الفصل الثامن عشر { في أحضان المأساة }

87 45 17
                                    

{ و لئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذن لخاسرون أ يعدكم أنكم إذا متم و كنتم ترابا و عظاما أنكم مخرجون هيهات هيهات لما توعدون إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت و نحيا و ما نحن بمبعوثين إن هو إلا رجل إفترى على الله كذبا و ما نحن له بمؤمنين قال ربي انصرني بما كذبون قال عما قليل ليصبحون نادمين }


꧁꧂


لم يكن يسمع في ذلك الرواق الطويل سوى صوت وقع الأقدام التي كانت تسابق الريح للنجاة ، كانت تركض بأقصى سرعة و شعرها الأشقر يتطاير خلفها ، بينما كانت دقات قلبها تنبض بقوة كأنها طبول الحرب ، و كل خلية في جسدها تصرخ بالخطر  ، و كانت لعنات خافتة تخرج من شفتيها

فقدت السيطرة على أفكارها و أصبح كلها تركيزها صوب الهرب من تلك الكيانات التي كانت تطاردها، كانت تريد الإتصال بوالدها و إنقاذ أمها لكن مهمتها فشلت فعلا !

واصلت ركضها إلى أن وجدت أمامها مصعدا فأسرعت نحوه و ضغطت على الأزرار بأناملها المرتجفة لفتحه

هيا ! هيا ! أرجوك  !... همست بقلق و خوف

ففتح الباب أخيرا فسارعت بالدخول و الضغط على زر النزول  ، فيغلق الباب أمام أعين أولئك الرجال الذين كانوا يطاردونها و بذلك قد نجت منهم !

أسندت ظهرها على الحائط بتعب و هي تغمض عينيها في محاولة لإلتقاط أنفاسها غير المنتظمة ، و بعد لحظات فتح الباب فأطلت برأسها على ما بدى و كأنه مستودع ، فأخذت نفسها عميقا ثم مشت بخطى حذرة و هي تمسك مسدسها

كان المكان ذو إضاءة حمراء قوية كأنه نار مشتعلة ، و تتمركز على جدرانه قارورات غاز بيضاء صغيرة نشرت حرارة شديدة في المكان أدت لشعور فيوليت بالإختناق... و بينما هي تتفحص المكان بأعينها الزرقاء بصمت فاجأها ظهور رجل أمامها مرتديا ملابس مهندس ، كان يحمل عصا حديدية أراد ضربها بها إلا أنها أسرعت في الإمساك بذراعه و أخذ العصا منه ثم ضربته بها على رأسه فيسقط أمامها فاقدا للوعي 

و يبدو أنه لم يكن الوحيد فقد ظهر رجال آخرون يرتدون ملابس تشبه بذلات الجنود ، ليحاصروها من كل جانب و يبدأو في قتالها

كانت فيوليت تشعر بالغضب و الخوف في آن واحد لكنها كانت مصممة أيضا على الهرب و الإفلات من قبضتهم ، فقاتلت بكل ما أوتيت من قوة  ، فكانت تطلق الرصاص على كل من إعترض طريقها

لكن عددهم كان يزداد و الرصاص نفد منها  !

و بينما هي في لحظات التوتر و القلق أحست بذراع صلبة تلف عنقها محاولة خنقها  ، فقامت بضرب الرجل بمسدسها على رأسه متسببة له بنزيف ،  فوقع أرضا و هو يضع يديه مكان الجرح

☄ ألمع نجوم ☄Where stories live. Discover now