، وتزداد دهشته عندما يرى شكلها الجديد؛ فقد قامت بوضع بعض من الصبغات على شعرها، وقصته حتى منتصف ظهرها، ليقول بعدم وعي ممزوج بالصدمة : ايه دَ
فهو يعلم مدى كُرهها للصبغات والشعر القصير
لتنظر له بثقة اكبر، وتقول بنبرة قوية لم يكن ليعتاد عليها منها يومًا : في حاجة
اقترب ممسكًا يديها، قائلًا بوجع على ما سببه لها من آلام: شمس انا عارف اني قسيت عليكِ وكنت *** مش بفكر غير في مصلحتي بس والله ندمت، وهبقى كويس بس تسامحيني ...
لتضحك ضحكة رنانة، وتقول بسخرية وغلظة : اسامح مين يا بابا ما تفوق لنفسك كدَ وتعرف وتعقل اللِ بتقوله
لتحل عليه غيمة اكبر من السواد؛ فهو لم يكن يتوقع تصرفها ذلك، ولكن ما جعل الوجع يجتاح قلبه، وتغرورق عيناه؛ هو علمه ان ذلك بسبب خيانته لها، وحالتها تلك تُصَعِب عليه الأمر أكثر؛ ليقول بهدوء مُوجع : طب ممكن نتكلم افهمك حتى
لتقول له بشدة مصتنعة : مبقاش في مابينا كلام ...
وكادت تغادر، ولكن تراجعت مرة أخرى وقالت بنبرة تكاد تحرقه : واعمل حسابك مفيش حاجة هعملها في أم البيت دَ تاني؛ ما انا مش الخدامة بتاعتك
اخليلك لازمة وفي الاخر تخوني
تغاضى عن كلامها، وأمسك يديها، قائلًا بحنان : وانا مش طالب منك اي حاجة خالص غير إنك تسامحيني
ليوقفه صراخها القوي، وهي تقول : ما تفوق بقى من أم دور المسكنة اللِ فلقتني بيه دَ وتتعدل شوية
نظر لها نظرة ابن أخطأ ومنتظر العقاب من والدته لتفاجأه بعقاب شديد الملوحة، ولكن فضل السكوت حتى لا يزيد الأمر سوءاً
لتفاجأه بقرارها الأكثر صعوبة، أو ربما قنبلتها الحارقة ...
اقتباس ... لو لقيت التفاعل عالي هنزل البارت الرابع كامل ...
الكاتبة / لقى محمد "غُصن"

ضياء الشمس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن