البارت العشرين

141 6 46
                                    

بعتذر عن التأخير بس مكنتش بعرف افتح في ايام الدراسة
ظهرت ابتسامة خبيثة على ثغر فِراس، وهو ينظر إلى الأوراق بسعادة وكأنه حصل على كنز عظيم، وقال بحماسة شديدة : والله ووقعت في ايدي يا تيام ...
ليقوم بجمع مقتنياته الشخصية المُرماة على المكتب بإهمال قد اعتاد عليه، وعقله يرتب ما يهواه، ثواني وكان يضع متعلقاته في جيب بنطاله، ويمسك اوراقه على عجله من امره، ومن ثم غادر مكتبه متجهًا نحو مكتب رأيسه، طرق الباب عدة طرقات حتى سمح له ذاك الرجل البشوش بالدخول، قائلًا : ادخل يا فِراس
أومأ له مُبتسمًا بخباثة؛ ليشير له الاخر بيده علامة على الجلوس؛ لينفذ الآخر سريعًا ويجلس بهدوء

نظر له ذاك الرجل لبضع ثوانِ؛ ليعرف ما في جوفه؛ فهو يعرف تلك الابتسامة اللعينة جيدًا، ثواني وقال بهدوء وجدية : اتفضل هات الاوراق
فرغ فاه الاخر؛ من معرفته، ولكنه أومأ واعطاه الاوراق على الفور، وهو يقول بخباثة شديدة وعينيه تجوب وجه الرجل؛ ليقرأ تعبيراته ويحدد ماذا سيفعل، ولكنه اخمده قائلًا بثبات : تعرف إن الاوراق دِ ملهاش لازمة
انطفى ذلك الضوء الذي كان ينير عينه، وقال بتعجب بعدما انكمشت ملامح وجهه : ليه بس

ضرب على مكتبه بغضب جم، وعينيه يتطاير منهما الشرار، وقال بصوته الجوهري : علشان سيدتك مرجعتليش قبلها وكمان بتخطط وتنفذ! ليه شفاف انا، وبعدين يا استاذ فِراس المصدر اللِ جايبلك الاوراق دِ اصلًا مصنف خطر ومينفعش ناخد منه كلام دلوقتِ اصلًا، ثم إن فين الامر اللي جالك مني علشان تاخده، من امتى واحنا بنتصرف بدون أمر أو توجيه، ثم صمت قليلًا وصرخ بشئ من الجحيم : ها امتى

اخفض رأسه بيأس، ثم رفعها بعد بضع ثواني وقال ببصيص أمل، ورأسه الخبيث مازال يخطط : حضرتك عرفت كل المعلومات دِ معنى كدَ انه بعلمك فممكن نمشي الاوراق قانوني

لم يجيبه، بل فعل الاكثر وهو ينظر اليه بثقب وعينيه بها قطعه من الجحيم تتغلغل بها شئ فشيئ بسبب ذلك الفتى الذي لا يسأله قبل أن يفعل شئ، ومن ثم قال بضجر جحيمي : اطلع برا يا فِراس، ثم صمت قليلًا واكمل بوعيد : وصدقني بعد كدَ مش هتفاوت معاك ابدًا بل هتلاقي مني وش متتمنهوش لاعدائك
أومأ له ببعض من الخجل، وانحنى ليأخذ الاوراق، ولكنه تفاجئ به ينتشلها من بين يديه، ويقول بهدوء ممزوج بصوت الاشباح خصته وعلى وجهه الكثير من الجمود : لأ دول دخلوا مكتبي يعني بقوا بتوعي ... ثم اشار له اتجاه الباب وقال بمحاولة لإمتصاص غضبه : اتفضل يا فِراس على مكتبك، ومتتصرفش تاني بدون إذن مني
اومأ له والشرار يتطاير من عينيه، وغادر المكتب بسرعة، صافعًا الباب خلفه بشدة؛ فهو على أتم استعداد على فعل اي شيء لينال من تيام
فهو يكره هذا الشخص بطريقة تجعله مُجرم لا مُبالي للعقاب ... نعم فهو حقًا قد جُن
فماذا سيفعل يا ترى؟
وهل سيوافقه الحظ ام ان قدره غير تفكيره؟
_______________________________________

ضياء الشمس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن