٢٠. فصل إضافي ١

21 2 0
                                    

الأمير جومين.. بعد الخاتمة....


بدأت طلائع النهار على تاهير التي انتعشت بعد برودة الليلة الماضية.. الشتاء بدأ منذ عدة أسابيع، ورغم أن البلاد لا تعرف الثلج لكن شتاءها باردٌ كفاية لينتظر الشعب دفء الصيف بلهفةٍ واضحة.. حاولت تاهير تناسي العدوان الخادع الذي لم تتوقعه يوماً، مع تجنيد القوات لتنظيف المدينة وإعمارها لتعود أزهى مما كانت عليه.. أمر الملك بإقامة سورٍ جديد حول تاهير ليضمّ الأحياء التي تبعثرت خارجه، بالإضافة لتحصين نهر العصب في عدة مواقع لتفادي تكرار مثل ذلك الهجوم.. ولم ينسَ إعمار ميناء جليك مرةً أخرى وزيادة تحصيناته ليكون مهيئاً للدفاع عن المملكة أفضل مما كان عليه..

وفي القصر الملكي، وقف جومين يعدل هندامه معتنياً بكل تفصيلةٍ منه مع بدء يوم عملٍ جديد.. كونه ولي عهد المملكة الرسمي جعل على عاتقيه مسؤولياتٍ تفوق ما حملها سابقاً، وأصبح واجهة الملك أمام السفراء والمبعوثين من الممالك والأقاليم الأخرى، بالإضافة لمرافقته الملك في اجتماعاته الخاصة والعامة..

نظر جومين للعصابة التي تغطي عينه التي فقدها في ذلك الهجوم على تاهير.. لم يظن يوماً أنه سيعبأ بمظهره، وبرأي الآخرين به.. لطالما امتلك الثقة لمواجهة من يقابله، لكنه الآن أصبح متردداً في لقاء الآخرين خشية أن يرى الشفقة في أعينهم.. أن يرى الاشمئزاز في ملامحهم.. أن يرى ما قد يسبب له الضيق ويشتت ما بقي من ثقةٍ في نفسه..

سمع طرقاتٍ على باب جناحه، ودخل أحد الخدم ليبلغه برغبة الملك رؤيته، فلم يتأخر جومين في الاستجابة لهذا الأمر.. بعد اختياره، أصبح جومين أكثر حرصاً على نيل رضى الملك بكافة السبل.. يشعر أنه مدينٌ له بذلك.. لقد اختاره رغم قصوره ومساوئه.. اختاره رغم أنه يملك من هو أفضل منه.. لذا يراوده شعورٌ أنه يجب أن يبذل أقصى ما يملك من جهدٍ لئلا يخيّب ظن الملك بأي صورة..

فور أن رفع رأسه بعد انحنائه للملك، بادره قائلاً "جومين.. ألا ترى أن الوقت قد حان لتجدد ارتباطك بأميرة مملكة سافاي؟.. لقد استقرت الأمور في وولتاك، وتأكدنا من خلاص المملكة من كل الطوائف التي اقتحمت حدودنا مؤازرةً العدو في هجومه.."

تردد جومين للحظةٍ وهو يشعر أنه ما عاد الشخص الذي كانه سابقاً.. فقال بترددٍ لم يملكه "ربما يرغب مولاي الملك بمصاهرة ملك مملكة سافاي، لكن لا أظن أنني الأصلح لإتمام هذه المصاهرة.. ربما يفضّل الملك اختيار أحد إخوتي الأمراء لتحقيق ذلك.."

قال الملك رافعاً أحد حاجبيه "وما الذي يدعوك لهذا الظن؟.. ألست ولي العهد؟.. من قد يليق بأميرة سافاي الوحيدة إلا ملك وولتاك المستقبلي؟.."

أجاب جومين خافضاً رأسه "لا أظن ملك مملكة سافاي سيرضى بصهرٍ مثلي، ولا أظنني أليق بالأميرة الآن.."

قبائل الوهم ٢حيث تعيش القصص. اكتشف الآن