<شكرًا لمساعدتي بعد أن تسببتِ بما جرى.>
أرسلتها لأختي ومن ثم أطفأت هاتفي كي لا أفرغ عليها غضبي، فهذه البلهاء تظن بأنني سأسعد من اصطدام مارفن بي.لقد كان يمشي خلفي بالصورتين وبالمرتين كان واقفًا ينتظر انتهائي عدى أن وجهه بالصورة التالية، يدل بأنه قد ضاق ذرعًا مني ومن توقفاتي المفاجئة.
الاتصال من هاتف والدتي، كان حلها الوحيد بعد انقطاعي عنها فحينها تأكدت من وقوعي بمشكلة معه.. هذا الحل الذي زاد الطين بلة فلا أريده أن يقترب بتاتًا من عائلتي، لا أن يتحدث مع أمي ولا أختي.
ارتديتُ ملابسًا ثقيلة باليوم التالي وكأي يوم آخر، ابتدأ الأمر بالهرولة نحو المدرسة فيجب أن يعمل عقلي بشكل سليم اليوم. استغليت طول الطريق بالسخرية من تالة المتجهمة فهذه المرة هي من لم تنم جيدًا وبالكاد استطعت ايقاظها.
جميعهم ينتظرونا أمام البوابة ورغم توقعي بأن جوي سيستمتع بمضايقة تالة إلا أنه لم يقترب منها حتى.. بدى خائفًا من مزاجها المتكدر مما جعلني أفكر مليًا فيما إذ نجوت من غضبها قبل قليل؟
- تصبحين أجمل عندما ترفعين شعرك.
كلمات صدرت من جايكوب الهائم بي.. مثلما يبدي كل مرة!- ألم تسأم من هذه المجاملات؟
قلتها بضيق واضح فاكتفى بابتسامة خافتة تحولت لضحكات لا تنتهي من انفجار تالة على جوي. فبالأخير، لم يستطع ردع نفسه التي تلح له بأن يطوق رقبتها بذراعه وقد نال ما توقعته.. ضربة على رأسه وشتائم لا تنتهي.مرت الحصص بهدوء إلا حصتي الأخيرة والتي تشاركتها مع الضباع الثلاث. كان كاي حيويًا ومزعجًا بعض الشيء فمنذ دخوله الفصل لم يكف عن التحدث وكذلك إلينا أما الجالس بجانبي -مارفن- فلقد كان هادئًا جدًا.
ضجري من هذه الحصة يجعلني أدقق بأشياء ما كنت سأفكر بالنظر إليها حتى. كشعر إلينا البني الناعم والذي كان مرفوعًا اليوم فأظهر بياض رقبتها الطويلة.
النظر إليها كثيرًا يصيب معدتي بالألم وعندما قررت التركيز مجددًا، أنهى الأستاذ الحصة لظرف خاص.. أي أنني سأعلق هنا حتى انتهاء الوقت.
- وأخيرًا.. كدتُ أن أموت من الضجر.
شاركتُ إلينا الشعور ذاته عندما تذمرت بصوت عالٍ وهي تجلس فوق طاولة مارفن.لف كاي كرسيه نحو مارفن وخلال الوقت ذاته رأيت تالة بجانبي وكذلك جوي.. يرحبون بالزيارة الغير متوقعة، جايكوب ونيلدا.. ليس من الباب بل من النافذة التي طرقها.
- ستذهبين معنا اليوم، لا مجال لرفض!
قالها جايكوب لي فور فتح جوي للنافذة فهززتُ رأسي رافضة مما جعله يتحدث بتهديد مضحك:
- اختاري، ستذهبين معنا أو معي أنا فقط؟
غمز كإشارة لاختيار الخيار الثاني فضحكتُ متجاهلة الهراء الذي يتفوه به الآن والذي علقت عليه إلينا بصوتٍ واضح سمعه الجميع:
- لا يستهان بمهارات الطبقة الدُنيا.
أنت تقرأ
من حفرة إلى أخرى
Romanceاتخاذ مدرستي الجديدة ملاذًا آمنًا ليس سوى كارثة.. فبطريقة ما أجد نفسي من حفرة إلى أخرى. ورغم هربي المستمر إلا أن ذاتَ الأوجه تظهر أمامي.. وهناك وجه لا أظن بأنني سأهرب منه.