{ قال و من يقنط من رحمة ربه إلا الضالون }
꧁꧂
كانت الشمس قد بدأت تشرق بحذر فوق الأفق، وكأنها تدرك حجم الأهمية لهذا اليوم. خيوطها الذهبية تتسلل من بين سحب الصباح الرمادية، لترتطم بواجهات القصر الفخم الذي يطل على ساحة العرض في سانت بطرسبرغ، المدينة التي كانت تختزن أسرار التاريخ، أصبحت الآن مسرحًا لأحد أعظم الاستعراضات العسكرية التي شهدتها روسيا في سنوات طويلة.على المنصة الرفيعة وقف ألكاي زولديك وزير الدفاع الوطني الروسي، شامخًا ببدلة عسكرية خضراء مُزينة بأوسمة من الذهب كانت تتناغم مع هيبته، فكل تفصيل في مظهره كان يوحي بالقوة والانضباط ، شعره الأبيض المنسدل، ووجهه الذي تتسم ملامحه بالصرامة، كانا يعطيان انطباعًا عن رجل لا يعرف التهاون في أمر يتعلق بقوة بلاده.
في عينيه التي كانت تحمل بريقًا من الرمادي البارد، كان يكمن البحر العميق من الخبرة العسكرية والقيادة، تلك العيون التي لا تترك شيئًا دون مراقبة. كان جسده، طويلًا متينًا، يرتكز على ساقين ثابتتين كما لو أنه جزء من الأرض نفسها. كانت يداه معقودتين خلف ظهره في وضعية تنم عن ثقة مطلقة، بينما كان عقله يعمل بلا توقف، يحلل كل جزء من العرض الذي كان يسير أمامه
ابتدأ العرض مع ظهور أولى الطائرات المقاتلة، التي اخترقت السماء بضوضاء حادة جعلت القلوب تنبض بشكل أسرع تُحلِّق في تشكيلات دقيقة، تنقض على الأفق بألوان العلم الروسي التي تشكلت في السماء كأشرطة دخانية بيضاء وزرقاء حارقة، تُعلن عن قوتهم التي لا تضاهى.
ثم انطلقت الدبابات الثقيلة، تمشي جنبًا إلى جنب في صفوف منظمة بدقة متناهية جعلت الأرض تحتها تهتز، الجنود الذين كانوا يسيرون خلفها، كانوا في تناغم تام، حركة واحدة منهم تكمل الأخرى وكأنهم جوقة موسيقية، كل تفصيل مُنفَّذ على أكمل وجه.
وأمام هذا العرض الضخم، كانت كل حركة محسوبة، كل خطوة كانت مُعدَّة بدقةٍ متناهية. في المسافة البعيدة، كانت صواريخ أرض-جو تُطلق في تنسيق مثالي، تنفجر وتُرسل عمودًا من الدخان إلى السماء، وكأنها نيازك تسقط من الأعلى لتضرب هدفها دون تردد.
** ** ** ** ** **
بعد انتهاء العرض العسكري المهيب ، جلس ألكاي في إحدى القاعات الفاخرة رفقة بعض من الجنرالات و كبار الضباط حيث تتناغم الأناقة والهيبة. جدرانها العالية كانت مزينة بأقمشة حريرية داكنة تعكس ضوء الشموع والثريات الكريستالية المعلقة في السقف، مما يضفي جوًا من الفخامة والترف أما الأرضية مغطاة بسجاد فاخر، منسوج بألوان دافئة وأشكال هندسية معقدة، بينما تحيط بالجدران نوافذ ضخمة من الزجاج الملون ، و في الزوايا كانت توجد تماثيل برونزية تمثل قادة عسكريين من العصور القديمة، وأسلحة تاريخية معروضة خلف زجاج الأرفف بينما ازدانت الجدران بالأعمال الفنية التي تعكس التاريخ الحربي الروسي، لتؤكد على القوة والتاريخ العسكري العريق للبلاد.
YOU ARE READING
☄ ألمع نجوم ☄
Actionعندما تجتمع الذئاب البشرية لقتل الأمال الفتية كان لزاما على الأبطال أن يجدوا منفذا للإنتقام " ملك القبضة الحديدية " سيحدد المصير !