البارت الحادي عشر

261 22 50
                                    

التفاااعل
أتت له سريعًا، وقلبها ينتفض على حزنه؛ فنبرة صوته كانت كافية لتعلم ما به من حزن؛ فمهما حدث منه قلبها البغيض ما زال يعشق قلبه؛  لتذهب له بعدما انجزت عملها والقلق يجتاح قلبها، وبعد بضع دقائق كانت تدلف بخطوات سريعة إلى منزلها بخوف حقيقي عليه؛ لتستمتع إلى صوت بكائه القوي، وهو حقًا غير قادر على فعل شيء ما غير البكاء؛ فقدره قد حُدد من شخص لم يفرق معه وجع قطعة منه ...
دلفت الاخرى بخطوات سريعة، والقلق يتثاقل في قلبها، والشعور بالاختناق يكاد يقتلها؛ فكيف لها أن ترى قطعة من قلبها موجوع وتظل على صمتها ؟
صدمت ... نعم صدمت عندما وجدته بكل ذلك الوجع والكسرة؛ فهي قد اعتادت عليه يوجعها فقط ...
ظلت على حالها تطالعه بصدمة، ولكنها قد بدت له شماتة به؛ ليصرخ بها بصوته المتحشرج ذلك: ايه فرحانه فيا صح ؟
وصلتي للِ عايزاه ؟
ليكمل صراخه مرة أخرى ولكن بقلب قد زاد به الألم، عندما وجدها تقترب منه، ولكنه شاهد تصلبها بصدمة من صراخه وتفكيره اللعين؛ ليكمل بكسرة أكبر وعيونه تصرخ ألم من احمرارها، وكأنها سُقَت من كاسات دماءه المحروق بنار الفقد، والتي ذاقها هو من قبل، وقد حان وقت ان يُسقى به الجميع : كنتِ عايزة تشوفيني كدَ صح
ليضحك بغصة في قلبه، ومحاولته في التكلم تأبى بالفشل، والدموع تُذرف من عيونه :  اهو اديكِ شوفتيني، صمت قليلًا وأكمل بصراخ متألم، وشرخه قد تحول لكسر لم ولن يُصلح في يوم : استريحتي كدَ صح ؟
ليزداد من وتيرة صوته ويسألها ببكاء؛ جاعلًا من الاخرى تنتفض في مكانها، وهي تستقبل كلماته المسمومة التي ألقاها عليها مثل سم الأفعى، ودموعها تنزل على قلبها تكويه، قبل ان تنزل على وجهها بصمت : ليه ... هااا أنا عملت ايه علشان أشيل وجع لحد كنت بحبه ... هااا ذنبي ايه اني اتعلق بيكِ وابقي محتاجلك، صمت ولكن دموعه لم تصمت بعد، واردف بمرار يحطم قلبه : حتى أنتِ ما صدقتي سيبتيني وبدأتي حياتك ... طب انا وحش للدرجاة دِ علشان الكل يسيبني ؟
صرخت، نعم كيفما قراءتموها، صرخت بفيض من الكتمان المحتم عليها، وقد كان شعورها بالوجع والنار تقيد بين ثنايا روحها الموجوعة منه، وقلبها قد طفح كيله منه، وسؤالها كان يدور في عقلها مثلما تلف الأفعى حول الانسان :
أهو الآن يحملها ما حدث منه !
وهي بالأساس من ضحت لأجله ؟
صرخت بوجع بدى على ملامحها المفحمة والدموع قد جرت على طريقها التي اعتادت عليه : أنتَ ايه يا اخي هااا ... عايزني اعمل ايه تاني علشان تحس بيا ؟ هااا كنت مستنيني اقعد تحت رجلك اترجاك تحبني ربع حبي ليك ؟
هاااا لأ بقى كفايه انا مش لعبه ...
لتكمل بشهقات متتالية، وهي تشير إلى نفسها بصراخ، وعينيها تغرورق لؤلؤ بخزي من مشاعرها اتجاهه : أنتَ مهما دورت وحبيت محدش هيحبك قدي يا تيام 
حولت نظرها إلى يدها مُناظرة تلك التي تسمى "بالدبلة" وقالت وهي تختلعها بفقدان الأمان والدفئ، وكأنما تختلع قلبها، ولكن لا فالآن ليس لها بالحب، وقالت بقلب يكاد يفتك: شايف دِ ... دِ الحاجة الوحيدة اللِ بتربطنا يا تيام، أنتَ عمرك ما كنت معايا ولا هتكون، أنتَ دايمًا تفكيرك وقلبك وانتَ نفسك مش معايا؛ لتصمت وتكمل بشهقات باتت مكتومة : معاها ... معاها وبس يا تيام ؛ لتحول يديها على وجهها تمسح تلك اللعنة التي تسري على وجهها، وتحرق روحها، وتردف بنظرات تحمل كل طايات العتاب، والوجع، والألم المتعددة، وهي تضحك على سذاجتها، وتفاوتها معه :  كنت عايزني اعمل ايه وانا بعرف انك بكل بساطة بتخليني بديل لحب خدعك وانا كنت بملي مساحة فاضيه أنتَ اصلًا كنت مليها بطوب محروق بيترمي عليا يحرق روحي، صمت يحاول ابتلاع كلماتها المجروحة، وهي تصرخ بوجع اكثر؛ فكيف لها بكل ذلك الخزلان منه؟ : هااا لأ وكمان عايزني أسكت وانا شيفاك بتحاول ترجعلها؛ لتضحك بسخرية من قدرها اكثر ودموعها مازلات على وجهها  : لأ وانا اللِ كنت بطبطب واطيب بقلبك ولو كنت قولتلي ارمي نفسك من فوق العمارة كنت عملتها وانا مغمضة؛ لتسأله مجيبه على سؤالها :
عارف ليه ؟
علشان حبيتك بجد ... ولكن فين هاااا أنتَ فين من كل دَ ؟
لتقوم بمسح لؤلؤها بألم؛ فحسبتها له كانت بمثل حسبة لدولة تسقط؛ فأتت هي عليها أكثر، وقالت بمرار دميم : اه افتكرت كنت بملى مساحة أنتَ اصلًا كنت بتحاول ترجعها
أما هو فكان كمثل من سُكب عليه دلو ماء مثلج، في وسط جو مليئ بالبرد؛ فلم يكن يعتقد انه بكل ذلك الشر
لتنفتح عيونه على مصرعيها؛ فلم يكن ليعتقد انها ستصارحة بكل ذلك، ولكن هو يوقن حد اليقين ان ذلك نقطة في بحر اوجاعها، والتي كان هو السبب بها
لينتشله من صدمته، قولها بضحك مرير : اتصدمت صح، أنا بس عايزاك تعرف أن كل اللِ أنتَ فيه دَ نقطة من بحر وجعي واللِ ربنا بيعاقبك عليه؛ لتشهق بألم وكأن روحها ستؤخذ وتقول محاولة اكمل حديثها : تعرف لما اتصلت عليا جيتلك جري خوفت عليك مع إن اللِ عملته فيا مش قليل بس انا هبلة عارف ليه ... علشان لسه بحبك كنت ... كنت مستنياك ترجع عن تفكيرك ... بس أنتَ اذيت كرام
كادت أن تكمل كلامها ولكن قاطعها ...
_______________________________________

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرًا عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك
اللهم ادخلنا جناتك بدون سابقة عذاب
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
_______________________________

أما على الناحية الأخرى
كان يقف ذلك الملقب بعز بتعالي، وشموخ لا يليق بقذارته، وحقًا صدق من سماه بعز؛ فهو عز ولكن عز شر ... فقلبه ليس بقلب بشري مثلنا ...
ليقول بصوته الاجش الغليظ : تجيبلي الورق، ثم ابتسم بشر واردف بثقة : تستلم بنتك
بادل الاخر نظرته بنظرة ترجي، وهو ينحني ناويًا تقبيل يده بكسرة، ولكن ليس بيده شئ ليفعله، ويقول بخزي من قدره الذي اوقعه بيد ذلك الكائن المقزز : بالله عليك يا بيه بنتي لأ
ضحك بتعالي، وقال وابتسامة الشر تشوه وجهه، أما عينيه فلم احكي عن مدى خلوها من الإنسانية فيكفيكم ذلك المشهد المقطع للقلوب : امممم بنتك لأ
انحنى لمستواه جاذبًا إياه ناحيته بقسوة، وكأن ذلك شيطان متحرك، وقال بصوت الأشباح خاصته : طب ايه رأيك أننا هنوجب معاها، ثم صمت وهو يتلاعب على وتيرة اعصابه بتلذذ، وقال بخبث قد دُفن بداخل روحه؛ ليجعله شخص يبغضه الجميع : لأ ومش بس كدَ هنبيع أعضاءها
ألقا على الأرض مثلما يلقي القمامة، ومن ثم قال وهو يعتدل في جلسته واضعًا قدم فوق الأخرى بسخرية ممزوجة بتعالي بغيض : اصل انا طيب اوي
فك قدمه وانحنى مرة أخرى لمستواه بتسليه محببه لقلبه المريض ذاك، واردف بتسائل وابتسامته الشيطانية تزداد : تحب تدوق طيبتي ؟
ظهر الهلع والخوف على ملامح الاخر؛ ليقول بترجي، وعينيه تفيض ما يكفيها من قسط الدموع : بنتي لأ يا بيه، ثم اردف وهو يشير إلى نفسه : اقتلوني انا بس هي لأ
اهتز المكان من حولهم من صوت ضحكاته المقززة مثله، وقال بخبث دميم مشبه بروحه، وحاجبه مرفوع : دَ أنتَ طيب اوي؛ ليغير من وتيرة صوته إلى درجة اصعب، ويردف وهو يمسك برقبت الآخر : وهو انتَ فاكر أني هسمحلك تعيش لو منفذتش كلامي
سُرِع الآخر وقال باستسلام؛ فكيف له أن يتحدى شيطان مثله ؟
وحاول اخراج صوته؛ فهو كاد أن يفعلها على نفسه من هول الموقف، ولكن بالآخر أبى له صوته ولكنه خرج متحشرج : حاضر، ثم اكمل بترجي : بس محدش يجي جنب بنتي يا بيه
أومأ له بتعالي، ثم فك يده من عليه مشير لأحد رجاله حتى ياخذه، ويخبره ما عليه فعله ...
فما هي تلك الاوراق يا ترى ؟
وهل هي متعلقة بتيام ام ماذا ؟
وهل سيحالفه الحظ ؟ أم أن خطط القد مختلفة ؟
التفاعل بقى بالله 🥺
الكاتبة / لقى محمد "غُصن"

ضياء الشمس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن