البارت السابع

340 22 35
                                    

التفاعل يا قمراتي
صُدمت شمس وقد حلت الدهشة عليها، عندما وجدت المنزل مرتب بشدة، بل وقد غُيرت اماكن الاثاث به، ولكن لم تدم الدهشة طويلًا؛ فقد قطع عليها دهشتها تلك، تيام وهو يمسك بوجهها بحرص شديد، ويقول بخوف عليها : ايه دَ مالك ... وشك مخطوف كدَ ليه
نظرت له بتوتر؛ فهي لم تشعر بقلقه عليها منذ زواجهم، وقالت باستغراب: مالي ؟ ما أنا كويسة اهو
ثم نظرت إلى كفيه المحيطين بوجهها بحنان، وانتزعتهم بهدوء، ولكن بداخلها كان يتمنى على أن تبقى على تلك الحالة لفترة طويلة ... ولكن ليحترق قلبها؛ لتقول في نفسها بتأنيب : مينفعش ... كفاية مشيان ورا قلبك بقى ... مشبعتيش وجع ؟
لتنظر امامها وتوشك على المغادرة، ولكن اوقفتها يده اللتي أحاطت بيديها بحذر؛ فهو يعلم أن أي شيء خاطئ يصدر منه سيفقدها من يديه، ثم قال بابتسامة قلقة قد اذهبت عقلها حقًا : شمس مالك ؟ هو في حاجة حصلت معاكِ انهاردة
_______________________________________
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني
اللهم ادخلنا جناتك بدون سابقة عذاب
اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك
__________________________

مر شريط ما حدث لها في ذلك المكتب اللعين كما لقبته؛ لتتوتر بخوف، ولكن سارعت في إخفاء توترها ذلك؛ متذكرة ما يدور في عقل تيام؛ فإذا اخبرته سيشعر بالانتصار عليها؛ لتجد نفسها تحرك رأسها بنعم؛ فتتوسع عينيها على فعلتها اللعينة تلك؛ فبماذا تخبره واللعنة ؟ أتقول له بكل ما حدث معها ... أم تصمت إكرامًا لها؛ ليفيقها من غرقان افكارها يديه التي تحركت امام عينيها، قائلًا بتساؤل مستغرب : أيه يا بنتي روحتي فين
لتفيق من دوامة افكارها وتجد نفسها في نهاية المطاف تقول بهدوء ممزوج بتوتر مخفي : هاا ... لأ أبدًا
أغلق عينيه نصف غلقة؛ دليلًا على عدم تصديقه لما تفوهت به؛ فمظهرها معاكس تمامًا لما قالت، وقال بترقب : اومال حركتي رأسك بأه ليه
حاولت اخفاء توترها؛ لتقول بغضب وقد توقف عقلها عن التفكير : تيام هو في إيه ؟
نظر لها بإستغراب، ولم يفهم مقصدها؛ ليقول بإستغراب: في ايه فايه مش فاهم
نظرت له بثقب وقالت بقسوة نوعًا ما : في إن دور الزوج الجميل اللِ خايف على زوجته واللطيف مش لايق عليك خالص الصراحة
انفتحت عيونه على مصرعيها، ولكن لم تمهله الدهشة  واكملت بنفس وتيرة القسوة، وهي تربت على كتفه : متمثلهوش تاني بقى علشان بيبوظ اليوم
شعر وكأنما شيئًا ما انكسر بداخله؛ فلم يكن يتوقع منها ذلك، هو فقط اراد اسعادها ليس إلا ... ولكن هذا نتيجة فعلته، ليتحمل ما فعله ونتايجه؛ لتحمر عيونه بشدة محاولًا اخفاء ضعفه؛ فلا هو مع حبيبته، ولا هو حبيب لزوجته ... حقًا إنه مشوش؛ ليومأ لها قائلًا بخيال ابتسامة : حاضر يا شمس
ومن ثم غادر على الفور صافعًا الباب خلفة
نظرت لأثره بشفقة، وقد شعرت بأنها قد تخطت حدودها؛ ليقويها عقلها قائلًا لها بإصرار : أنتِ صح ما يولع أنتِ مالك
لتومأ مستجيبة لحديث عقلها، متجهة إلى غرفتها، وشرعت في تبديل ملابسها، ولكن اوقفها رنين هاتفها  معلنًا عن وصول إتصال من شخص ما، لتجيب عندما تجدها ليليان، وهي تقول بصوتها الرقيق ذلك : ألو يا ليليان
لتجد الأخرى تقول بغضب مصتنع : يا بنتي ... يا بنتي بقى حرام عليكِ تخني صوتك شوية كدَ مش هنلاحق عليكِ
ليصل إلى مسامعها صوت ضحكة شمس الرنانة، المعاكسة تمامًا لصوتها الرقيق؛ لتقول الأخرى بمرح : أيوة بقى
لتحمحم الأخرى قائلةً بحياء : يابنتي اتلمي شوية
لتقول الاخرى بضحك مَرِح : هبقى افكر ... شوفتي نسيتيني كنت هقولك ايه
ابتسمت شمس بهدوءها المعتاد، وقالت : كُنتِ هتقولي ايه يا بلوة
ليزداد حماس الاخرى وتقول بفرحة : تعالي ننزل نتمشى شوية ونعمل شوبنج بدل الملل دَ أنا زهقت
نظرت شمس إلى الهاتف بتفاجأ؛ فهي نفسها بالصباح كانت تخبرها بأنها قد تعبت، والآن ماذا ؟ تريد منها الذهاب في نزهة ؟
لتقول بغيظ : مش أنتِ يا بت اللِ قولتيلي انك تعبانه الصبح ؟
لتقول الاخرى بضجر ممتع : تصدقي انك بومة، واني غلطانه اني قولتلك
لتردف شمس بابتسامة: خليها يوم تاني علشان مش قادره
اومأت لها ليليان، واغلقت الخط بعد اتفاقهم على كيف سيتقابلوا غدًا ...
_____________________________________
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك وطاعتك
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك
_________________________

أما على الصعيد الآخر
في منزل لم نذكره من قبل
دلفت إلى المنزل بتعب؛ لتجد والدتها جالسة على ذلك الكرسي المتحرك؛ لتنحني مقبلة رأسها، قائلةً بحب : عاملة ايه دلوقتِ يا ست الكل
ربتت على يديها بحنان، وقالت بابتسامة بشوشة، قد حفر بها الزمن على منحنيات وجهها : الحمد لله يا حبيبتي أنتِ عملتي ايه في الشغل
بادلتها الأخرى الابتسامة، قائلةً بحنان : الحمد لله يا روحي ... اخدتي دواكي؟
نظرت لها، وقد استولى التوتر على ملامحها؛ فهي لا تحب أن تثقل عليها، وقالت بتردد : بصراحة
لتردف الاخرى قبل أن تكمل والدتها : يبقى هو خلص صح
أمأت لها بخوف وكأنها هي الابنة وليست الأم؛ لتقول الاخرى بغضب خفيف : يا أمي يا حبيبتي مينفعش كدَ ... ثم صمتت وقالت محاولة الهدوء؛ فعدم اخذها للدواء يوم واحد قد يتعبها كثيرًا : لو سمحتِ لما علاجك يخلص تقوليلي
نظرت لها بابتسامة، وقالت بهدوء : حاضر ... ثم هلت عليها بالدعوات التي تريح قلبها، وتشعرها بالراحة
وبعد عدة دقائق كانت تدلف إلى غرفتها، والتفكير يجتاح عقلها، ولكنها تخشى علم والدتها بما ستفعل؛ فإذا علمت ستفقد والدتها حقًا
ليأنبها ضميرها، ولكن هي حقًا تحتاج إلى تلك الخطوة، ذلك ما اقنعت به نفسها
لتبتسم وهي تنظر إلى الهاتف بين يديها بإبتسامة شر قد تفتك بالعالم من حولها ... فعقلها اخطر من المافيا في شره ..
فمن هي يا ترى ؟
وماذا ستفعل ؟
وما الذي يوجد على الهاتف ؟
الكاتبة/ لقى محمد "غُصن"
لو التفاعل وصل 20 هنزل البارت الثامن انهارده

ضياء الشمس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن