البارت التاسع

268 24 49
                                    

20 نجمة وانزل البارت العاشر انهاردة
أنت اتجننت ولا ايه ... أنتَ منخيل أني هسمحلك زي زمان ولا ايه ... لأ يبقى متعرفش أنتَ بتكلم ميين ؟
أنا مش ليليان بتاعت زمان يا عااادل، ثم قالت بصراخ ساااامع
كان ذلك ما تفوهت به، وقد عماها غضبها، ووجع الماضي المولع بقلبها، الذي ترك جرح عميق بها لم يستطيع احد ترميمة حتى الآن ...
اقتربت منها شمس سريعًا محاولة تصليح الموقف، وايقاظ ليليان التي بدأت للتو في الهزيان بكلام لم يفهمه كلاهما، وقالت وهي تهزها برفق : ليليان فوقي ... ليليان يا حبيبتي
نظرت لها الآخرى بتيهة، شعرت بها وكأنها تقف في منتصف طريق وكل السيارات تقترب منها والأشخاص يسيرون بهدوء وكأن لم يحدث شيء غريب ؟!
أما شمس فكات لا تحسد على موقفها، وكانت تنظر لها ترة، وترة آخرى لعز، وعلى ذكر اسمه فكان هو الآخر قد صدم حقًا، وتفكيره منحصر حول سؤال واحد ... كيف لها أن تحدثه هكذا ؟.
أهي لا تعلم مدى خطورته ؟!
ولكن كان ينظر لها الآخر بشفقة على حالها، ولكن قسوته قد تحكمت به؛ فأردف ببصوت خشن، اجش : أنتِ بتكلميني انا كدَ ؟ ... فوقي يا *** أنتِ
فُزعت شمس، وخفق قلبها بخوف ممزوج بتوتر، ولكن ما فاجأها هو نظرته التي تعلقت بها بسخط، وقوله بقوة والشرار يتطاير من لؤلؤتيه : برة
نظرت له بتوتر؛ فكيف لها ان تترك صديقتها ما ذلك الوحش بمفردها ؟!
فقال بقوة اكبر وصوت كالاشباح حقًا، ومقلتيه مثبته على ليليان بغضب دميم : لوحدك ... برة لوحدك
انتفضت هي على اثر صوته، الذي جعلها تلعنه تحت انفاسها، ونظرت له بغضب جم، ولكنها تفاجأت به يحول نظرته المُحملة بجميع ألوان الخوف لها؛ فأهتزت برعشة سرت في جميع أنحاء قلبها، واسرعت فارة منه؛ فهي ليست بالقادرة أن تقف في وجه ذلك الوحش
أما هو فقام من جلسته مقتربًا بهدوء ما قبل العاصفة من ليليان، وعينيه تغزوا لشيئ ما، لا يفهمه سواه، وشيطانه، الذي كان يجلس داخل عينيه الآن؛ ليمسك ذراعها بقوة ونظره مثبت عليها، وغضب العالم يقبع بداخل يديه، التي كانت تقبع على يد ليليان، التي تأوهت بوجع؛ ليقول الآخر بشدة هامس بصوت أشباح : مشاكلك متطلعش هنا في الشركة، ثم أكمل بصوت اصعب مما كان عليه؛ جاعلًا الدماء تهرب من وجهها مثلما جرت من ذراعها اللذي يعتصره بقبضته الشديدة على ذراعها المكسوا : ساااامعة ... بلاش تطلعي شطاني عليكِ ... علشان صدقيني انتِ مش قده
ليقترب منها اكثر، وهو يحول يده الاخرى على فكها؛ ممسكًا به بشدة هامس بصوت أشباحه المخيف، وهو مغمض العينين باستمتاع بارتعاشها؛ فهو مريض يعشق تعذيب من امامه، وبحظها اللعين كانت هي الضحية الجديدة لديه، بل لنقول التسلية لدية، وقال بابتسامة تكاد تصل إلى أذنيه : اصل صدقيني مهما كان ماضيكِ مؤلم، ثم اكمل وهو يحول عينيه داخل عينيها، والتي كانت مخيفة اكثر حقًا، وقال بتلاعب على اوتار خوفها : مش هيألمك قدي
نظرت له بهلع، مطلقة آهات وجع؛ منه بعدما ألقاها بجشع على الارض وهو يدندن احدى الاغاني المحببة لديه، وكأنه لم يلقي بشخص ويؤلمه منذ ثواني؛ لتنظر هي له بارتجافة وقامت بخوف من الارض، وكادت أن تخرج من المكتب، وقدميها لم تقدر على حملها، ولكنها تحملت على نفسها  وتوقفت عندما استمعت لصوته وهو يقول بتلاعب مقذذ : خدي بالك بعد كدَ انتِ بتتكلمي مع مين يا ... ثم اردف وهو يتثاقل على قوله : ملاذي
نظرت له بغضب شديد، ولم تعطي له اهمية لكلامته، واسرعت في الهروب منه؛ فقد شعرت بأن الهواء قد اختفى من حولها، وانها على وشك الهلاك، ولم تكن لتعتقد أنه يكون بكل تلك القسوة، وما إن خرجت حتى رأت شمس تمسك بها، وهي تنظر لها بشفقة على حالها، أما الأخرى فقد نظرت لها بألم، ودموعها تغزوا وجهها، وهي تعلم جيدًا اين مجراها على وجهها
اسرعت بالخروج من تلك الشركة عازمة امرها على تركها؛ فهي بحق مخيفة، وقامت بإجراء اتصال على شخص ما ليأتي لها ...
فمن هو يا ترى ؟
وهل حقًا ستترك العمل ؟ أم أن خطط القدر اخرى ؟
______________________________________
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك وطاعتك
اللهم ادخلنا جناتك بدون سابقة عذاب
الحمد لله حمدا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه
____________________________

