١١. مسحور

14 2 0
                                    


مع مطلع النهار، سار الرجل يتبعه هاكاد ونوّوا على الطريق الذي يتجاوز القرية صاعداً الجبل خلفهم.. كان الجو دافئاً، رغم ضبابٍ خفيفٍ انتشر صباحاً، والأشجار كثيفة الورق تغزو كل زاويةٍ من ثنايا الجبل.. لم يكن الطريق صاعداً بشدةٍ تتعبهم، بل كان سلساً يدور بهم حوله مرتفعاً بشكلٍ طفيف مع كل خطوة، مخالفاً الجانب الآخر الذي اضطروا لنزوله في اليوم السابق..

أمامهم، امتدت سلسلةٌ جبلية تكوّن قلب سولوا وأغلب مناطقها.. تساءلت نوّوا وهي تتأمل الجبال "أيها هو الجبل المسحور؟.."

أجابها الرجل "كل الجبال هو، وهو يمتد ليشملها جميعاً.."

قالت بدهشة "أليس جبلاً واحداً؟.."

قال الرجل مواصلاً سيره بنشاطٍ وخفة "هذا الاسم لا ينطبق على جبلٍ واحدٍ فقط.. بل هو رمزٌ لتلك الجبال التي تشكل قلب سولوا.. بل لا ندري إن كانت أرضنا نفسها مسحورةً أم لا.."

ثم أشار أمامه مضيفاً "لكن أجدادنا أقاموا علاماتٍ على حدود تلك الأرض المسحورة.. لم يجرب أحدهم حظه قط خارجها، لذا لا نعلم صحة تلك الحدود التي أقاموها.."

نظرت نوّوا ملاحظةً الأرض الصخرية التي ارتفعت أمامهم بلونٍ أسود يغزوها الأخضر في أماكن متفرقة.. وأمامهم لمحت جلمودان ضخمان نصبا على جانبي الطريق فبدوا كبوابةٍ لما خلفهما..

قال الرجل لهم وهو يقف مكانه "هنا ينتهي دوري.. قد أعينكم لو طلبتم عوناً قبل اجتيازكم تلك الحدود، لكن بعدها فلا شأن لنا بكم إطلاقاً.."

عاد أدراجه تاركاً إياهم يقفون أمام الجلمودين يتأملون النقوش المتفرقة التي لا تختلف عما رأوه في جوانب القرية خلفهم، وحمل أعلاهما وجهان ينظران للواقف أسفلهما بنظرةٍ جامدة تبدو مترفعةً بشكلٍ يغيظ.. قال هاكاد مشيراً للخط الفاصل بين ما قبل البوابة الغريبة هذه وما خلفها "هذا هو.. أأنتِ واثقةٌ أنك تريدين اجتيازه؟.."

قالت وهي تضع صندوقها أرضاً محتفظةً بحقيبةٍ صغيرة تحوي احتياجاتها الهامة "الوقت متأخرٌ على هذا السؤال

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

قالت وهي تضع صندوقها أرضاً محتفظةً بحقيبةٍ صغيرة تحوي احتياجاتها الهامة "الوقت متأخرٌ على هذا السؤال.."

استوقفها هاكاد قائلاً "ليس الأمر بهذه البساطة.. عليك تقديم قربانٍ من الدماء قبل أن يستجيب الجبل لك.."

قبائل الوهم ٢حيث تعيش القصص. اكتشف الآن