لم أشكو يومًا من حياتي في هذه المنطقة الريفية. فعائلتي الصغيرة - أمي، أبي، أختى الكبرى، أنا- نعيشُ تحت سقفٍ صغير يملؤه الحب، الفرح، الاطمئنان، والقليل من المشاكل بين الفينة والأخرى. وبالرغم من هذا، نحنُ عائلة سعيدة.. كُنا عائلة سعيدة.. فبموت والدي تغير كل شيء.أصبحت حياتي فارغة فلم أعد أقوى على أداء روتيني اليومي. أصبحتُ أهرب من التجمعات، الصداقات، وما كان يومًا ملاذًا آمنًا.. أمي وأختي.
في كل مرةً أنظر إليهم ينكسر جزء من قلبي. أتألم من رؤيتهم يحاولون تقويتي ويتغاضون عن الأسى البادي على وجوههم. أتألم من وجع قلبي دون المقدرة على البكاء فعيناي لم تذرف الدموع.. لا بعزاء والدي ولا بعده.
مرت سنتان كفيلتان بجعلي وحيدة في المدرسة، متعرضة لتنمر باستمرار فأنا الفتاة الغريبة الغير مرغوب بها. كنت مستمتعة بوحدتي وبقائي مع أمي وأختي فالسنتان نجحتا بتخفيف مشاعري المضطربة ومحاولة الهرب عن عائلتي.
وبعد ما أسميه إنجازًا فأخيرًا أبعدت الغمامة السوداء، أتت هذه الجائزة التي أسعدت الجميع عداي، منحة دراسية لمدرسة خاصةً بالأغنياء. بعيدةً عن موطني، عائلتي، وقطتي "شيكُو".
وعندما يتعلق الأمر بهذه المنحة، فلا مجال لرفض ومخالفة أوامر والدتي.
أنت تقرأ
من حفرة إلى أخرى
Romanceاتخاذ مدرستي الجديدة ملاذًا آمنًا ليس سوى كارثة.. فبطريقة ما أجد نفسي من حفرة إلى أخرى. ورغم هربي المستمر إلا أن ذاتَ الأوجه تظهر أمامي.. وهناك وجه لا أظن بأنني سأهرب منه.