أما في مكان ما
كان فِراس يجلس بإيراحية شديدة واضعًا اللاب توب على قدميه، وبفمه شيئ يسمى بخلة الاسنان  يتلاعب به، وبعد القليل من الوقت قام باخراجه من فمه
وهو يبحث عن كل ما يخص تيام ؟.، وماذا يحب ؟ وماذا يكره ومتى تزوج ؟.، وكيف حاله مع زوجته ؟
ومن ذوجته
ليظل على تلك الحالة لفترة طويلة؛ ليشعر بوجع يجتاح رقبته؛ فقام بهدوء واضعًا يده في جيب سترته، وهو يفكر بخبث شديد لا يليق إلا بفِراس مثله حقًا
قاطع تفكيره المدمر ذلك دلوف صديقه إلى المقر وهو يقول بسرعة : في قضية جديدة مهمة جدًا والبُص قال مفيش غيرك هيمسكها
نظر إليه لبضع ثواني بهدوء مميت، ثم مد يده دون أن يتحدث بكلمة؛ ليقوم الاخر بدوره ويعطيه الاوراق المهمة
اخذها منه بغموض، ثم اشار له بيده دليل على أن يخرج؛ فمهمته قد نفذت
قام فِراس بإبتسامة شر بفتح اول ورقة، وهو يقول بصوته المميز : اخيرًا لقيتلي صيدة، ثم حول نظره على الاوراق المتعلقة بتيام وغمز لها وكأنها تيام نفسه، ولكن هي بالفعل تيام نفسه؛ فحياته كلها تتواجد داخل تلك الاوراق، وقال بابتسامة شر وغموض : أما أنتَ بقى فهحبك اووي
وقام بالجلوس على الاريكة براحة تامة وبدأ في قرأت تلك الاوراق بتركيز تام ... متناسيًا تيام؛ حتى يقدر على التفكير بصفاء ذهن
وعلى ذكر اسم تيام؛ فكان يجلس في الغرفة بتوتر يزلزل عقله، ويفكر ايقول لها على كل الحقيقة أم يفضل السكوت، وترك القادم على الله
نظر امامه على هاتفه الذي يوجد به تغفيلة قد اخذها لرحيق، وقال بصوت مبحوح من فرط تضارب مشاعره وتيهته في الإختيار، وظل ينظر لها لفترة طويلة متذكر كل زكرياتهم معًا، وحبهم الذي لم يتهنى به؛ لتسقط دموعه على كل تلك الاحداث المولعة لقلبه، فقلبه لم يذق الحب سوا معها، هي وحدها القادرة على جعله يبوح بما يكنه لها داخل صدره؛ فهي من عشقها حد الهالاك، هي من وقف في وجه الجميع لأجلها هي ... فقط هي، نظر إلى ضحكتها التي لطالما كانت مأمنه وأمانه؛ فضحكتها كانت تخرج لتجعله يتنفس، وقلبه قد اشتاق لدروب حبها، وابتسامته تريد الظهور لها فقط تريدها هي ...
كان يتمنى أن يبقى معها وألا يصلا إلى تلك الدرجة من الفقد ... خفق قلبه عند كلمة الفقد، وقد شعر بوخزة في قلبه؛ عندما تذكر أنه سيفقد جوهرته والتي لم تبخل عليه بمشاعرها قط، تذكر خوفها عليه عندما كان يتأخر تمنى لو ينسى رحيق حتى يقدر على الاستمتاع بجوهرته، والتي يعرف حق المعرفة انها تفعل ما بوسعها حتى لا يستضعفها، أو حتى لا يتركها، يعلم انها تريده حتى وإن لم تصدر له ذلك ...
نظر إلى الهاتف بيده وقام بالبحث عن صوة لها، ولكن لم يجد ... توقف عن البكاء للحظة أهو لم يعطيها إهتمام إلى تلك الدرجة ؟
أهو اهملها حد الترك ؟
لتصدر منه شهقة، ولكنه قام بوضع يده على فمه؛ حتى يصمته عله يهدأ من روعه، وهنا علم انه مفتقد اياها بحق؛ فيومه لم يعد يكتمل سوا برؤيته لها ... ولاهتمامها به الذي لم يذوقه سوى معها فقط هي من لم تتحدث كثير فقط تعطيه افعال محببه اليه ... فقام بالاتصال عليها على الفور، ولكنه استمع إلى ...

الكاتبة / لقى محمد "غُصن"
جماعة البارت العاشر هيتكتب دلوقتِ بس مش هينزل غير لما التفاعل يبقى حلو ...

ضياء الشمس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن