١٦. هلاوس

12 2 0
                                    


لا تدري نوّوا كم ساعةً لبثت في ذلك الكوخ البسيط البعيد عن تاهير.. بدا أن وقتاً طويلاً قد مضى قبل أن تسمع ضجةً مختلفة خارجه.. نظرت لجومين بقلق، فقال لها "لو لم يكونوا رفاقنا، فسيحذرنا الرجال قبل وقوع الخطر.. لا تقلقي.."

لم يلبث الباب أن فتح ودخل يار وهاكاد الذي قال "إنهم حذرون بأشد مما توقعت.. لم نتمكن من اصطياد أحدهم بسهولة.."

لم تسأله نوّوا عن ذلك بل هبّت واقفةً سائلةً بلهفة "هل عثرتم على رودا؟.."

قال هاكاد بتأكيد "إنه في القصر.. الأثر يقود للقصر دون شك.."

أضاف يار "للأسف، لم نجد وسيلةً للوصول إليه.. بعد مضيّ تلك الأسابيع، أصبحت سيطرة المبجّل على القصر أكثر إحكاماً.. هناك عددٌ من البرْت يجوبون سماءه بتدقيق في جميع الأوقات.. وهناك شيطان سترزيغا الذي يجوب حدائقه، وهو كما تعلمون يتمتع بحاسة شمٍ مرهفة وسيدرك اقتراب أي غريبٍ من القصر.. بالإضافة لعددٍ لا يستهان به من جنودنا الواقعين تحت سيطرة أعوان المبجّل.."

قالت نوّوا بتوجس "نحن لا نعلم ما فعلوه به حتى الآن.. لقد مضى يومٌ تقريباً منذ اختفى.. ربما يقتلونه ونحن بعيدون لا نملك إنقاذه.."

فقال يار مشيراً خلفه "إذن هذه هي فرصتك لتحقيق ذلك.. اختطفنا أحد أعوان المبجّل.. يمكننا باستخدامه أن نجد وسيلةً لدخول القصر.. للخلاص من المبجّل وتخليص رودا في الآن ذاته.."

سار الثلاثة أمامها نحو باب الكوخ، فيما تبعتهم نوّوا بتهيّب.. تلك المرة الأولى التي ستستخدم فيها قدراتها في الحقيقة.. لو تجاوزنا عن المرة السابقة التي حدثت مع هاكاد دون إرادةٍ منها، فإنها هذه المرة ستستخدمها بإرادتها، وهذا زرع في نفسها خوفاً شديداً لم تدرك سببه.. خوف من نفسها ومما هي قادرةٌ عليه..

خارجاً، لمحت اثنين من رفاق يار يحرسان رجلاً غريباً يرتدي معطفاً أسود بدا أن الهدف منه تغطية جسده وملامحه عن الأنظار.. وعلى صدره، بدت تلك القلادة بارزةً لكل من يراها.. كان الرجل فاقد الوعي وقد أسند جسده لجدار الكوخ، بينما قيّدوا يديه وقدميه، ووضعوا خرقةً في فمه لمنعه من الكلام أو من قطع لسانه وقتل نفسه بغفلةٍ منهم، بالإضافة لعصابةٍ أخرى غطت عينيه..

قال يار مشيراً له "أعوان المبجّل لا يغادرون القصر إطلاقاً في الوقت الحالي.. وقد أصبحوا يتعمدون إبراز قلائدهم أمام الجميع عكس ما كانوا عليه قبل الهجوم على تاهير.. هذا الرجل اسمه ترودس، سمعنا أحد رفاقه يناديه بهذا الاسم.. هذا سيعفينا من محاولة استجوابه لمعرفة اسمه مما سيكشف نوايانا دون أن نفصح عنها.."

لم تسأله كيف استطاعوا الإمساك به وإفقاده وعيه.. بدا من تأخرهم أن ذلك لم يحدث بالسهولة المرجوّة.. نظر لها جومين بترقبٍ قائلاً "إذن، أرينا ما يمكنك فعله.."

قبائل الوهم ٢حيث تعيش القصص. اكتشف الآن