البارت الثامن عشر

174 18 63
                                    

التفاعل وحش، ودَ سبب التأخير؛ فنجمة قبل ما تبدأوا
انتفض من نومته، على رنين هاتفه معلنًا عن وجود اتصال من حماه، وضع يده على وجهه ماسحًا عليه بقوة، سامحًا لشفتاه بإطلاق تنهيدة مُتعبة، ثواني وكان يجيب على الهاتف بمرارة في حلقه، وكاد أن يقول صباح الخير ولكنه تفاجئ بكلماته؛ فقد قال بجمود شديد، وقسوة : نص ساعة وتكون عند المأذون اللِ في اخر الشارع
كاد أن يعترض، ولكنه تفاجئ بالهاتف يُغلق في وجهه
ألقى الهاتف بغضب دميم، يكاد يحرق الاخضر واليابس، مطلقًا صرخة قوية علها تبوح بما في داخله
نزلت دموعه بغزارة، وأخذ يبكي مثل الأطفال، وشهقاته تملئ المنزل حزنًا على ما توصلوا إليه؛ ليلعن والظروف ووالدها أيضًا تحت انفاسه، وكاد أن يأخذ الهاتف بيده المرتعشة، ولكنه توقف بخزي مكورًا يده، وهو يضغط عليها بشدة، تمنى لو ترجع به الايام؛ ليعيد ما دمره، ولكن هيهات يا صاح؛ فكل شيء قد تدمر
... شدد على قبضة يده، ضاربًا إياها بالفِراش، وصرخاته النادمة تدوي في المكان، واخذ يهذي بكلمات الندم التي تجول في صدره، شهقات متتالية القاها من فمه بإنكسار يكاد يقتل جريح قلبه ... قام عن جلسته محاولًا الاعتدال في سيرة؛ فارتعاشت قدماه كانت تعيقه حقًا، بكى بحسرة؛ فكل ما هو عليه الآن بسبب انانيته، وطمعه بمشاعر ليست له من الأساس؛ ليلعن نفسه وانانيته تحت انفاسه ... توقف امام المرآة بجسد مرتجف، وحول نظره إليها بخزي من نفسه، وأخذ ينظر إلى هيئته المزرية تلك وبداخله الكثير من المشاعر؛ ليحول يده لعينيه ضاغطًا عليهما بشدة؛ حتى كاد على فقدهما، واقترب من إحدى الفاظات الموضوعة على التسريحة، ومشاعره تتضارب بشدة، بينما قلبه كان يؤنبه بشدة على ما فعله بها، وعقله يصرخ عليه بأنه مظلوم، وأن تلك الصور مفبركة ...
فتح عينيه ببطئ شديد ممزوج بشعور غريب تجاه نفسه، حول نظره مرة أخرى إلى المرآة، ونظر بثقب إليها، والشعور بالكره تجاه ذاته هو المسيطر عليه، قبض بشدة على الفاظة، لبضع ثواني، ثم نظر إلى المرآة بتوجس، ولكنه ألقى الفازة على المرآة، صارخًا بخزلان : حقير، وهتفضل طول عمرك حقير
ثم حول نظره إلى داخل المرآة، قائلًا بإنكسار ممزوج بشماته بنفسه : ضيعتها من ايدك، ثواني وكان ينتفض في مكانه، صارخًا بحزن يغزوا قلبه كالسم، وهو يقول بندم جم : ضيعتها ليه، ضيعتها ليه يا أناني ... اااه
ارتمى على الأرض بعدم تحمل لما هو عليه، ووضع يده على رأسه بخزي منه، وظل على حالته تلك لفترة، ومن ثم اعتدل في جلسته بضعف، قائلًا بتأنيب لنفسه : اذيتها ليه، ليه تموت مشاعرها؛ ليصرخ حتى كادت احباله الصوتيه توشك على الانقطاع، قائلًا بنبرة تخلوا من الحياة : ليه تأذي الوحيدة اللِ حبتك ... ليه تكون كدَ ... ليه
_______________________________________

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليمًا كثيرًا عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك
اللهم ادخلنا جناتك بدون سابقة عذاب
______________________________

ضياء الشمس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن